يشهد العالم، حالة من التنافس والتسابق، للوصول إلى كوكب المريخ، أو ما يعرف بـ “الكوكب الأحمر”، خلال شهر فبراير الجاري، فعلى غرار “مسبار الأمل” الإماراتي، تأتي جهود وإسهامات كل من وكالة ناسا لعلوم الفضاء، ودولة الصين، في هذا الإطار، مع اختلاف الأهداف المنشودة لكل منهما.
ومن هنا، يرصد لكم “صدى البلد جامعات” أبرز المعلومات حول مهمة وكالة ناسا، ومهمة الصين، على سطح الكوكب الأحمر، في التقرير التالي..
مسبار “تيانوين 1” الصيني
يقوم مسبار “تيانوين 1” الصيني، بمناورة الدخول إلى مدار كوكب المريخ، وذلك بعد أن قطع مسافة 292 مليون ميل (470 مليون كيلومتر) من كوكب الأرض، حيث تهدف المهمة إلى الهبوط على سطح المريخ نفسه، وهو الأمر الذي يميز هذه المهمة، عن نظيرتها الإماراتية، وتلك الخاصة بوكالة ناسا للفضاء.
ويتكون “تيانوين 1” من 3 أقسام، هي مسبار مراقبة سيدور حول الكوكب، ومركبة هبوط، إضافةً إلى روبوت مسير بعجلات، لتحليل خصائص التربة للكوكب.
مهمة “تيانوين 1” الصيني
ووفقًا لورقة بحثية نشرها فريق المركبة في مجلة ” Nature Astronomy” العلمية، فمن المتوقع أن تدور المركبة حول الكوكب الأحمر، في مدار قطبي لرسم خريطة مورفولوجيا وجيولوجيا المريخ، وذلك أثناء استخدام أداة رادار استكشاف تحت سطح المريخ، لمحاولة قياس خصائص التربة، وتوزيع الجليد المائي على المريخ، بالإضافة إلى الوصول لبيانات عن الأيونوسفير، والمجالات الكهرومغناطيسية، والجاذبية حول الكوكب.
وتتمثل الخطوة الثانية، في انفصال المسبار الصيني، عن المركبة المدارية، مع وجود العربة الجوالة بالداخل، وذلك بعد انقضاء 3 أشهر من تاريخ الوصول للكوكب الأحمر، أي في شهر مايو لهذا العام، حيث يتم النزول إلى “يوتوبيا بلانتينا”، والتي تعد موقعًا متميزًا، لما يوفره من عملية هبوط آمنة، وقيمة علمية تخدم الهدف الرئيسي للمهمة.
وأخيرًا تأتي مرحلة الهبوط، حيث سيقوم المسبار، بفتح منحدرًا ، حتى يتسنى للمركبة الجوالة، تأدية مهمتها على سطح الكوكب الأحمر بنجاح.
ناسا ومهمة “المريخ 2020”
أطلقت وكالة ناسا لعلوم الفضاء، المهمة الكوكبية “المريخ 2020″، والتي من المقرر أن تصل إلى مدار كوكب المريخ، في 18 فبراير لهذا العام، حيث تستهدف البحث عن أي مؤشرات أو دلائل، توضح إمكانية وجود حياة على سطح الكوكب في الماضي.
وتختلف هذه المهمة، الذي تبلغ تكلفتها 3 مليارات دولارات، عن مهمة “تيانوين 1″، في أنها تمتلك سرعة أكبر منها، بالإضافة إلى أنها من المتوقع أن توفر تجربة مرئية ممتعة، لكل محبي الفضاء، نظرًا لما تتمتع به وكالة ناسا لعلوم الفضاء من قدرة فائقة على رصد أفضل اللقطات، وتسجيل الأصوات الخاصة بالمهمة، والتي ينتظرها العالم أجمع.
حيث ذكر مات والاس، نائب مدير مشروع “المريخ 2020″، في وقت سابق، أن المركبة مزودة بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والتي ستسمح لها بالسفر أسرع بثلاث مرات من أي مركبة فضائية أخرى.
مهمة ناسا لعلوم الفضاء
من المتوقع، أن تقوم مركبة “المريخ 2020″، بمهمة تجميع عينات أساسية من الصخور، والحصى، الموجودة على سطح كوكب المريخ، ليتم إحضارها إلى كوكب الأرض، أوائل عام 2030، ليتم تحليله في المختبرات العلمية، وذلك في محاولة للتأكد من ما إذا كانت الحياة قد ازدهرت على الكوكب، قبل 3 مليارات إلى 4 مليارات سنة، وذلك بناءً على خطة من قبل وكالة ناسا لعلوم الفضاء، ووكالة الفضاء الأوروبية.
بالإضافة إلى أنه من المنتظر، أن تساعد المهمة في تمهيد الطريق لهبوط الإنسان على سطح الكوكب الأحمر مستقبلًا، من خلال رصد ودراسة المخاطر المحتملة، فضلًا عن تطوير عملية الهبوط إلى الكوكب، وذلك لضمان تحقيق المهمات الفضائية للنتائج المنشودة.