بمناسبة اليوم الدولي للمرأة في ميدان العلوم، في احتفاليته السادسة، وهو اليوم الذي أقرته منظمة الأمم المتحدة، إيمانًا منها بأهمية دور العالمات والباحثات، من جميع أنحاء العالم، في مجال العلوم، يأتي التاريخ ليذكرنا بفضل المرأة وإسهاماتها المختلفة، على مر التاريخ، ليس فقط في المجال العلمي، بل بكافة أشكال الحياة الأخرى، بدايةً من عصر الملكة كليوباترا وما حققته من رخاء اقتصادي، وصولًا إلى عصرنا الحالي، التي واصلت المرأة فيه الحفاظ على مكانتها في القمة، بشكل عام، وفي ميدان العلوم بشكل خاص.
ومن هنا، يأخذكم “صدى البلد جامعات” في جولة تاريخية قصيرة، من خلال هذا التقرير، للتعرف على أشهر العالمات والباحثات المصريات، اللاتي قدمن الكثير من الإسهامات للمجتمع، على اختلاف الفترات الزمنية…
سميرة موسى
هي صاحبة مسيرة علمية مشرفة، حافلة بالانتصارات والكفاحات المتوالية، فهي أول عالمة ذرة مصرية، وأول معيدة بكلية العلوم في جامعة القاهرة، والتي عُرفت في ذلك الوقت، بجامعة فؤاد الأول، حيث استطاعت سميرة موسي، أن تثبت جدارتها في محطات حياتها المختلفة، بدايةً من مرحلة المدرسة، ونبوغها الشديد، حيث حصدت العديد من الجوائز على مدار رحلتها التعليمية، وكانت الأولى على شهادة التوجيهية لعام 1935.
وتوالت الإنجازات المختلفة للعالمة المصرية، بحصولها على بكالوريوس العلوم، من جامعة القاهرة، وتأثرها بالدكتور على مشرفة، عميد كلية العلوم في ذلك الوقت، من الناحية العلمية، والاجتماعية، الذي دافع دفاعًا مستميتًا عن تعيينها كمعيدة بالجامعة، متجاهلًا اعتراضات الإنجليز، وهو الأمر الذي دفع “موسى” إلى التقدم بخطى ثابتة، لاستكمال دراستها، والحصول على شهادة الدكتوراه في الأشعة السينية وتأثيرها في المواد المختلفة، حيث تمكنت من الوصول إلى إمكانية صناعة قنبلة ذرية، باستخدام مكونات بسيطة في متناول الجميع، فكانت تأمل نقل هذه الأفكار إلى وطنها الحبيب مصر، والعالم العربي ككل، وذلك انطلاقًا من إيمانها بأن زيادة امتلاك الأسلحة النووية، يسهم في تحقيق السلام.
بالإضافة إلى ذلك، نلمس الكثير من السمات الشخصية النبيلة، للعالمة المصرية، من خلال ما كانت تحاول تحقيقه من توظيف دراستها في مجال الذرة، بما يخدم الصالح العام للبشرية، فكانت تأمل علاج مرض السرطان باستخدام الذرة، فكان لها العددي من المقالات لتبسيط مفهوم الذرة، وقامت بتأسيس هيئة الطاقة الذرية، بالإضافة إلى تنظيمها لمؤتمر الذرة من اجل السلام، وغيرها الكثير من الإسهامات المختلفة.
وعلى الرغم من هذا التاريخ الحافل بالانتصارات، والطموحات المستقبلية العظيمة، للقصة جانب آخر، كان بمثابة الصاعقة للعالم العربي ككل، فقد اغتيلت العالمة المصرية، في طريقها لتلبية دعوة زيارة معمل في كاليفورنيا، حيث اصطدمت سيارتها بقوة بسيارة نقل، دفعت بها إلى وادي عميق، ولم يتم التعرف على هوية السائق الذي فر بالهرب حتى الآن.
كاميليا عبد الفتاح
تعد الدكتورة كاميليا إبراهيم عبد الفتاح، قامة عالمية كبيرة، ونموذج يحتذى به، في مجال علم النفس، حيث تم إدراج اسمها في الموسوعة العالمية WHO IS WHO UK، عام 1997، وموسوعة جامعة كامبريدج للشخصيات المتميزة،
حيث حصلت على دكتوراه في علم النفس عام 1967، من كلية الآداب، جامعة عين شمس، بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، وهي أول عميدة ومؤسسة لمعهد الدراسات العليا للطفولة، في جامعة عين شمس، في الفترة من 1981 إلى 1986، و المديرة المؤسسة لمركز الطفولة، في جامعة عين شمس، في الفترة من 1977 إلى 1987، كما تولت منصب رئيسة تحرير مجلة “كروان الأطفال”، لفترة ما قبل المدرسة، وهي أول مجلة لهذا السن صدرت بموافقة المجلس الأعلى للصحافة بمصر، بالإضافة إلى العديد من المناصب الهامة الأخرى، التي أثبتت فيها جدارتها بشكل غير مسبوق.
وعن المسيرة والاهتمامات العلمية للدكتورة المصرية، فقد استطاعت تكوين مدرسة علمية في علم النفس بشكل عام، وعلم نفس الطفل على وجه التحديد، لتلاميذ مصر والعالم العربي، وقد نشأ عن هذا الاهتمام بعلم نفس الطفل، مركز الطفولة، ومعهد الدراسات العليا للطفولة، بجامعة عين شمس، وكلية رياض الأطفال بجامعه القاهرة، كما قامت بتأليف مجموعة من البحوث في مجال مستوى الطموح، وسيكولوجية المرأة العاملة، وختان الإناث، واللاتي تم نشرهن بالجامعة الأمريكية، وداخل بعض المؤلفات العلمية، بالإضافة إلى مجلة التربية الحديثة.
إلهام فضالي
هي العالمة المصرية الشابة الحائزة على جائزة عالم الفيزياء لعام 2020، حيث حصلت على درجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف، من قسم الهندسة الكهربائية، أثناء دراستها في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، كما حصلت على منحة دراسية، لقضاء فصل دراسي في جامعة دريكسيل في بنسلفانيا، في الولايات المتحدة الأمريكية.
وكللت مسيرة “فضالي” بالنجاح والتفوق، فأصبحت باحثة وطالبة دكتوراه في الفيزياء التطبيقية بجامعة أيندهوڤن، والتي حصدت فيها الكثير من الإنجازات، أبرزها، جائزة إنجاز العام (2020) في الفيزياء، من مجلة “World Physics” العالمية، حيث تم اختيار البحث الخاص بها، كأفضل بحث في عام 2020 على مستوى العالم، لما حققه البحث من نقلة نوعية في مجال الفيزياء، إمكانية مساهمته في تنفيذ العديد من التطبيقات والمشاريع التكنولوجية على أرض الواقع، بما يخدم البشرية.