طالما كانت روح الولاء والانتماء للوطن، هي المحرك والدافع الرئيسي، لأبناء مصر المقيمين في الخارج، فالرغبة في توظيف العلم والمعرفة، لخدمة الوطن، كانت بمثابة الدم الذي يسري في عروقهم، وخير دليل على ذلك، هي تجربة الدكتور وجدي زهران، أحد الخبراء المصريين في الخارج، وصاحب إحدى الشركات المتخصصة في ميكنة النظام الصحي في باريس، والتي جرى اعتمادها من الحكومة الفرنسية كأول شركة للعمل بميكنة المنظومة في البلاد.
وفي هذا الصدد، يرصد لكم “صدى البلد جامعات” أهم المحطات في حياة الدكتور وجدي زهران، وأهم إسهاماته..
المسيرة العلمية للدكتور وجدي زهران
بدأت المسيرة العلمية لـ”زهران”، الزاخرة بالإنجازات المتتالية، بدايةً من تخرجه في كلية الهندسة، جامعة القاهرة، وسفره إلى العاصمة الفرنسية، باريس، عام 1979، ثم حصوله على درجة الدكتوراه، عام 1983، وصولًا إلى عمله بعد ذلك في منظومة التأمين الصحي في فرنسا، منذ بدايتها، في عام 1998، وإثبات جدارته في إحداث نقلة نوعية لمنظومة التأمين الصحي الفرنسية، وهو الأمر الذي جعل الحكومة الفرنسية، تُسند إلي شركته رئاسة مشروع يستهدف التحول الرقمي الشامل للمستشفيات الحكومية الفرنسية، والذي وصفته فرنسا، بأنه يعد بمثابة “مستقبل الطب” في فرنسا والعالم بأسره.
حلم توظيف الخبرات على أرض مصر
بالنظر إلى التغيرات التي طرأت على منظومة التأمين الصحي الفرنسية، والتي يتمثل أبرزها في: طريقة العمل الخاص بها من خلال إعداد كارت لكل مواطن مواطن مسجل عليه كافة التفاصيل الخاصة به، وتاريخه المرضي، وكذلك التعاملات المادية بين المستشفيات ومقدمي المنظومة، مما سيسهم في توفير الوقت والجهد على الأطقم الطبية، والتكلفة المادية من جانب الدولة، يحلم “زهران” بنقل هذه الخبرة إلى وطنه مصر، ومن ثم النهوض بقطاع الصحة بأكمله، لكي تكون مصر هي الدولة المصدرة لهذه التكنولوجيا لأفريقيا والشرق الأوسط فيما بعد.
وكعادة مصر التي طالما تفتح ذراعيها، لاستقبال أبنائها، استقبلت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة، وشئون المصريين بالخارج، الدكتور وجدي زهران، كما رحبت بفكرة تطبيق عملية “التحول الرقمي للمستشفيات”، وطالبته بإعداد تصور كامل حول مشروع (الميكنة والتحول الرقمي)، وتجربته الخاصة في فرنسا، تمهيدًا لعرضها على وزارة الصحة المصرية والجهات المعنية.