مضى ما يقرب من عام وأكثر على انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، والتي باتت في التحول التدريجي لمجموعة من السلالات الأخرى، ليسيطر القلق على المشهد العالمي، ويحل العبوس والتوتر محل الابتسامات، وتزداد الرغبة في العودة للحياة المعتادة التي نألفها، اعتمادًا على سلاح العلم، وفعالية اللقاحات العالمية التي بدأت عمليات التطعيم بها خلال الفترة الأخيرة.
لم يكتف فيروس كورونا المستجد، بمهاجمة الجهاز التنفسي لضحاياه، بل امتد الأمر إلى تأثيرات صحية وخيمة أخرى، بعضها يؤثر في الجهاز العصبي، ونشاط الجسم بشكل عام، بل وتمثلت المفاجأة في قدرته على التأثير في الكبد.
تأثير كورونا في أنزيمات الكبد
رصد مركز مكافحة الأمراض والأوبئة الأمريكي، ارتفاع أنزيمات الكبد لدى المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد، حيث ظهرت مستويات أولية مرتفعة من إنزيم الألانين أمينوترانسفيراز، وانخفاض في مستوى الألبومين، وعدد الصفائح الدموية، إلى الحد الذي يجعل الكبد معطوب مؤقتًا، وغير قادر على القيام بوظائفه الحيوية بشكل طبيعي، موضحًا أن الأشخاص المصابون بتليف الكبد، أو أمراض الكبد المزمنة، أو أي أمراض أخرى ذات صلة، هم فئة أكثر عرضة للإصابة بكورونا، كما أن احتمالية تعرضهم لخطر الوفاة مرتفعة، مقارنةً بالأشخاص الذين لا يعانون من أمراض بالكبد.
كما ذكر المركز، أن الأشخاص المصابون بفيروس التهاب الكبد الوبائي B، والتهاب الكبد الوبائي C، يتوجب عليهم الاستمرار في مواصلة علاجهم، في حالة إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، ما لم يتم توجيه خلاف ذلك من قبل مقدم الرعاية الصحية الخاص بهم.
دراسات تؤكد الأمر
أظهرت دراسة جديدة، تم إجراؤها على 7162 مصاب بفيروس كورونا المستجد، أن أولئك الذين يعانون من أي مشاكل صحية مزمنة، مثل: أمراض الرئة، أو السكري، أو أمراض الكلى، أو السرطان، أو أمراض القلب، يشكلون حوالي 1/3 الحالات المؤكد إصابتها بالمرض، كما أنهم يشغلون حوالي 2/3 من المستشفيات.
كما رصدت دراسة صينية أخرى، إن ما يصل إلى نصف المصابين بفيروس كورونا المستجد، يعانون من خلل فى الكبد فى وقت ما خلال مرضهم ، ولم يستطع العلماء والباحثون حتى الآن التعرف على سبب واضح لهذا الأمر، فالبعض أرجعه للأعراض الشديدة التي تصاحب الفيروس، والبعض أرجعه إلى الأدوية القوية المستخدمة لمكافحة الفيروس، والتي قد ينجم عنها آثار جانبية مؤقتة.
احتياطات إضافية لمرضى الكبد للوقاية من كورونا
تتمثل الإجراءات الاحترازية والاحتياطات للأشخاص المصابة بأمراض الكبد، في نفس الإجراءات التي نتبعها حاليًا في حياتنا اليومية، من ارتداء الكمامات، والحفاظ على التباعد الاجتماعي، وأخذ اللقاحات لما لها من أهمية كبيرة في الوقاية من الفيروس.
ولكن هناك بعض الاحتياطات الإضافية، الواجب على مرضى فيروس التهاب الكبد الوبائي B، والتهاب الكبد الوبائي C ، لعل أهمها: الحفاظ على اتباع نظام غذائي جيد، مواصلة العلاج الخاص بك، واتباع نصائح مقدمي الرعاية الصحية، وضرورة إجراء فحص دوري شامل للتأكد من سلامة الكبد.