اختارت السويد لنفسها، نهجًا ومسارًا جديدًا، تجاه جائحة فيروس كورونا المستجد، في مشهد لاقى استياء كافة بلدان العالم، ففي الوقت التي تسعي فيه الدول للحفاظ على سلامة مواطنيها، بكل ما أوتيت من قوة وعلم، للخروج لبر الأمان، تضرب السويد في هذه القيود والإجراءات الاحترازية عرض الحائط، وتضع نفسها في قائمة “معارضي ارتداء الكمامات”، وهو الأمر التي بدأت السويد تعاني من تبعاته، خاصةً على القطاع التعليمي.
وفي هذا السياق، يأخذكم “صدى البلد جامعات” في هذا التقرير، في جولة للتعرف على تأثيرات قرارات السويد على ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في المدارس..
فتح المدارس دون إجراءات احترازية
وفقًا لدورية “Science”العلمية، أشار تحليل دقيق للبيانات الصحية في السويد، أن إبقاء المدارس مفتوحة، مع اتباع الحد الأدنى فقط، من الاحتياطات والإجراءات الاحترازية، في الربيع، ضاعف من معدلات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، بين صفوف المعلمين، كما واجهت عائلاتهم خطر الإصابة بالعدوى بنسبة 29٪، أعلى من عائلات المعلمين الذين تحولوا إلى التدريس عبر الإنترنت، فضلًا عن ارتفاع معدلات الإصابة بين آباء الأطفال الذين يذهبون إلى المدارس، بنسبة 17% أكثر من آباء الأطفال الذين يتعلم أطفالهم إلكترونيًا.
وقد شجعت السلطات الصحية السويدية، الطلاب والمعلمين، على غسل أيديهم أو تطهيرها بانتظام، والمحافظة على التباعد الاجتماعي عند الإمكان، والبقاء في المنزل في حالة المرض أو الإعياء، ولكن على الجانب الآخر، لم يرتدي المدرسون أو الطلاب الأقنعة، وكذا لم يتم الحجر الصحي على المخالطين للحالات المؤكد إصابتها بكورونا.
الخطر يلاحق المعلمين
ذكر المؤلفون لهذه الدراسة، أن التأثير على المعلمين كان كبيرًا، حيث خلصت النتائج، إلى ضرورة إعطاء الأولوية للمعلمين في جداول التطعيم، حيث تعرض المعلمون في المدارس الثانوية العليا، لخطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد، بشكل كبير، مقارنةً بـ 124 مهنة أخرى في السويد، كما وجد الباحثون أن معلمي المرحلة الإعدادية احتلوا المرتبة السابعة، من حيث احتماليى الإصابة بالفيروس، فيما كانت المخاطر أقل إلى حد ما بالنسبة لمعلمي المدارس الابتدائية، ولكنها لا تزال أعلى من المتوسط.
كما أفادت الدراسة، أن من بين 39 ألف معلم فى المدارس الثانوية في السويد ، تم نقل 79 منهم إلى المستشفى خلال الفترة من مارس إلى يونيو، وتوفى واحد، وعلى هامش ذلك، يرى المؤلفون للدراسة، أن تحويل هذه المدارس إلى التعلم عبر الإنترنت، كان من شأنه أن يمنع ربما 33 من هذه الحالات الشديدة.
إجراءات السويد المثيرة للجدل بشأن كورونا
ووفقًا لهيئة الصحة العامة السويدية، أجبر مسؤولون في مدينة هالمستاد، في وقت سابق، معلمًا على إزالة قناع الوجه الخاص به، وقاموا بحظر استخدام الكمامات، بشكل كامل، بالإضافة إلى جميع أشكال معدات الحماية الشخصية في المدارس.
وقال المسؤولون، أنه لا يوجد دليل علمى على فعالية ارتداء قناعات الوجه في التقليل من الإصابة بفيروس كورونا المستجد ، كما استمرت الصحة العامة السويدية، في تكرار مسألة عدم فعالية ارتداء الكمامات، بل وصل الأمر إلى زعمها بأن الكمامات قد تزيد من الإصابة بالفيروس.
وفي السياق ذاته، أوضحت لينا هالينغرين، وزيرة الصحة، في وقت سابق، أن الحكومة السويدية ليس لديها ثقافة أو تقليد، يجعلها تقوم باتخاذ قرارات بشأن الملابس الواقية، كأقنعة الوجه، وأن حكومتها لن تدخل في اختصاصات الصحة العامة السويدية.
ومن جانبه، كتب أندرس تيغنيل، كبير علماء الأوبئة في البلاد، رسالة بالبريد الإلكتروني، إلى المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض، الموجود بستوكهولم، محذرًا إياه بعدم التوصية بارتداء الكمامات، في خطوة لتصدير أفكار السويد المثيرة للجدل إلى العالم أجمع.