بالتزامن مع إجازة منتصف العام الدراسي، وقضاء الأطفال والمراهقين معظم أوقاتهم على الإنترنت بشكل عام، وألعاب الفيديو بشكل خاص، تتردد على مسامعنا يوميًا أحاديث كثيرة عن المخاطر الصحية الناجمة عن الإفراط في لعب ألعاب الفيديو على الإنترنت، سواء من الآباء والآمهات، أو حتى الأطباء والعلماء في دراساتهم.
ومن هنا، يرصد لكم “صدى البلد جامعات” دراسة علمية جديدة تعد بمثابة المفاجأة للجميع، لتضرب بكل هذه الأحاديث عن مخاطر ألعاب الفيديو، عرض الحائط، وتركز على المزايا أو المنافع الصحية للألعاب بالنسبة للأطفال والمراهقين.
دور ألعاب الفيديو في التخلص من القلق والتوتر
ذكرت دراسة علمية، منشورة بموقع “Science Daily”، أن الأطفال أو المراهقين الأكثر استخدامًا لألعاب الفيديو، لم يتم رصد ظهور أي آثار نفسية عليهم من جراء استخدامهم لهذه الألعاب، بل على العكس تمامًا فإن الأطفال الذين تم تصنيفهم بوصول استخدامهم للألعاب إلى حد الإدمان، انخفضت لديهم أعراض التوتر والقلق.
وأرجعت الدكتورة بيت هيغن، الحاصلة على الزمالة في مجال علم النفس، في الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا، انخفاض معدلات التوتر والقلق لدى الأطفال والمراهقين بسبب ألعاب الفيديو، لعملية التفاعل الاجتماعي التي تحدث بينهم وبين الأشخاص الأخرى على الإنترنت أثناء لعبهم لهذه الألعاب، فهي تعد بمثابة مساحة كبيرة لتكوين الصداقات والعلاقات مع الأشخاص في جو ملئ بالمرح، ما يجعل هذه الأطفال أقل عرضة للإصابة بأي قلق أو توتر، نظرًا لما تمثله هذه الألعاب من خلق نوع من الإلهاء.
وأضافت “هيغن”، أن الأطفال الذين يعانون من القلق والاكتئاب أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، هم فئة بطبيعتها بعيدة كل البعد عن إدمان ألعاب الفيديو.
واستندت هذه الدراسة، التي تم إجراؤها بالجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا، إلى مقابلات أجريت مع 702 طفل، وتم متابعتهم باستبيانات واختبارات ومقابلات متعمقة وملاحظة كل سنتين، منذ أن كانوا في الرابعة من عمرهم، حتى أتموا 16 و17 عامًا.
إدمان الألعاب
يقول البروفيسور لارس ويتشستروم، المؤلف المشارك في هذه الدراسة وقائد المشروع البحثي الذي تستند إليه، أن الباحثون ليسوا متأكدين بالضبط ما هي العوامل التي تؤثر على الطفل والمراهق في عملية إدمانه لألعاب الفيديو، ولكنه يعتقد أن الجينات لها دور كبير في هذا الشأن، وذلك إذا تحدثنا عن الإدمان كمفهوم عام، بما في ذلك للألعاب على الإنترنت، فضلًا عن مشاكل الصحة العقلية الأخرى، والتي قد تلعب دورًا كبيرًا في إدمان ألعاب الفيديو.
نصائح للوالدين
وفي هذا السياق، لا بد من وجود متابعة مستمرة من قبل الوالدين، للأطفال والمراهقين، في حالة قضاء أطفالهم لوقت كبير في استخدام هذه الألعاب، وتتمثل هذه المتابعة في التأكد من ملائمة اللعبة للفئة العمرية الخاصة بالطفل، محاولة شراء الألعاب التي تحوي بداخلها أشياء تعليمية مهمة للطفل، متابعة وتنظيم الوقت بحيث لا يقضي الطفل أكثر من ساعتين يوميًا في اللعب، وذلك وفقًا لما ذكره بعض الخبراء.