أكد المشاركون في توصيات مؤتمر التصوف ومنظومة القيم الأخلاقية على أهمية دعم القيم الخلقية، وترسيخ الأبعاد الروحية، وتقوية الهوية الوطنية في المجتمعات الإسلامية والعربية على اختلاف طبقاتها وفئاتها بما يتوافق مع ما يزخر به الإسلامُ قرانًا وسنة وسيرة وتراثًا علميًا وفكريًا وسلوكيًا وغيره من أخلاق محمدية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم.
وأوضحت نتائج المؤتمر الذي شارك فيه علماء من أساتذة جامعة الأزهر وجامعات فرنسا الأردن، والمغرب والسودان والجزائر والجامعة الأمريكية إلى التأكيد على دور التصوف في دعم منظومة القيم الخلقية، باعتبار الأخلاق عماد الإسلام، وأساس الأحكام فيه، وكذا إلى أهمية السلوك الصوفي بالنسبة لعلماء الإسلام باعتبار أن علماء الإسلام على مر التاريخ كانوا أهل أدب وسلوك وقدوة في الظاهر والباطن، بما يعكس حقائق ما يحملون من علم.
كما أوصى المؤتمر بضرورة إحياء الموروث العلمي، والروحي لعلماء التصوف ورواده، من خلال إعادة نشر مؤلفاتهم ومقالاتهم، وذلك بالنظر إلى الكم الهائل من التراث الصوفي الذي ورثه العلماء للأمة، والذي يعكس صورة الإسلام الحق.
إضافة إلى تبني التصوف والأخلاق في المناهج الدراسية في المدارس والجامعات وغيرها من مؤسسات التعليم، وتربية النشأ على هذه الأخلاق، وضرورة تعميق الدراسات الأكاديمية في التصوف والأخلاق، و دعم كافة مؤسسات التصوف الرسمية والشعبية، مع زيادة الاهتمام بها ودعمها بكافة السبل المادية والمعنوية، والعلمية والأدبية والفكرية، لتكون صورة معبرة عن حقائق التصوف الراشد وتراثه المجيد، وتفعيل مواثيق الشرف المهنية في الأمة، وخاصة في قطاعات الدولة المصرية، ووضع معايير وعقوبات أخلاقية لضمان تفعليها.
إضافة إلى تبني الدولة لوضع مدونة للسلوك العام، تشمل معايير واضحة تساعد على إحياء منظومة القيم الأخلاقية في الأمة، و إنشاء مركز قومي لإرساء الهوية الوطنية القائمة على الأخلاق الإسلامية الصحيحة، ودعوة المؤسسات الإعلامية، والعلمية والمراكز البحثية والفكرية إلى ضرورة ترسيخ القيم الأخلاقية والروحية بما أوتوا من وسائل متاحة.
وأشار البيان الختامي في ديباجته لتوصيات المؤتمر إلى أن الدنيا يجتازها في هذه الفترة الحرجة من تاريخ الأمة ، بل من تاريخ البشرية، أزمة أخلاق انعكست على كافة مظاهر الحياة الاجتماعية والإقتصادية والسياسية والعلمية والفكرية والثقافية والإعلامية.
كما جعل أكاديمية أهل الصفة لدراسات التصوف وعلوم التراث التابعة للبيت المحمدي- تعقد مؤتمرها الثالث والعشرون بعنوان:” التصوف ومنظومة القيم الأخلاقية”، في الفترة من الثاني عشر إلى الرابع عشر من فبراير عام 2021م- وذلك إحياء لذكرى الإمام الرائد فضيلة الشيخ محمد زكي إبراهيم- رحمه الله- رائد دعوة الإصلاح الصوفي في العصر الحديث.
حيث دارت موضوعاته حول أربع محاور رئيسة، وهي: المحور الأول: فلسفة الأخلاق عند غير المسلمين، و الثاني: منظومة القيم الأخلاقية في الإسلام، والثالث: دور علماء التصوف في صياغة النظرية الأخلاقية الإسلامية، والرابع: القيم الأخلاقية والإصلاح، وأقيمت على هامشه فعاليات أدبية وفكرية وعلمية حيث أقامت المراكز البحثية والفكرية منتدًا شعريًا نظمته رابطة الشعراء المحمديين بأكاديمية أهل الصفة.
إضافة إلى أنه شارك فيها عدد من الشعراء من داخل مصرَ وخارجها، كما تم الإعلان فيه عن مسابقة ( جائزة الإمام الرائد) للشعر الفصيح، كما أقيم منتدًا علميًا حواريًا بعنوان:” التصوف بين فلسفة الأخلاق وعلوم التحقيق”، نظمه مركز الإمام الغزالي للفكر والثقافة برواق علوم التراث، بمشاركة نخبة من كبار العلماء، ناقشوا فيه قضية التصوف بين الأخلاق وحقائق المعرفة، وأعلن فيه عن مسابقة( جائزة الإمام الرائد للبحوث والدراسات الصوفية).
يذكر أنه ألقى البيان الختامي للمؤتمر الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية بحضور الدكتور طه الرفاعي مفتي العراق والدكتور عبدالحميد مدكور أمين عام مجمع اللغة العربية والشيخ محمد عبد الباعث الكتاني محدث الاسكندرية والدكتور فتحي حجازي الأستاذ بكلية اللغة العربية والدكتور عبدالجليل ستلازر الأستاذ بالجامعة الأمريكية والدكتور محمد مهنا الأستاذ بجامعة الأزهر وخادم البيت المحمدي .