كتب: مصطفي سيد
توفي صباح اليوم المذيع الأمريكي لاري كينج عن عمر يناهز 87 عامًا إثر إصابته بفيروس كورونا المُستجد ليترك خلفه سنوات وسنوات من العمل التلفزيوني والتي استمرت 60 عامًا وأجرى خلالها أكثر من 50,000 مقابلة في مُختلف المجالات.
ويستعرض “صدى البلد جامعات” مسيرة الأسطورة الإذاعية الراحل لاري كينج: –
ولد لورانس هارفي زيجر 19 نوفمبر من عام 1933، في بروكلين بمدينة نيويورك، كان حلمه بعد المدرسة الثانوية العمل في محطة إذاعية، وفي سن الـ23 سافر إلى ميامي للعمل في محطة صغيرة كعامل لتنظيف الأرضيات، ولكن بعد استقالة مُشغل الأسطوانات في المحطة حلّ كينج بدلًا منه.
وفي عام 1957 وباقتراح مدير المحطة الإذاعية تخلى لورانس زيجر عن اسمه ويجلس أمام الميكروفون، لأول مرة بإسم “لاري كينج” لتبدأ من هنا مسيرة أسطورية، وبعد ذلك قام بعمل نشرتين إخباريتين، وفي عام 1985 انضم إلى محطة WKAT وقدم عرضًا صباحيًا، وعمل أيضًا كصحفي في جريدة ميامي هيرالد، وميامي نيوز.
الإفلاس وفقدان الحلم
بعد أولى خطوات الشُهرة وتحقيق الحلم، أعلن كينج إفلاسه وتكاثرت الديون عليه بل وفقد وظيفته الإذاعية والصحفية بعد اتهامه بالاحتيال على شريك له ولكن تم إسقاط التهمة في عام 1972.
حاول لاري العودة عن طريف الكتابات الخاصة، وعاد إلى محطة WIOD ليقدم برنامج “larry king show” وعاد إلى صحيفة ميامي نيوز، وأصبح مذيعًا لمدة إسبوع لراديو Weeknight coast to coast، وفي عام 1982 حصل على جائزة peabody.
بداية الرحلة الأسطورية
انضم إلى شبكة CNN الأمريكية في عام 1985 ليقدم البرنامج الأشهر “LARRY KING LIVE”، وكان صيفه الأول حاكم نيويورك، وعاد مجددًا ليفوز بجائزة Peabody لعام 1992.
أبرز الحوارات
كينج أجرى تقريبًا 50 ألف مقابلة، ولكن كان ما يميزه، هو الحوارات التي أجراها مع شخصيات مهمة وأهمهم كان رؤساء أمريكا، بداية من جيرالد فورد إلى باراك أوباما، وفي عام 1988 أجرى الكينج حوارًا مع أحد رواد الغناء في أمريكا فرانك سيناترا في حوارًا شهد له المشاهدين بالتميز.
وفي عام 2009 أجرى حوارًا هامًا مع الراحل مُعمر القذافي الرئيس الليبي آنذاك، وكذلك أجرى مع نيلسون مانديلا وفلاديمير بوتين، وزعماء أجانب ومن ضمنهم ميخائيل غورباتشوف وتوني بلير، وشهد له الجميع بالتغطية المتميز، لأحداث 11 سبتمبر.
كانت نسبة مشاهدات البرنامج لا تقل عن 1.1 مليون مشاهد كل حلقة، ينطق خلالها ما يعادل 18 ألف كلمة، وأعلن اعتزاله البرنامج في عام 2010 بعد حوالي ستة ألاف حلقة على شبكة CNN، ولكنه عاد في 2012 ليقدم برنامج Larry king now.
حارب السرطان وانهزم من كورونا
عانى كينج الكثير، بسبب حالته الصحية، فكانت البداية من عام 1987 أجرى جراحة قسطرة في القلب، وقبل عدة كشف كينغ أنه مصاب بسرطان الرئة إلا أنه تغلّب عليه ولكن جاءت كورونا لتأخذ أحد أشهر الإعلاميين على مدار التاريخ.
ودّع كينج جماهيره من جميع أنحاء العالم في الحلقة الأخيرة من برنامج larry king live قائلًا: -أهلاً بكم في آخر حلقات لاري كينغ لايف، من الصعب قول ذلك، لم أكن في حياتي عاجزاً حتى عن إيجاد الكلمات المناسبة، عندما بدأت قبل 25 عاماً في استوديو صغير في واشنطن، لم أتخيل أبداً أن الإقامة ستطول بي كل هذه المدة أو أن أصل إلى هنا، إلى الوداع“.