الجامعة منذ افتتاحها 1908 وحتى عام 1929 كانت صحراء جدباء لا حب فيها ولا رومانسية كان شعارها للرجال فقط الى ان اخترقتها الفتاة المصرية سنة 1929، وكانت سهير القلماوى أول طالبة من الجنس اللطيف تطأ اقدامها جامعة فؤاد الأول “جامعة القاهرة “، حيث التحقت بكلية الآداب أثناء عمادة الدكنور طه حسين عميد الادب العربى، وكانت الفتاة الوحيدة بين 14 زميل من الشباب في قسم اللغة العربية، ثم تبعتها كلامن أمينة السعيد وعائشة راتب وتبعتهن الأخريات وحصلن على حقهن فى التعليم الجامعى وقطعن خيوط الشرنقة لتدب فى قلب الجامعة حياة جديدة تتسارع دقاتها مع دقات ساعة الجامعة،اصبحت الجامعة هى الباب المفتوح و المكان المثالى لنشأة وتطورقصص الحب بين طلاب وطالبات الكلية أوالدفعة وحتى بين طلاب الكليات مختلفة ..أنطلق سهم كيوبيد فى ساحة الحرم يصيب من يشاء لايفرق فى بين كلية الأداب وكلية الإعلام ولا بين هندسة وتجارة .. ولا بين طالبة ومعيد ولا معيدة وأستاذها.
علاقات حب أما أن تنتهى بالزواج أو تنتهى بالتخرج من الجامعة ! وتصبح ذكرى فى طى النسيان بتحطم حلم الإرتباط على صخرة الظروف والإمكانيات أو رفض الأهل!
ودقت قلوب المحبين على ساعة الجامعة :
وهناك آلاف بل ملايين من قصص الحب المعروفة وغير المعروفة شهدت عليها حديقة الأورمان و قبة الجامعة ومدرجات المحاضرات والكافتيريات ..حب برىء اغلبه لايعرف الحسابات والمواءمات المادية ..
وانتقلت القصص من الجامعة الى الروايات والشاشات فى السينما والمسلسلات التليفزيونية ولعل اشهرها وكانت تريند مرحلة السبعينات وما بعدها (خلى بالك من زوزو )الذى صور حب الطالبة والأستاذ رغم التباين الاجتماعى وفيلم (حبيبى دائما )لنور الشريف وبوسى قصة حب بين الزملاء وفيلم الخطايا عبد الحليم حافظ ونادية لطفى و الذى نُسجت على اوتارهما العديد والعديد من القصص والعذابات فى الجامعة ومازالت حتى الآن .
وبمناسبة عيد الحب اتوقف مع اشهر قصص الحب التى انتهت بالزواج واستمر الحب حتى آخر العمر..من كلية الطب والحقوق والاعلام بجامعة القاهرة .
د .عبد المنعم ابو الفضل ود زهيرة عابدين :
ابدأ بالاستاذة والعالمة د زهيرة عابدين التى لقبت بأم الأطباء وأم الأطفال المصريين والتى تمثل نموذج للفتاة وللطالبة والباحثة والاستاذة والزوجة والأم المثالية فهى التى عاشت حياتها بدستور الاولى دائما
فهى أول البكالوريا على القطر المصرى سنة 1936
واول استاذة بكلية الطب واول من ادخل تخصص طب المجتمع بقصر العينى بخلاف تكريماتها العالمية كأول مصرية وعربية فى مكافحة روماتيزم القلب لدى الأطفال
لكن وسط هذا الكم من الكد والإجتهاد فى حياتها العملية
أخترق كيوبيد قلبها بسهم نافذ وهى طالبة فى السنة الأولى بكلية الطب من زميلها بالدفعة د محمد عبد المنعم ابو الفضل وكان طالب بكلية الصيدلة ولكن كان معروف وقتها ان طلاب الفرق الطبية الأولى يدرسون السنوات الأولى سويا
تروى لى د عزة ابو الفضل الأستاذ المتفرغ لطب الأطفال ..قصة حب وزواج والديها فى الجامعة وتقول:
والدتى د زهيرة عابدين كانت من عائلة محافظة جدا رغم تربيتها المتفتحة على الموسيقى واللغات لكنها كانت حافظة للقرآن الكريم من صغرها ، من بيت ثقافته رفيعة فوالدها حافظ بك عابدين كان محامى وتعليمه فرنسى وصديق شخصى لسعد باشا زغلول
وكانت هادئة جدا وجادة جدا فى كل حياتها ولكن كانت تتميز بوجه مبتسم دائما ومريح لكل من يقابله ..
وتتابع : جذبت والدى رحمة الله عليه كما قال لنا من أول يوم رآها فيه فى الكلية وظل يحبها فى صمت لايستطيع مصارحتها وفى احد الرحلات، استجمع شجاعته وصارحها بحبه وكان هناك فارق اجتماعى كبير بينهما لكن لم يقف حائل امام حبهما وظلت والدتى د زهيرة تدعو الله ان يلين قلب والدها ويوافق على الزواج وبالفعل تزوجا قبل التخرج وسافرا معا لبعثة فى بريطانيا.
للحصول على الدكتوراه و انجبت اربعة من الابناء ولد وثلاث بنات وكانت ترفض ان تلد ابناءها فى الخارج فكانت تفضل الرجوع حتى تلد وتعود مرة اخرى لانها كانت لاتتنازل عن الهوية المصرية.. الحب عندها كان عابراً للحدود وممتدًا من الاسرة الصغيرة لوطنها ومهنتها التى كانت تعطيهم الكثير من وقتها وصحتها
د .نجيب حسنى ودفوزية عبد الستار:
قصة اخرى من عصر احدث بالجامعة بين الطالبة والأستاذ وهما
الاستاذ الدكتور نجيب حسنى استاذ الفقه الجنائى وعميد كلية الحقوق ورئيس جامعة القاهرة الأسبق
تزوج من تلميذته فى الكلية وكانت نابغة ومن اوائل دفعتها د فوزية عبد الستار أستاذ القانون االجنائى ورئيسة اللجنة التشريعية والدستورية بمجلس النواب سابقًا التى قالت فى احد حوارتها السابقة رحمة الله عليها
زوجى د. نجيب حسنى.كان استاذى فى الجامعة.. رأيت فيه عالما فى مجاله..فأعجبت بشخصيته وجديته وتفوقه وأخلاقه العالية..وتقدم لأهلى مباشرة بعد الامتحانات.. وتم الزواج قبل ظهور النتيجة..والحقيقة أنه كان يقدر تفوقى ونجاحى..وبتشجيعه ومساندته حصلت على الدكتوراه وأنا زوجة وأم ” أصل تقدير الزوج عامل مهم جدا فى نجاح الزوجة” هكذا لخصت شكل العلاقة أولا واخيرا
د محمود علم الدين ود ليلى عبد المجيد:
اما اشهر قصة حب وزاوج ناجحة عبر سنوات وأجيال فى الجامعة وفى الوسط الاعلامى
فهما الدكتور محمود علم الدين والدكتورة ليلى عبد المجيد
اساتذة كلية الإعلام واللذين تخرج على ايديهما مشاهيرالاعلاميين والصحفيين فى مصر
تقول د ليلى عبد المجيد .. كانت عقيدتى فى الحياة دائما انه لازواج دون حب يسبقه ويمهد له وكنت أرفض أى فكرة تقليدية للزواج وكان محمود علم الدين يسبقنى بسنة وكان هو مسئول اللجنة الثقافية ومنذ اللقاء الأول أعجبت بتفكيره ونشاطه وشخصيته وجمعت بينا متشابهات كثيرة وكان يتميز بالهدوء والعمق ،بدأت بينا صداقة استمرت 10 سنوات ثم تحولت الى حب
ولأننا قررنا الاعتماد على أنفسنا، أجّلنا الزواج لحين الوصول إلى مرحلة الاستقرار المهنى، وفى هذه الفترة إزداد إعجابى به وبإرادته واصراره على بناء نفسه ، خاصة وانه نتعرض لمحنة كبيرة وهى احتراق منزله ومراجعه؛ مما تسبب فى تأخر حصوله على درجة الدكتوراه، لذا انتظرته حتى أتمها، وتزوجنا عام ١٩٨٥، وكنا أول زوجين فى تاريخ كلية الإعلام من بين طلابها.
ثم بنينا بيتنا على المحبة والجهد، واعتبرنا كل شىء فيه دليلًا على رحلة كفاحنا معًا، حتى إننا قضينا شهر العسل وقتها فى السودان، حيث كان يعمل.
ثلاث نماذج للحب فى عصور مختلفة شهدها الحرم الجامعى
قبل ان نسمع عن الحب ودباديبه الحمرا والحب فى زمن الكورونا .