كتب- عمرو الحداد
قررت مقاطعة كلارك بولاية نيفادا، إعادة فتح المدارس، وذلك بعد ارتفاع معدلات الاكتئاب بين المراهقين منذ إغلاق المدارس بسبب جائحة كورونا.
من جانبها كتبت إريكا جرين، صحفية بجريدة نيويورك تايمز، أنه منذ إغلاق المدارس في مارس الماضي، بسبب جائحة فيروس كورونا، ارتفعت حالات الانتحار ومؤشرات الاكتئاب في مدينة لاس فيغاس، مما دفع مقاطعة كلارك بولاية نيفادا إلى إعادة فتح المدارس على وجه السرعة.
وأوضحت جرين في مقال لها، أن عدد حالات الانتحار في مقاطعة كلارك، التابعة لها مدينة لاس فيغاس، بلغ حوالي ثمانية عشر طالبًا، خلال فترة إغلاق المدارس في عام 2020، والتي بلغت تسعة أشهر، وهو ضعف العدد الذي سجلته مقاطعة كلارك خلال عام 2019.
وأشارت إريكا جرين، أن ستة طلاب أنهوا حياتهم في الفترة ما بين السادس عشر من مارس وحتى الثلاثين من يونيو، بالإضافة إلى اثني عشر طالبًا ما بين الأول من يوليو وحتى نهاية ديسمبر الماضي.
وأشارت جرين، إلى أن مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها، أجرى دراسة حول نسب الانتحار بين المراهقين خلال الجائحة، ووجدوا أنه لا يمكن إرجاعها بشكل مؤكد إلى إغلاق المدارس، وأن زيارات المراهقين المتعلقة بالصحة النفسية لقسم الطوارئ خلال العام الماضي وحتى يومنا هذا ارتفعت بشكل ملحوظ على وجه العموم.
وبالرغم من تقلص هذه الأعداد في الآونة الأخيرة، إلا أن الباحثين ارجعوا هذا الأمر إلى تكدس المستشفيات بمصابي فيروس كورونا، وأن مجموع مكالمات الطوارئ التي أُجريت على نطاق 40 ولاية قد أظهر زيادة كبيرة في شكاوى الصحة النفسية لدى مختلف الأعمار.
وأضاف الباحثين؛ أن الانتحار ليس أمرًا يمكن التنبؤ بحدوثه، لأنه يصعب تتبع أسبابه حتى في الظروف العادية، وأن الجائحة أوجدت ظروفًا استثنائية، لم يسبق لخبراء الصحة النفسية أنهم قد تعاملوا معها من قبل، مما جعل إيجاد السبب وراء الأمر أكثر تعقيدًا، وهذا ما دفع جريتا ماسيتي، الباحثة في آثار العنف والصدمات النفسية على الأطفال بالمركز، إلى التصريح أنه بالفعل يوجد سبب يمكن إرجاع معدلات الارتفاع إليه، و أن هذا السبب هو اعتماد ملايين الطلاب بشكل كبير على خدمات المدارس الخاصة بالصحة النفسية، وهذا لم يعد متاحًا بسبب الإغلاق.
ومن جانبهم صرح المسؤولون أنهم وجدوا أنفسهم في معادلة صعبة، بين محاولة إبقاء الطلاب آمنين من خطر العدوى بالفيروس وبين الحفاظ على استقرار حالتهم النفسية، موضحين أنه مع ارتفاع حالات الانتحار، أدركوا أن زيادة الإصابات بفيروس كورونا، لم يعد الخطر الوحيد الذي يهدد هؤلاء الطلاب، وأن عليهم العثور على حل سريع وقاطع، من أجل استعادة نشاطهم وإعطائهم المزيد من الأمل.
الجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وضع خطة مُحكمة من أجل تسريع عملية توزيع اللقاح، وزيادة الاختبارات للكشف عن الاصابات، بالإضافة إلى تخصيص مليارات الدولارات، لدعم المقاطعات في إعادة فتح المدارس، وهذا ما تعهد بتنفيذه خلال الأيام المائة الأوائل من توليه الرئاسة.