يشهد اليوم حدثًا فضائيًا هامًا، للعالم أجمع، وللعالم العربي، على وجه التحديد، وذلك على إثر انطلاق مهمة “مسبار الأمل” إلى مدار المريخ، من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يتابع الكثيرون حول العالم، هذا الحدث الضخم، بشكل من الترقب والتشويق، لما تمثله هذه الخطوة من إنجاز كبير للدول العربية، والعلماء العرب.
هدف مهمة “مسبار الأمل”
يهدف “مسبار الأمل” الإماراتي، الذي انطلق من الأرض قبل سبعة أشهر، إلى تقديم أول صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ، لتحقيق فهم أعمق، ودراسة عميقة، حول التغيرات المناخية على سطح كوكب المريخ، فضلًا عن رسم خارطة، توضح طبيعة الحالة المناخية للكوكب، وذلك من خلال دراسة الطبقة السفلى من غلافه الجوي.
موعد وصول “مسبار الأمل” للمريخ
يتحرك المسبار، بسرعة تزيد على 120 ألف كيلومتر في الساعة، كما يتعين أن يطلق محركات الكبح لمدة تصل إلى 27 دقيقة، للتأكد من التقاطه بواسطة جاذبية الكوكب، وبفضل جهود المهندسين، تم تقليل مسار المركبة الفضائية، بطريقة معينة، لضمان وصوله إلى كوكب المريخ في اللحظة المناسبة بالضبط، في المكان والزمان، لبدء المهمة العلمية التي يترقبها العالم، حيث يتعين تقليل سرعة اقتراب المسبار إلى نحو 18 ألف كيلومتر في الساعة.
وتُجرى عمليات التحكم في المهمة، في مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي، فضلًا عن إدارة بعض البيانات الواردة بشأن أداء محركات مسبار الأمل، ولا يمكن لأي شخص أن يتدخل في حالة حدوث أي أخطاء.
ويُذكر أن المسافة بين كوكب المريخ وكوكب الأرض، تُقدر حاليًا ب 190 مليون كيلومتر، مما يعني أن توجيه أمر يستغرق وقتًا قدره 11 دقيقة بالكامل كي يصل إلى المسبار، وهو ما يعتبر مدة زمنية طويلة جدًا لإحداث فرق، لذا يجب أن يتمتع مسبار الأمل باستقلالية لإكمال مناورته.
النتائج المتوقعة من المهمة
وفقًا لموقع BBC، فأنه من المتوقع بعد فترة وجيزة من إيقاف تشغيل المحركات الخاصة بالمسبار، اختفاء المسبار خلف كوكب المريخ، حيث سينحرف مساره إلى المدار الأول المخطط له، ثم سيتابع الفريق المتحكم في المهمة، شبكة أطباق ناسا لالتقاط إشارة مسبار الأمل من جديد، وهي المهمة التي ستخلق بدايةً جديدة لبعض العلوم المختلفة خلال الفترة المقبلة.
وقال عمران شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، أننا بصدد الدخول على مشارف حدث كبير، ومرحلة فارقة، ستحدد ما إذا كان باستطاعتنا الوصول إلى المريخ أم لا، كما أنها ستسلط الضوء على قدراتنا العلمية بشكل عام، موضحًا أن عنصر السرعة والقدرة على التحكم بها، هو العنصر القادر على الإجابة على كل هذه التساؤلات، فإذا كانت السرعة بطيئة، سيتم الاصطدام بكوكب المريخ، وإن زادت السرعة أكثر من اللازم، سوف نتجاوز كوكب المريخ.
وفي هذا السياق، أكدت عائشة شرفي، مهندسة نظام الدفع، على صعوبة الأمر، ولكنها شددت على توافر نظام حماية من الأعطال، والذي بدوره قد يعوض عن أي مشاكل قد تحدث أثناء عملية الكبح، ومن ثم تحقيق المسبار لمهمته بشكل فعال، والوصول إلى كوكب المريخ.
كما قال سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية في الإمارات، إن ما حققته الإمارات حتى الآن في مهمة مسبار الأمل، هو إنجاز حقيقي لم يصل إليه أحد بالمنطقة العربية، مضيفًا أنها ليست مجرد مهمة علمية، بل هي بارقة أمل ورسالة تبعثها الإمارات، وذلك خلال لقاء، على تلفزيون “دبي”.
ويُذكر أن مهمة “مسبار الأول” هي الأولى من بين ثلاث بعثات، تصل إلى كوكب المريخ، خلال الشهر الجاري، لينافس كلًا من الصين والولايات المتحدة الأمريكية، حيث يسعى مسبار “تيانوين-1” الصيني إلى الوصول إلى المدار أيضًا يوم الأربعاء، فيما يستعد الأمريكيون في ال18 من فبراير بمركبة طوافة أخرى كبيرة.
وفي حال نجاح المهمة، ستصبح الإمارات خامس دولة في العالم، تصل إلى المريخ، تليها الصين في المركز السادس، في اليوم التالي.