كتبت: دنيا هاني
تباينت آراء أولياء الأمور وردود أفعال المعلمين، حول مدى فاعلية إنجازات الوزارة وما تم التطرق إليه من محاور مهمة، وذلك خلال لقاء وزير التربية والتعليم بنواب البرلمان خلال الجلسة العامة لمجلس النواب برئاسة المستشار حنفي الجبالي أمس الأربعاء؛ لعرض كشف حساب الوزارة وما تم من إنجازات في التعليم والتعليم الفني، خلال فترة حكومة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والفترة التي قضاها في منصب وزير التربية والتعليم من 2017 وحتى الآن.
ورصد “صدى البلد جامعات” آراء عدد من أولياء الأمور والمعلمين في هذا الصدد.
إصلاح أحوال المعلم أولوية:
يقول الأستاذ يوسف الشاذلي، مدرس بمدرسة السيدة خديجة الإعدادية بنات، إن من الصعوبة الوصول إلى مرحلة تطوير التعليم إلا بإصلاح أحوال المعلم أولا، مع التركيز على ضرورة بلوغ المعلم لمستوى الارتياح النفسي والاجتماعي والمادي المطلوب؛ مما يساهم بقدر كبير في إصلاح العملية التعليمية، مشيرا إلى ضرورة تغيير نظرة المجتمع للمعلم لأنها متدنية تماما بجانب عدم احترام الطلبة للمعلم بالقدر المطلوب مؤكدا أنه لولا المعلم ما كان المهندس والطبيب، ولولا المعلم ما كان القائد القريب؛ أفلا يكون من الواجب أن نرد للمعلم بعض الفضل.
التعليم الفني يشهد عملية تطوير:
وأشار الأستاذ هاني العمروسي، مدرس بمدرسة الألسن للسياحة والفنادق، إلى اهتمام الدولة الملحوظ بتطوير التعليم الفني لإخراج مهارات فنية وعمالة مدربة لمواجهة تحديات سوق العمل في جميع المجالات والأنشطة الفنية، وذلك من خلال إنشاء مدارس التعليم المزدوج وتكنولوجيا التطبيقية، بجانب عمل مبادرات مع العديد من الشركات لدمج الدراسة النظرية مع التطبيق العملي، إضافة إلى عمل نظام الجدارات الذي يعتمد في المقام الأول على المواد العملية وتطبيق نظام tevet عن طريق إعطاء دورات تدريبية متخصصة وعمل مسابقات بين الطلبة.
تدريب المعلم على استخدام التكنولوجيا:
وفي ذات السياق، ذكرت الأستاذة فاتن حافظ، مدرس بمدرسة الإسماعيلية الإعدادية بنات، ضرورة تدريب وتهيئة المعلمين بالقدر الكافي للتعامل مع النظام الإلكتروني وما يفرضه من تحديات بجانب التعامل مع السبورات الذكية.
وأشارت حافظ إلى عدم مناسبة التابلت مع المستوى الفكري للطلاب نظرا لاعتيادهم على النظام التعليمي العادي موضحة أنه من الصعب تطبيق الامتحانات إلكترونيًّا لوجود أعطال كثيرة متوقعة سواء في الأجهزة أو في الإنترنت، بجانب عدم مراعاة الفروق الفردية للمستويات العقلية والاجتماعية لدى الطلاب.
صياغة المناهج بصورة تراعي متطلبات الشرح الإلكتروني:
ويرى الأستاذ طارق تهامي، مدرس بمدرسة الملك فهد الثانوية بنين، أن العملية التعليمية هي عملية تفاعلية بين المعلم والطالب في المقام الأول، مشيرًا إلى طبيعة المناهج التعليمية المكدسة بالمعلومات والتي لا تصلح للشرح الإلكتروني، وأنه لا بد من إعادة صياغة المناهج بصورة تراعي متطلبات الشرح الإلكتروني بأن يكون المحتوى جذابًا بجانب قصر مدة الحصة تجنبًا لشعور الطالب بالملل.
تحسين أحوال المعلمين المادية:
وعلى صعيدٍ متصل، قال الأستاذ محمد السيد، مدرس بمدرسة الألسن للسياحة والفنادق، إن النهوض بالعملية التعليمية تفرض النظر إلى أسفل السلم للاهتمام بجميع عناصرها؛ بدءًا من المعلم، ولا يمكن رفع مستوى المعلم علميًّا وتدريبه قبل رفعه نفسيا وماديا والوصول إلى مرحلة الاكتفاء مع ضرورة الاهتمام بالمعلم إعلاميًّا وتوقف التعامل معه على إنه مخالف للقانون واستنكار دوره التربوي.
وأضاف السيد أن هناك فجوة كبيرة بين الطالب والمعلم بسبب استيعاب الطالب لإمكانيات التابلت وعدم قدرة المعلم على مسايرته؛ لعدم تأهيله بالقدر المطلوب، مشيرًا إلى اجتهادات المعلم الفردية لمواكبة تحديات العصر.
عملية التطوير غير ملموسة:
ومن ناحية أخرى، أوضحت سماح حسين، ولي أمر طالبة بالمرحلة الابتدائية، أنه لا يوجد تطوير ملموس لأن التعليم الإلكتروني سلاح ذو حدين وخاصة لاستغلال الطلاب الإنترنت في الألعاب ومواقع التواصل الاجتماعي أكثر من مشاهدة الفيديوهات التعليمية، مشيرا إلى معاناة الأم وخاصة مع أطفال المرحلة الابتدائية؛ لعدم صبرهم على تلقي درس إلكتروني وشعورهم بالملل سريعًا، إضافة إلى استعانتها بمدرسين اليوتيوب لاستيعاب الدرس وشرحه مرة ثانية للطفل.
التعليم الإلكتروني يفتقد التفاعل:
وأضافت أمنية الكومي، ولي أمر طالبين في المرحلة الابتدائية، صعوبة إقناع الأطفال بفكرة استكمال التعليم الإلكتروني، وخاصة لطلاب مرحلة رياض الأطفال، مؤكدة أن الأمر يتوقف على أساليب التفاعلية المتبعة من قبل المدرسة والمعلمين مثل الحصص المسجلة والتي تفتقر لتفاعل الطلاب مع المحتوى والمعلم على عكس الحصص الأون لاين.
وتابعت سمر محمد، ولي أمر طالبين بالمرحلة الثانوية، إلى مجهودات المدرسة لشعور الطالب بالالتزام حتى في التعليم الإلكتروني عن طريق فتح الكاميرا عند جميع الطلاب الحاضرين لمتابعته بشكل دوري وشرط ارتداء الزي المدرسي لشعور الطالب وكأنه في الفصل المدرسي مع مراعاة فتح قنوات اتصال مع المعلمين وتوجيه أسئلة بشكل مستمر للحفاظ على تركيز الطالب.