أعلنت وكالة ناسا أمس الخميس، أن «مسبار بيرسفيرانس Mars 2020 Perseverance» هبطت على سطح المريخ بعد تجاوزها بنجاح مرحلة هبوط محفوفة بالمخاطر تعرف باسم “سبع دقائق من الرعب”.
وقال قائد العمليات سواتي موهان، “في حوالي الساعة 20:55 (بتوقيت جرينتش) تم تأكيد الهبوط حيث اندلعت هتافات مركز التحكم في المهمة في مقر مختبر الدفع النفاث التابع لناسا”.
البحوث الفلكية: «مسبار بيرسفيرانس 2020» تعتبر الخامسة التي تضع عجلاتها على المريخ
وأضاف الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن Mars 2020 Perseverance تعتبر هي الخامسة فقط على الاطلاق التي تضع عجلاتها على المريخ، وتزن حوالى طنًا وهى بحجم سيارة الدفع الرباعي، ومجهزة بذراع آلي طوله سبعة أقدام (مترين)، وله 19 كاميرا وميكروفونات ومجموعة من الأدوات المتطورة للمساعدة في تحقيق أهدافها العلمية.
وأوضحت الدكتورة سوزان وسيم الأستاذ المساعد في مجال أبحاث الفضاء بالمعهد، أن Perseverance يشرع الآن في مهمة متعددة السنوات للبحث عن البصمات الحيوية للميكروبات التي ربما كانت موجودة علي سطح كوكب المريخ منذ مليارات السنين، عندما كانت الظروف أكثر دفئًا ورطوبة مما هي عليه اليوم، وبدءًا من الصيف، سيحاول Perseverance جمع 30 عينة من الصخور والتربة، ليتم إرسالها إلى الأرض في وقت ما في ثلاثينيات القرن الحالي لتحليلها في المختبر.
وقالت كاتي ستاك مورجان، عالمة الجيولوجيا في وكالة ناسا: “إن مسألة ما إذا كانت هناك حياة خارج الأرض هي أحد الأسئلة الأساسية التي يمكننا طرحها، ويأمل العلماء في العثور على بصمات حيوية مدمجة في عينات من الرواسب القديمة التي صممت Perseverance لاستخراجها من صخور المريخ لتحليلها مرة أخرى على الأرض – وهي أول عينات من هذا القبيل جمعتها البشرية من كوكب آخر”.
حيث تتضمن حمولة Perseverance أيضًا مشاريع إيضاحية يمكن أن تساعد في تمهيد الطريق لاستكشاف الإنسان للمريخ، بما في ذلك جهاز لتحويل ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للمريخ إلى أكسجين نقي.
كما تحمل Perseverance أداة علي متنها تتخذ شكل صندوق، هي الأولى التي تم إنشاؤها لاستخراج مورد طبيعي للاستخدام المباشر للبشر من بيئة خارج كوكب الأرض، وفقًا للوري جليز، مدير قسم علوم الكواكب في ناسا، وسيثبت أنه لا يقدر بثمن لدعم الحياة في المستقبل على المريخ ولإنتاج وقود الصواريخ لنقل رواد الفضاء إلى الوطن.
ونموذج تجريبي آخر يحمله Perseverance هو طائرة هليكوبتر مصغرة مصممة لاختبار أول رحلة تعمل بالطاقة والمراقبة لطائرة على كوكب آخر، وقال مسؤولون في مختبر الدفع النفاث إنه إذا نجح هذا الطائر الذي يبلغ وزنه 4 أرطال، فقد يؤدي إلى مراقبة جوية على ارتفاعات منخفضة لعوالم بعيدة.
وأضاف الدكتور ياسر عبدالهادى، أستاذ الفيزياء الشمسية ورئيس لجنة الإعلام بالمعهد، أن الولايات المتحدة ليست وحدها في افتتانها بالمريخ، الأسبوع الماضي فقط، وصل مسبار منفصل، مسبار الأمل، أطلقته الإمارات العربية المتحدة وكذلك الصين إلى مدار المريخ، بالإضافة إلى ثلاثة أقمار صناعية للمريخ تابعة لوكالة ناسا لا تزال في المدار، إلى جانب إثنين من وكالة الفضاء الأوروبية.
رئيس معهد البحوث الفلكية: الفضاء الخارجي أصبح متاحًا للعالم النامي
وأوضح الدكتور جاد القاضي، أن السباق في استكشاف الفضاء الخارجي بات على أشده، وليس حكرًا على دولا بعينها، بل أصبح المجال متاحًا لدول العالم النامي الدخول فيه، ونعول على مجهودات الدولة المصرية وعلى رأسها وكالة الفضاء المصرية والمعاهد البحثية وفي مقدمتها المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية للمساهمة في هذا المجال بقوة خلال الأعوام القليلة القادمة.
وأضاف القاضي، أنه تم اطلاق عدد من الأقمار الصناعية لأغراض تعليمية من خلال تحالف قومي لصناعة الفضاء، بالتوازى مع إنشاء محطات لرصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائي، مشيرًا إلى أن المعهد من خلال التليسكوبات الفلكية التي يمتلكها تمكن من دراسات ومعلومات فلكية عن هذا الفضاء البعيد والتي تمهد لإكتشافات عظيمة.