ازدادت معدلات استخدام الهواتف المحمولة وسماعات الأذن اللاسلكية، وما إلى ذلك من ابتكارات، وذلك بالتزامن مع العصر التكنولوجي الحديث، والنهضة التي ينعم بها العالم في العديد من المجالات، في الفترة الحالية، بالإضافة إلى قضاء الأطفال والمراهقين لمعظم أوقاتهم، على الانترنت، خاصةً في أعقاب ما نشهده حاليًا من تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، والاتجاه العالمي نحو التحول الإلكتروني في معظم المجالات، تطبيقًا لقواعد التباعد الاجتماعي.
وانطلاقًا من ذلك، يقدم لكم “صدى البلد جامعات” أبرز المخاطر المرتبطة باستخدام الأطفال والمراهقين، لسماعات الأذن اللاسلكية، التي ذاع صيتها وازدادت معدلات شرائها واستخدامها بين هذه الفئة العمرية..
سماعات الأذن اللاسلكية ومعدلات الصوت المرتفعة
أكد العلماء، ما يتم تداوله من قبل الآباء، وأبنائهم، حول تأثيرات سماعات الأذن اللاسلكية الوخيمة في الأذن، حيث يتعمد الأطفال دائمًا استخدامها بشكل مستمر، فضلًا عن رفع معدلات الصوت بطريقة غير مناسبة للأذن، وفي هذا الشأن تتجلى الأزمة في وجود سماعات أذن لاسلكية، توفر لمستخدميها، معدلات صوت مرتفعة للغاية، ظنًا من مصمميها أن ذلك يعد بمثابة تفوق على المنافسين الآخريين.
قبل إلقاء الضوء على تأثيرات سماعة الأذن اللاسلكية على الأذن، لا بد من فهم آلية قياس الأصوات بشكل عام، والتي تتمثل في وحدة القياس “الديسيبل”، ومن ثم فإذا ارتفعت، يرتفع معها معدل الصوت، وأصبح الضجيج أعلى.
ووفقًا لتقرير صادر عن موقع Attune، فأن وحدة قياس شدة الصوت الخاصة بطائرة، تعادل حوالي 130 ديسيبل، فيما تُقدر وحدة قياس شدة الصوت الخاصة بسماعات الأذن اللاسلكية بحوالي 100 ديسيبل، كحد أقصى، في حالة قيام الشخص برفع معدلات الصوت لأكبر حد ممكن، وهو بمثابة رقم كبير للغاية، فأي ضوضاء تزيد عن معدل 85 ديسيبل، ينجم عنها تأثيرات كبيرة على أذن الإنسان، خاصةً إذا استمرت هذه الضوضاء لفترة زمنية طويلة.
تأثيرات سماعات الأذن اللاسلكية على حاسة السمع
وأفادت دراسة هولندية، أن الأطفال، الذين استخدموا سماعات الأذن، وما يشابهها، لمدة يوم أو يومين أسبوعيًا، هم أكثر عرضة لمشاكل السمع بنسبة تصل إلى الضعف، مقارنةً بأقرانهم، الذين لم يستخدموا هذه الأجهزة على الإطلاق.
واعتمدت هذه الدراسة، في نتائجها، على نتائج اختبارات للسمع، شملت 3316 طفلًا، تتراوح أعمارهم ما بين 9 و 11 عامًا، بالإضافة إلى الاستماع للآباء، لمحاولة رصد شكاوى أطفالهم من مشاكل في السمع، ومعرفة الوقت الذي يقضيه الأطفال في الاستماع للموسيقى عبر سماعات الأذن، ومدى ارتفاع الصوت عادةً، ووجد الباحثون أن 443 طفلًا ، أي حوالي 14%، عانوا على الأقل من بعض الصعوبات في السمع، بسبب التعرض لترددات عالية من الضجيج.
فيما نفى تقرير صادر عن موقع Health Line، المعلومة الشائعة، بشأن احتمالية الإصابة بمرض السرطان، كنتيجة للاستخدام الدائم والمتكرر، لسماعات الأذن اللاسلكية، موضحين أن هذه الأقاويل والتصريحات عاريةً تمامًا من الصحة.
يقول الدكتور جويل موسكوفيتز، الأستاذ في كلية الصحة العامة، في جامعة كاليفورنيا، في بيركلي: “على الرغم من أننا لا نعرف المخاطر طويلة الأجل الناجمة عن استخدام سماعات الأذن اللاسلكية، التي تعمل من خلال البلوتوث، لماذا يقوم أي شخص بإدخال أجهزة تنبعث منها أشعة الميكروويف في آذانهم بالقرب من دماغهم، في ظل توافر طرق أكثر أمانًا لاستخدام الهواتف المحمولة؟
كما ناشد “موسكوفيتز” باستخدام سماعات الرأس، أو سماع الموسيقى أو المحتوى الذي تريده بدون استخدام السماعات، في محاولة لتفادى أضرارها.
نصائح لحماية طفلك من مخاطر سماعات الأذن اللاسلكية
وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، فإن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 8-10 سنوات، يقضون حوالي 8 ساعات يوميًا، في استخدام العديد من أشكال التكنولوجيا، فيما يقضي المراهقون حوالي 11 ساعة يوميًا، أمام الشاشات، كما أضافت الأكاديمية أن 1 من بين كل 3 أطفال يمتلك جهاز تابلت أوهاتف محمول.
وفي هذا السياق، ناشدت الأكاديمية الآباء، بضرورة الحفاظ على مسافة شبر واحد بين الهاتف المحمول أو جهاز التابلت، وبين رأس الطفل، فلا أحد يضمن كمية الإشعاعات المنبعثة من الجهاز، والتي من الممكن أن يمتصها جسم الطفل، ومن ثم تسبب أضرارًا بالغة، محذرةً من استخدام الأطفال في مراحلهم الأولى، للهواتف المحمولة، وذلك بسبب تكوين أدمغتهم في هذا العمر، والمعرضة لامتصاص كم كبير من الإشعاعات.
كما نصح العلماء، بضرورة التأكد من عدم ارتفاع معدلات الصوت بسماعات الأذن للأطفال والمراهقين، في حالة استخدامهم لها، ومحاولة تقليل كمية التعرض لهذه الأجهزة، بقدر الإمكان، وللتأكد من أن مستوى الصوت الصادر عن السماعة ملائم، يمكن القيام باختبار بسيط يتمثل في الوقوف على مسافة ذراع ما بينك وبين الطفل، وفي حالة سماعك لأي صوت منبعث من السماعات، عليك مطالبته بخفض الصوت، لتفادي أي عواقب صحية محتملة.