محمد القناوي:
أعشق مهنة طب الأسنان وأقدم رسالتي لخدمة الوطن.. وهذه نصيحتي للطلاب
المجلس الأعلى للجامعات وقت رئاستي لجامعة المنصورة كان الأقوى
الدكتور السيد عبدالخالق أفضل وزير تعليم عالي في السنوات السابقة
مطلوب إعدام قانون الجامعات وكنت أرى أن نبدأ بنموذج واحد في الجامعات الأهلية
أتحفظ على النزول بتنسيق الجامعات الأهلية لـ5 % ولابد من بحث أسباب رسوب الطلاب كثيرًا
أؤيد تنوع روافد التعليم في مصر والتوسع ولكن هناك حالة تخبط
خريج الجامعة الحكومية أفضل من خريج الجامعة الخاصة
في حوار جريء فتح الدكتور محمد القناوي، رئيس جامعة المنصورة السابق، لـ «صدى البلد جامعات» قلبه ودفاتر عديدة حول منظومة التعليم الجامعي في مصر، حيث كشف رأيه في الجامعات الأهلية، مشيرًا إلى أن التوسع في منظومة الجامعات والتوجه لإنشاء جامعات أهلية يمثل طفرة كبيرة، لكنه كان من الأفضل البدء بنموذج واحد منها وليس 4 جامعات دفعة واحدة حتى يتم تقييهما بشكل أفضل وما أحدثتها من فوائد على المنظومة ككل، مشيرًا إلى أنه يرى أن مجالات التعليم في كليات الأسنان اختلفت عن عصور مضت لتوافر مادة التكنولوجيا وتوافر المهارات لدى الخريجين في العصر الحالي.
وأضاف القناوي أن لديه تحفظًا على النزول بتنسيق الجامعات الأهلية لـ5%، مشيرًا إلى أنه كان من الأفضل النزول بنصف أو 1% للحصول على طالب بجودة تعليمية عالية، مؤكدًا أن عمليات تنسيق الطلاب بكليات طب الأسنان بحاجة إلى المراجعة وتوزيعهم على كافة الكليات بمختلف الجامعات على مستوى محافظات الجمهورية.
وأشار رئيس جامعة المنصورة السابق، إلى أنه يرى أن قانون تنظيم الجامعات بحاجة إلى أن يُعدم وليس التعديل، كون العمل به يمتد لأكثر من عقد مع اختلاف الأزمنة ومتطلبات العصر وسوق العمل، لافتًا إلى أن المجلس الأعلى للجامعات وقت رئاسته لجامعة المنصورة كان به قيادات قادرة على قيادة منظومة التعليم العالي والبحث العلمي في مصر.
واعتبر الدكتور محمد القناوي، رئيس جامعة المنصورة السابق، أن الدكتور السيد عبدالخالق، وزير التعليم والبحث العلمي الأسبق، هو أفضل وزير تعليم عالي في السنوات السابقة حيث كان يملك الرؤية الثاقبة لتطوير العديد من الملفات قادرة على استفادة الدولة منها، لافتا إلى وجوبية دراسة أسباب رسوب الطلاب لأنه قد يكون هناك طالب راسب لأسباب قهرية وذلك على تعليقا على مشروع قرار مجلس الوزراء بتحمل الراسب تكلفة رسوبه لأكثر من عام بالجامعات.
لمزيد من التفاصيل إلى نص الحوار كاملًا:
بداية.. تهانينا لك بعد الفوز جائزة أفضل طبيب أسنان في الوطن العربي؟
كل الشكر على التهنئة… هذه الجائزة يفوز بها الأعلى تصويتًا وفقًا للاستفتاء الجمهوري للمقيمين بالوطن العربي سواء من المصريين أو العرب، عبر صفحة مهرجان نجم العرب، وكان هناك أكثر من مرشح للجائزة، كذلك للمواطنين في الخليج وعلاجهم بمصر، والحمد لله وفقت وتم اختيار لحصد الجائزة، مع تكريم عدد من الفنانين.
ماذا أضفتم لمسيرتكم بعد الانتهاء من رئاستكم لجامعة المنصورة؟
هنا أؤكد أني دائمًا أتعامل بمبدأ أني صاحب رسالة وواجبي أن أؤديها بكل إخلاص، وبالفعل أضفت لمسيرتي بعد انتهاء مدة رئاستي لجامعة المنصورة الكثير والكثير. وأنا دائمًا في خدمي بلدي ووطني سواء كنت رئيس جامعة أو العمل العام وأقدم الآن رسالتي كطبيب أسنان في مؤسستي الصغيرة وأتعايش معها بكل رضاء.
كيف ترون مستقبل مهنة طب الأسنان بوضعها الحالي؟
الزمن اختلف والأوضاع تغيرت مع تقدم التكنولوجيا الحديثة، وجيلي مختلف عن جيل الشباب الحالي، فالآن التكنولوجيا سمة العصر، مهنة طب الأسنان تسير بخطى ثابتة والشباب الآن يمتلكون المهارات التي تقودهم للتفوق على الجيل السابق.
كيف ذلك؟
المشكلة تكمن في أعداد الخريجين في مهنة طب الأسنان بالنسبة لسوق العمل، فقد زادت الأعداد بشكل كبير جدًا فأصبح يوجد تنافس كبير، وأصبح يوجد عدد كبير من الخريجين وسوء توزيع فبات هناك مناطق بها تكدس ومناطق أخرى تفتقر للأعداد.
هل لديكم مقترحات في هذه الإشكالية؟
بالفعل هنك أكثر من مقترح، فعلى سبيل المثال من الممكن أن يكون هناك تقنين للوضع من قبل وزارة التعليم العالي ومعرفة احتياجات سوق العمل خلال 5 سنوات مقبلة ولابد أن تعمل وزارة التعليم العالي والمجلس الأعلى للجامعات على هذه المشكلة.
هل أنت مع مطالب تغيير مسميات الكليات في مصر؟
بالتأكيد.. فعلى سبيل المثال تم عمل برنامج المنصورة مانشستر وهو بنفس مجموع الثانوية العامة ولكن يتم به تدريس المنهج التعليمي في مانشستر وذلك من خلال الخبرة بالتعليم والمناهج لذلك فالتغيير مطلوب وتحديث البرامج والإضافة لها مطلوب أيضًا للنهوض بالتعليم.
كيف تجد منظومة التعليم العالي في مصر؟
في البداية.. أنا أؤيد تنوع روافد التعليم في مصر والتوسع في الجامعات سواء الحكومية والخاصة والأهلية ومبدأ التنافسية ولكن مع تقديم عملية تعليمية متنوعة على قدر من الكفاءة، وهناك الكثير من الملفات التي لم يتم العمل عليها، مثل ملف دراسة احتياجات سوق العمل في مصر فهو غير واضح الروى، فهناك توسع في كليات الحقوق دون وجود دراسة لأسباب ذلك التوسع.
تقييمكم لمنظومة الجامعات الأهلية الجديدة؟
كنت أرى أنه لابد من إنشاء نموذج واحد فقط للجامعات الأهلية والتقييم عليه وليس إنشاء 4 جامعات أهلية دفعة واحدة، النموذج الواحد يسمح لنا معرفة العيوب والمميزات، وكان لابد من وجود دراسة قوية للمنظومة الجديدة كونها تساهم في رفعة سمعة التعليم في مصر.
وتقييمكم لها دون وجود شراكة أجنبية؟
أتمنى أن تتم مثلما عرضها الرئيس عبد الفتاح السيسي بفتح الجامعات الأهلية بالعاصمة الإدارية بالتعاون مع أفضل 50 جامعة في التعليم العالي، ولكن هذه الفكرة فرقت من مضمونها، وهذه الأمور التي أبدى عليها الاعتراض كونها لم تتم كما كان متوقع لها.
هل ترى أن انشاء الجامعات الجديدة قد يفرغ الجامعات الحكومية من الكوادر؟
الحقيقة.. أن هناك نقصًا في بعض أعداد أعضاء هيئة التدريس وزيادة البعض على مستوى الكليات، ولكن أؤمن بأن الجامعات الأهلية يجب أن تخرج من رحم الجامعات الحكومية التي بها أعداد كبيرة مثل جامعة المنصورة، وتخضع لتوزيع أعضاء هيئة التدريس فلذلك يجب معرفة احتياجتنا من الكليات والوفرة المتوفرة من أعضاء هيئة التدريس ويتم عمل إعارة داخلية لهم لذلك يجب دراسة الموضوع جيدًا.
تعليقكم على النزول بتنسيق الجامعات الأهلية 5% خاصة في كليات القمة؟
لدى تحفظات على ذلك، فالفارق كبير جدًا النص والواحد في المائة سيكون جيد ومقبول حتى نحصل على جودة طالب جيد حتى ولو كان هناك اختبارات للقبول.
كيف ترى مسيرة التنوع في مسارات التعليم في مصر؟
ملف التعليم العالي به الكثير من المشاكل وهناك حالة تخبط في ذلك التنوع، وليس هناك دراسة واضحة.. وأرى أنه ليس هناك سياسة وخطة واضحة للتطوير وهذا ليس موجودًا في التعليم العالي، فعلى سبيل المثال ملف الوافدين من الملفات التي كان من الممكن تستفيد منه مصر بشكل كبير جدًا في حال إدارته بشكل صحيح وسليم لإدخال عمله صعبة من التعليم مثلما فعلت مع الطلاب الوافدين بطب أسنان جامعة المنصورة فقد استطعت إدخال 20 مليون دولار سنويًا في تلك الفترة، كما أن معارض البحث العلمي في مصر ضعيفة لعدم استغلال الكوادر البشرية الموجودة بشكل سليم.
كيف ترى ملف الصحة في مصر؟
أنا أرى أن ملفي الصحة والتعليم من أهم الملفات المليئة بالمشاكل حتى الآن، وسواء ملف تعليم أو صحة لابد أن يكون له رؤية عليا واضحة للنهوض بها عن طريق خبراء يقوموا بوضع رؤية وخطة بعيدة المدي يسير عليها الجميع مع اختلاف الأشخاص.
ومهمة إنقاذ مهنة الأسنان في مصر؟
أرى أنه لابد أن يتم إعادة توزيع الطلاب بشكل صحيح وتوزيع الكثافة.
هل لديك مقترح للتوسع في إنشاء كليات أسنان جديدة في مصر ؟
كليات طب الأسنان من الكليات المكلفة جدًا لأنها تحتاج الى الكثير من الإمكانات، لذلك يجب أن يكون هناك إمكانات مالية جيدة، ووجود رؤية للمناهج التعليمية من خلال شراكة ناجحة مع دول العالم الناجحة في ذلك التخصص، ويجب تقليل الأعداد وليس زيادتها حتى لا يؤدي إلى قدرة الطالب على التعلم أقل، كما يجب النظر أيضًا إلى أعداد أعضاء هيئة التدريس وهل هي كافية بالنسبة للكليات التي يتم افتتاحها أم لا.
هل هناك فرق بين خريجي كليات طب الأسنان بالجامعات الحكومية ومن الخاصة.. وأيهما الأفضل؟
في وجه نظري مازال خريج الجامعة الحكومية أفضل من خريج الجامعة الخاصة، لأن الجامعات الخاصة يغلب عليها طابع البيزنس ولكن حدث طفرة في الإمكانيات بالجامعات الخاصة على مستوى المعدات ونظافة المدرجات ومدى تقدمها تكنولوجيًا بالنسبة للموارد المحدودة بالجامعات الحكومية.
ما هي أفضل النماذج في العالم في طب الأسنان؟
بالنسبة لي ألمانيا رقم واحد يليها أمريكا وبعض دول أوروبا، لذا اقترح وجود كيان لعمل تلك الشراكات بصورة جيدة، حيث إنه ليس من الصعب فعل ذلك.
رسالتكم لطالب طب الأسنان؟
رسالتي: «أقولهم ميدخلوش المهنة إلا إذا كنت حاببها لأن المهنة جميلة وفيها الموهبة والهواية ولابد أن يكون عاشق لها».
هناك كم هائل من خريجى التعليم الخاص بالمعاهد.. كيف ترى ذلك؟
كما أكدت لك.. لابد من وجود رؤية واضحة ومعرفة المنتج الذي ينتج عن تلك المعاهد لذلك لا بد من دراسته ومعرفة الغرض من المعاهد وطرق تطويرها وتوجيها لاحتياجات الدولة من خلال العمالة المدربة والتكنولوجيا الحديثة، والمعاهد التكنولوجية العليا.
ما هو رأيك في ملف البحث العلمي في مصر؟
عندما كنت رئيسًا لجامعة المنصورة كانت لدي وجهة نظر وهي كيفية تبني الجامعات والدولة الشخصيات الابتكارية، ففي كل جامعة ومدرسة يوجد شخصيات مميزة لديهم موهبة الابتكار والابداع التي تحتاج إلى من يتبناها ووضعهم بحضانات تكنولوجية بالجامعات، وهناك الكثير من الأبحاث العملية والرسائل حبيسة الأدراج والأرفف لايستفاد منها أحد، لذلك يجب على الجامعات توظيف تلك الأبحاث والرسائل فيما يفيد المجتمع ويخدمه من خلال تحديد مشاكل الدولة، وكيفية تحويل الجامعات لبيوت تكنولوجية تخدم الدولة.
كيف تابعتم قرارات مجلس الوزراء في تحمل الراسب تكاليف تعليمه؟
أرى أنه لا بد من دراسة أسباب رسوب الطلاب أولا، لأنه قد يكون هناك طالب راسب لأسباب قهرية أو مشكلات صعبة، لذلك لا يجب أن يتم الأخذ في المطلق بأن الطالب الراسب هو طالب فاشل ومقصر في عمله ولكن أنا مع فكرة التحميل لأن الدولة لا تستطيع ان تتحمل ذلك ولكن يجب دراسة كل حالة.
هل من الصعب الاستعانة بـفكرة الشراكة مع أفضل 50 جامعة التي وجه بها الرئيس السيسي؟
ليست صعبة .. وأؤكد من خلالك أنه لو تم العمل عليها بالشكل الأمثل من الممكن، لكن ليس شرطًا كلهم ولكن من الممكن واحده فقط وخلق مناخ تعليمي في مكان واحد تستطيع أن تغير المنظومة بأكملها.
لماذا التعليم الروسي الأكثر استقطابًا للطلاب المصريين بها رغم خروجها من التصنيفات؟
هذه مشكلة الطالب، لأن الطالب يبحث عن المكان الذي يلبي طلباته دون النظر عن إمكانياته لذلك يجب تحجيم ذلك الكلام عن طريق معرفة ما يقوم بدراسته وإخضاعه للامتحان مرة أخرى عند رجوعه إلى مصر، من خلال إجراءات صارمة.
هل ترى ضرورة تعديل قانون تنظيم الجامعات أم أنه يٌعدم؟ ولماذا؟
مطلوب إعدام قانون الجامعات، لأنه لم يعد مناسبًا فقد تم إعداده منذ عام 72 أي مر أكثر من 60 عامًا وقد تغير خلال هذه السنوات الكثير والكثير.
هل تم مناقشة تعديل القانون كاملًا وقت رئاستكم للجامعة؟
بالفعل تم مناقشة القانون وإعداد الملفات لكل رئيس جامعة ولكن لم يكتمل القانون، ولا أحد يعلم أسبابه.
من هو أفضل وزير تعليم عالي وبحث علمي من وجهة نظرك.. ولماذا؟
الدكتور السيد عبدالخالق؛ لأنه كان يملك رؤية وملفات تفيد المجتمع.
ما هو تقييمك لتنسيق العام الحالي سواء خاص أو حكومي؟
لن نستطيع تغيير التنسيق الحكومي بسبب الخوف من الواسطة والمحسوبيات، لذلك لا بد عمل الخاص كالحكومي وبالمعايير عن طريق مكتب التنسيق أيضًا.
هل ترون أن أعضاء هيئة التدريس يعانون من الظلم ماديًا؟
بالتأكيد.. وأي مرتب يحصل عليه عضو هيئة التدريس لا يكفيه 10 أيام وذلك بسبب التعيين الإلزامي للكثير من الأعداد غير المستغلة لذلك لابد من وضع رؤية شاملة للنظام الجديد بالتعينات واحتياجات كل قسم من خلال عقود سنوية تتم.
لماذا رفضت التكريم من المجلس الأعلى للجامعات بعد انتهاء مدة رئاستك لجامعة المنصورة؟
بسبب وجود حالة عدم رضا بالفترة الأخيرة في طريقة التعامل.
هل فكرت في انشاء فرع جامعة أجنبية؟
اتجهت فترة للعمل في ذلك ولكن توقفت، لأنني أعشق مهنة طب الأسنان ولكن إذا بلدي احتاجت لي فأنا جاهز في أي وقت.
أيهما أقوى المجلس الأعلى للجامعات في عهد الدكتور القناوي أم المجلس الحالي؟
لا أستطيع الإجابة هنا.. لأنني لست على دراية كاملة عن المجلس الأعلى للجامعات بالوقت الحالي، لكن المجلس في عهدي كان من أقوى المجالس التي رأيتها، فقد كان هناك شخصيات تصلح بأن تكون أكثر من وزير في وقت واحد.
هل ترى جميع من كان في عهدك ظُلم؟
بالفعل كان في تلك الفترة شخصيات مميزة وذو كفاءة تصلح للكثير ولكن لم يتم استغلالها بشكل الأمثل .
أخيرًا.. هل يشعر الدكتور محمد القناوي أنه تعرض للظلم بعد رئاسته لجامعة المنصورة؟
عملية نسبية فقد يرى البعض أنني تعرضت للظلم بسبب ما قدمته خلال فترة رئاستي ولم يتم التجديد لي مرة أخرى، ولكني أرى أنني قدمت رسالتي على أكمل وجه وخدمت وطني والمشكلة ليست مشكلة منصب في حد ذاته.