كتبت: هدير علاء الدين
كشف الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، في بيانه، أمام مجلس النواب بجلسته العامة، برئاسة المستشار الدكتور حنفى جبالي، عن خطة عمل الوزارة حول العديد من الموضوعات الهامة، والتي باتت تشغل بال الجميع، خلال الفترة الحالية، والتي جاء على رأسها، تطوير منظومة التعليم، من حيث المناهج الدراسية، وحتى نظام التدريس، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات والملفات الهامة حول نظام التعليم في مصر، والتي فرضت بدورها نقاش ساخن ما بين “شوقي” وبعض النواب في البرلمان.
ومن هنا، يرصد لكم “صدى البلد جامعات” أهم ما جاء من تصريحات على لسان الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني..
“الأبحاث بتتباع على الرصيف واللي بيشتريها أولياء الأمور مش الطلبة”
قال الدكتور طارق شوقي، أن حل اللجوء للأبحاث، كان أمر لا بد منه، من قبل الوزارة، فرضته جائحة فيروس كورونا المستجد، العام الماضي، ولكن المشكلة الكبرى تمثلت في مساعدة أولياء الأمور لأبنائهم في الإصرار على عملية عدم الحصول على القدر المطلوب من التعلم، في المراحل الدراسية المختلفة، وتمثلت مظاهر عدم الاهتمام من قبل أولياء الأمور، في شراء الأبحاث لأبنائهم، ظنًا منهم أن هذا هو الخيار الأفضل.
“بنهد المعبد وبنعمل تعليم فني جديد”
وفي حديثه عن خطة تطوير التعليم الفني، أوضح “شوقي” أن الخطة الجديدة التي تتبناها الوزارة، تتمثل في دراسة الوزارة لمسألة التخصصات في التعليم الفني، ومن ثم إعادة النظر فيها، مؤكدًا اهتمام الوزارة بإدخال صناعات جديدة مستحدثة على نظام التعليم الفني، ومنها الذكاء الاصطناعي.
كما أعرب “شوقي” عن رفضه للموروث الثقافي السائد بين أولياء الأمور في مصر، الذي يُقدر معيار النجاح بدخول كليات الطب أو الهندسة، مؤكدًا أن التعليم الفني هو أول خطوة في تحقيق التقدم الاقتصادي المصري، واستطرد حديثه بأن دفعة خريجي يونيو القادم، لهذا العام، سيعملون بمرتب يبدأ من 5 آلاف جنيه شهريًا.
“هنطلع جيل متعلمش حاجة قاعد يتفسح بين الصفوف الدراسية”
ذكر “شوقي” أن الهدف من منظومة التعليم الجديدة، هو تنمية الشخصية، وروح الابتكار لدى الطلاب، وكذلك قياس مستوى الفهم، وليس الهدف من هذه التجربة هو رصد الدرجات بناءً على نسبة الحفظ أو التلقين، فالتعليم هو الخطوة التي ستؤهل الطلاب فيما بعد، للخروج لسوق العمل، والواقع العملي، مؤكدًا أنه لولا النظام الجديد التي تبنته الوزارة لتطوير منظومة التعليم، لاستمرت عصور الحفظ والتلقين، والتي كانت تشكل أزمة كبيرة لدى الطلاب، وأولياء الأمور، على السواء.
دول عربية طلبت منا اعتماد النظام المصري في التعليم:
قال” شوقى” إن منظومة التعليم الجديدة، تسهم في نشر روح الإبداع والابتكار لدى الطلاب، وذلك من خلال المناهج الدراسية الجديدة، التي تبدأ من “كي جي وان” حتى الصف الرابع الابتدائي، مضيفًا أن الوزارة قامت بعمل دليل للمعلمين، وقد تم تدريب المعلمين على نظام التعليم الجديد، بموجب 312 ألف معلم، في برنامج المعلمين أولًا، وأكثر من 630 معلم على مناهج التدريس، وهو ما جعل العديد من الدول العربية تطلب اعتماد النظام المصري في التعليم لديها.
الغش والتسريب مستحيل في نظام التعليم الجديد:
واستكمل “شوقي” حديثه، فقال أن النظام الإلكتروني الجديد، التي تبنته الوزارة، في التعليم، وأداء الامتحانات، هو نظام إلكتروني متكامل لا يحتاج لتدخل أي عنصر بشري، حيث سيقوم الكمبيوتر بإعداد الامتحان في حوالي 5 ثواني، قبل الامتحان مباشرة، ولن يستطع أحد معرفته، مما سيقضي بدوره على ظاهرة الغش والتسريبات، وعصور “شاومينج”، وغيرها..
وأضاف شوقى، أن النموذج الامتحاني، يتمثل فى 30 سؤالًا، ويقوم الكومبيوتر بتفنيطه، بطريقة معينة، على أن يكون السؤال رقم 5 لدى طالب، هو سؤال رقم 19 لدى طالب آخر، وذلك لضمان توازن الأسئلة بين الجميع، وهذه التوزيعة من شأنها أن تكفل مبدأ العدالة التامة لكافة الطلاب.
قطعنا نصف الطريق في تطوير منظومة التعليم:
أشار “شوقي” أن نظام التعليم المصري الجديد، يهدف بشكل أساسي، لتوجيه المجتمع المصري نحو الابتكار، والتعلم، وتخريج علماء مصريين لديهم قدرة على اتخاذ القرارات، وحل مشاكل العالم، وذلك وفقًا لرؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدًا أن مركز تطوير المناهج أصبح حاليًا شئ تفخر به مصر، كما تم التعامل مع الجهات الأجنبية ذات الخبرة فى هذا الصدد، لبحث سبل توطين الخبرات مع هذه الجهات، بما يحقق الصالح العام لمخرجات العملية التعليمية.
وأضاف” شوقى”، أن هناك العديد من التغيرات الجذرية التي طرأت على النظام التعليمي المصري، منذ عام 2014، والتي رصدتها الكثير من الأفلام الوثائقية، لتوضيح مخرجات عملية التطوير التي تبنتها الوزارة، للنهوض بقطاع التعليم في مصر، موضحًا أن مناهج التعليم الجديدة انتهت حتى مرحلة الصف الرابع الإبتدائي، كتنفيذ، والإطار انتهى إلى المرحلة الأخيرة من التعليم الأساسي أي حتى الصف السادس الإبتدائي.
كما ذكر “شوقي” أن الوزارة تسير بالتوازي في تنفيذ النظام التعليمي الجديد، مع العمل فى مراحل التعليم القديم، حتى لا نفوت الفرصة على المراحل الانتقالية، وهو ما يعد بمثابة المسار الأصعب.
الوزارة تجاوزت العام الماضي بأعجوبة بسبب فيروس كورونا:
أوضح “شوقي” أن فيروس كورونا كان بمثابة ميزة وعيب، فعلى الرغم من صعوبة الأمر إلا أن الوزارة استطاعت أن تتجاوز هذه الأزمة بحكمة وكفاءة، مؤكدًا أن مصر من أفضل الدول التي تعاملت مع أزمة كورونا، على الرغم من فشل العديد من الدول الكبرى في استكمال عملية التعليم، ومنها اليابان، التي أدت إجراءات الغلق بها، لإعادة السنة الدراسية مرة أخرى للطلاب.
كما أعرب “شوقي” عن شكره وتقديره، لكافة المعلمين والإداريين العاملين فى المنظومة التعليمية، وذلك لتحملهم الظروف والأعباء العسيرة خلال الفترة الماضية، والتي كان لها الفضل في مرور العام الدراسي الماضي.
نحتاج 130 مليار جنيه لحل مشكلة كثافة الفصول:
وعن ملف الكثافة السكانية في الفصول، عقب “شوقي” بأن الوزارة في حاجة إلى 130 مليار جنيه، لحل مشكلة كثافة الفصول الدراسية، والتي وصلت لحوالي 70 و 80 طالب في الفصل الدراسي الواحد، ولكن ما تتحصل عليه الوزارة في الواقع سنويًا يُقدر بحوالي 10 أو 12 مليار، أي ما يمثل عُشر الرقم التي تحتاج إليه فعليًا، وهو ما يسهم في حل المشكلة بنسبة 10% فقط، موضحًا أن الوزارة تحتاج 250 ألف فصل، ولكن المبالغ المالية المتاحة تؤهلها لبناء 15 ألف فصل سنويًا، وبالطبع الزيادة السكانية لها عامل كبير في هذا الأمر، حيث يلتحق حوالي 800 ألف طفل بالمدارس سنويًا.
وأكد “شوقي” أن الوزارة تعمل على بناء الفصول الذكية، وذلك لصعوبة توافر أراضي مناسبة لبناء فصول تقليدية، كما أن الوزارة بصدد بناء مئات الآلاف من الفصول، كحضانات، وفصول للتعليم بالتوازي مع البناء التقليدي.
“احنا الوزارة رقم واحد اللي بتتعرض للشائعات”
وتحدث “شوقي” عن دور الشائعات في إثارة البلبلة في المجتمع المصري، مؤكدًا أن الوزارة هي رقم واحد للسنة الرابعة علي التوالي، من حيث حجم الشائعات التي تتعرض لها، مستنكرًا أفعال بعض الأشخاص المتخصصين، في نشر الشائعات وخلق الأكاذيب عن خطط وزارة التعليم، واصفًا هذه الأفعال ب “الكلام الفاضي”.تعليم بلا حدود: رقمنة التعليم لن تتم قبل سد عجز المعلمين وتدريبهم على النظام الجديد