يشهد هذا العام، العديد من الإنجازات، للإمارات العربية المتحدة، في ميدان الفضاء، والتي كان أولها، نجاح مهمة “مسبار الأمل” في الوصول إلى مدار كوكب المريخ، لتصبح الإمارات بذلك، خامس دولة في العالم، وأول دولة عربية مسلمة، تصل إلى المريخ، ولم تتوقف جهود وإسهامات الإمارات، عند هذا الحد، بل قامت بإطلاق القمر الاصطناعي “ظبي سات” إلى محطة الفضاء الدولية، على متن المركبة الفضائية “سيغنوس إن جي 15”.
مشروع “ظبي سات”
أعلنت جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، وشركة الياه سات للاتصالات الفضائية، و “نورثروب غرومان”، يوم السبت، الموافق 20 من فبراير الجاري، انطلاق القمر الاصطناعي المصغر الثاني “ظبي سات”، والذي طوره طلاب من جامعة خليفة الإماراتية، بالتعاون مع شركاء الجامعة من مركز “والوبس فلايت” في ولاية فيرجينيا الأميركية، إلى محطة الفضاء الدولية، على متن المركبة الفضائية “سيغنوس إن جي 15”.
ووفقًا لوكالة أنباء الإمارات، فإنه من المتوقع أن ينفصل القمر الاصطناعي عن المركبة الفضائية، عقب مغادرته لمحطة الفضاء الدولية، وذلك بعد 3 أشهر تقريبًا.
أهداف “ظبي سات”
تتمثل أهداف القمر الاصطناعي، ظبي سات، الذي قام بتطويره 27 طالب، ببرامج الدراسات العليا، في مختبر الياه سات للفضاء، في مركز جامعة خليفة لتكنولوجيا الفضاء والابتكار، في تدريب الطلاب الجدد، وتأهيلهم ليصبحوا مهندسين، ومن ثم دعم عملية تطوير قطاع الفضاء في الدولة، وتقييم أداء القمر الصناعي المصغر، كيوب سات 2U، في الفضاء، بالإضافة إلى تطبيق خوارزميات تحديد الاتجاه والتحكم، التي طورها طلبة الدراسات العليا في جامعة خليفة والتحقق من صحتها في الفضاء، وذلك وفقًا لصحيفة “الإمارات اليوم”.
مهمة “ظبي سات”
أما عن المهمة المتوقعة، للقمر الاصطناعي، “ظبي سات”، فتتلخص في 4 مهام رئيسية، هي: التحقق من دقة خوارزميات التحكم المختلفة من خلال التقاط الصور في اتجاه التوجيه باستخدام الكاميرا الرقمية التي تم تحميلها، ومقارنة الصورة الملتقطة مع الاستحواذ المتوقع، وتقييم الخوارزميات الجديدة التي طورها الطلاب، مع اختبار البرنامج أيضاً بناءً على الخوارزميات المتوفرة في الدراسات السابقة، فضلًا عن الهدف النهائي للمهمة، والخاص بإنتاج مكتبة برمجيات، يمكن استخدامها في المهام المستقبلية.
نجاح آخر للإمارات في مجال الفضاء
قال الدكتور عارف سلطان الحمادي، نائب الرئيس التنفيذي، في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا ، أن انطلاق “ظبي سات”، يعد نجاحًا آخر، لدولة الإمارات وجامعة خليفة، وشركائها، لما يمثله من إنجاز كبير وهام، لقطاع الفضاء في الإمارات، كما أنه يساهم في إعداد القوى البشرية المحلية، وتدريبها من خلال المؤسسات الأكاديمية في الدولة .
وأضاف “الحمادي”، أن تصميم “ظبي سات”، بشكل كامل وتطويره بأيدي طلاب الجامعة، وبدعم من شركاء الإمارات، هو مثال آخر على إستراتيجية جامعة خليفة الشاملة، التي تتمثل في تطوير العلماء المتخصصين في علوم الفضاء والمهندسين، للنهوض بالدولة في مجالات التقدم التكنولوجي، مؤكدًا أن القمر الاصطناعي، يؤكد مدى التزام الجامعة، بتطوير رأس المال البشري من خلال البرامج الأكاديمية المتخصصة، ومراكز البحوث، كمركز جامعة خليفة لتكنولوجيا الفضاء والابتكار ودعم الشركاء.
من جانبها، أعربت منى المهيري، رئيس الأصول البشرية والشؤون الإدارية في الياه سات، بالنيابة عن فريق عمل الياه سات، عن خالص تهانيها، للطلاب وأصحاب المشروع، على هذا الإنجاز المتميز،موضحةً أن “ظبي سات”، هو القمر الصناعي الثاني، بعد القمر الصناعي MySat-1- ، والذي يعد أول قمر صناعي مصغر مخصص لأغراض تعليمية، تم تصميمه في مختبر الياه سات للفضاء قبل 3 سنوات، مشيرةً إلى أن المختبر ساهم منذ إنشائها، في دعم التعاون الأكاديمي الصناعي، مما سهل نقل المعرفة والموارد لصقل المواهب الكامنة داخل الدولة.
وأكدت “المهيري” أن التكنولوجيا المتقدمة، ومراكز الأبحاث المتخصصة، تساهم في دعم المعرفة المطلوبة، لتعزيز طموحات ومكانة دولة الإمارات في قطاع الفضاء، معربةً عن سعادتها بما أسفرت إليه نتائج شراكة “الياه سات”، مع جامعة خليفة، ونورثروب جرومان، ووكالة الإمارات للفضاء، وبالخطوات التي تم اتخاذها لبناء قدرات الشباب.
من جهته، قال فرانك ديماورو، نائب الرئيس والمدير العام لقسم أنظمة الفضاء التكتيكية في نورثروب غرومان، أن “ظبي سات” يمتلك القدرة على تحسين كفاءة الأقمار الصناعية المصغرة، مستقبلًا، وإبراز الجوانب الابتكارية من البحوث والتطوير في التكنولوجيا، والتي من الممكن تطبيقها في الأقمار الصناعية المصغرة.