أعلنت الجامعة الألمانية بالقاهرة، تفوق خريجة الدفعة الأولى لكلية الصيدلة والتكنولوجيا الحيوية لعام 2008 بأبحاثها وجهودها العلمية الهادفة لخدمة البشرية.
باحثة مصرية خريجة الجامعة الألمانية بالقاهرة
حيث أنها الدكتورة دعاء مجاهد الحاصلة على درجتي الماجستير 2010 والدكتوراة 2015 في مجال بيولوجيا النظم من جامعة هايدلبرج بجمهورية ألمانيا الاتحادية، والتي تضافرت جهودها مع فريق بحثي ثنائي “أمريكي ألماني” ضم عدد من العلماء والباحثين، استطاع التوصل لأحدث الاكتشافات الطبية المتعلقة بتطوير علاجات جينية مستقبلية للحالات المرضية المصحوبة بضمور العضلات مما يفتح بابا لعلاجات أكثر فاعلية لتلك الأمراض، وتم نشر نتائج هذا البحث في دورية “نيتشر ساينتفك ريبورتس” ديسمبر 2019.
وتأتي ذلك أثناء عمل مجاهد -المؤلف الرئيسي للدراسة- كباحثة في مركز ماكس ديلبروك للطب الجزيئي في برلين بألمانيا، حيث برزت ظاهرة أثارت انتباه الباحثين عن نمط حياة حيوان الدب الرمادي دعتهم للبحث والترصد لمعرفة كونها، فالحيوان ينشط في فترة الربيع وأوائل الخريف، ويلتهم كميات كبيرة من الطعام خلال هذا التوقيت، ثم يدخل في حالة سبات عميق حتى شهر يناير.
وبتتبع تلك الظاهرة فقد توصل فريق العمل لإثبات أن الدب يختزن مجموعة من البروتينات والجينات المسؤولة عن الحفاظ على عضلاته أثناء قيامه بحالة السبات الشتوي، فخلال تلك الفترة ينخفض نشاطه الفسيولوجي والأيضي ومعدلات ضربات قلبه، لكن تظل عضلاته تعمل بكفاءه فما إن يخرج من تلك الحالة حتى يمارس نشاطه بشكل طبيعي، على عكس ما يحدث مع البشر فإذا أضطر أحدهم للمكوث في السرير لعدة أسابيع بسبب مرض ما دون حركة، أو سبب الشيخوخة، سوء التغذية، بعض أنواع الأدوية أو بعض الأمراض التي تصيب الجهاز العضلي الهيكلي أو الجهاز العصبي فإنه قد يتعرض لما يسمى بحالة الضمور في العضلات وهي حالة نقص في الكتلة العضلية الخاصة بالجسم، مما يسبب درجات عالية من الوهن الجسدي.
وهذا بالتالي ما دعى الفريق البحثي إلى القيام بإجراء فحص لإنسجة عضلية مختلفة من الدببة الرمادية في كلتا الحالتين (الطبيعية والسبات الشتوي) ما نتج عنه توصلهم إلى وجود مجموعة من الأحماض الأمينية -هي الوحدة الأساسية التي تكون البروتينات- بتركيزات أكبر من المتوقع في العضلات أثناء حالة السبات.
ومن ثم قام الفريق البحثي باستكشاف الجينات المسؤولة عن تكوين تلك الأحماض الأمينية والحفاظ على عضلات الدببة أثناء حالة السبات، والتى ربما قد لا تفيد كثيرا كعلاج مباشر يؤخذ عبر الفم أو بالحقن، بل تفرزها العضلات نفسها بأمر جيني مباشر، وبعد إجراء العديد من التجارب والمقارنات لعينات مختلفة مأخوذة، من الدببة والفئران والبشر وبعض الأنواع من الديدان، توصل الفريق إلى عدة جينات مسؤولة عن تلك الوظيفة، منها Pdk4 وSerpinf1 وجين آخر يدعى RORA له علاقة بالساعة البيولوجية الخاصة بالجسم.
تجدر الإشارة إلى أن دعاء مجاهد خريجة كلية الصيدلة والتكنولوجيا الحيوية بالجامعة الألمانية بالقاهرة، قد انتقلت حاليا للعمل كباحثة في برنامج ما بعد الدكتوراه بكلية الطب بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث تجري أبحاثها في نطاق فهم الكيفية التي تتمكن بها الخلايا من تغيير حجمها استجابة للتغيرات البيئية وهو ما يسمى بالاستقرار الديناميكي للبيئة الداخلية للكائن الحي.
كما تشغل بالتوازي مع عملها البحثي الحالي منصب محررة مساعدة في “نيتشر كوميونيكيشن” الأمريكية وهي مجلة علمية متعددة التخصصات تغطي المقالات المتعلقة بالعلوم الطبيعية، كالفيزياء – الكيمياء وعلوم الأرض – الطب وعلم الأحياء، وتضم عدة مكاتب تحريرية دولية في كل من لندن وبرلين ونيويورك وشنغهاي، وتنشرها دورية “نيتشر ريسيرش” Nature Research منذ عام 2010.
ومؤخرا أنضمت مجاهد لفريق من خريجي الجامعة الألمانية بالقاهرة المكون من 11خريجًا مشاركًا من أصل 100 مشارك من كل الدول فى المبادرة المجتمعية “مقال علمي” لتعريب أحدث الأبحاث العلمية المنشورة في الدوريات العلمية المرموقة باللغات الأجنبية بأسلوب مبسط.