كتب – بسمة مصطفى
محمد جهاد أو «ميدو».. شاب مصري خريج كلية الألسن جامعة عين شمس قسم اللغة الصينية، شارك لعدة مرات في مسابقة «الجسر الصيني»- مسابقة صينية تكون بين دارسين اللغة الصينية في العالم بالجامعات- طالب دراسات عليا في السنة الثانية بجامعة الإعلام الصينية حاليًا.
نشر موقع «الشعب الصيني» الإلكتروني تقريرًا عن الشاب المصري محمد جهاد، يسرد فيه رحلة «ميدو» في المسابقة وأحلامه بين الدولتين، حيث أشار الموقع إلى أنه في عام 2020 ، تعرف مرة أخرى على «الجسر الصيني» وعمل كمختبِر في الدورة التاسعة عشرة لمسابقة «الجسر الصيني» لطلاب الجامعات الأجنبية خارج الصين، والتقى بالعديد من الأصدقاء الجدد الذين يحبون اللغة الصينية. بالإضافة إلى المشاركة في المسابقة، قام أيضًا بتسجيل البرامج ذات الصلة وعاش يومًا حافلًا ومفيدًا.
حكاية «الجسر الصيني» مع محمد جهاد:
وأوضح الموقع أنه قد سبق وشارك محمد في مسابقة «الجسر الصيني» عندما كان طالبًا بالسنة الأولى في مصر، لكن في ذلك الوقت لم يكن يتحدث سوى اللغة الصينية البسيطة المنطوقة مثل «أهلًا» و«كيف حالك مؤخرًا»؛ وعندما كان في عامه الثاني الدراسي، شارك في المسابقة مرة أخرى، فقد تحسن أداءه كثيرًا، وحصل على جائزة المركز الثاني في المسابقة في مصر، فهو لم يحصل على فرصة المشاركة في المسابقة في الصين؛ وعندما وصل إلى العام الثالث تقدم محمد للحصول على منحة دراسية من معهد كونفوشيوس، وألتحق بجامعة “نان كاي” “南开” الصينية للدراسة لمدة عام واحد.
خلال هذا العام، تحسن مستواه في اللغة الصينية بشكل كبير، مما جعله واثقًا من مشاركته في مسابقة «الجسر الصيني» مرة أخرى في عامه الدراسي الرابع، وقد حقق نتائج جيدة للغاية في المسابقة في مصر. ولحسن الحظ، أتيحت له الفرصة للتقدم بطلب للحصول على منحة دراسية للحصول على درجة الماجستير من قسم الإذاعة بجامعة الإعلام الصينية.
وقد صرح محمد بأنه اكتشف أن المعرفة الإذاعية التي تعلمها كانت قد ساعدت الأصدقاء الأجانب في تعلم اللغة الصينية بشكل كبير، لذلك فإن غالبًا مشاركة المعرفة ذات الصلة على فيسبوك Facebook تساعد أيضا الأصدقاء ذو اللهجة الثقيلة لتصحيح نطقهم، حيث قال محمد: “آمل أن أتعلم المعرفة المهنية جيدًا حتى أتمكن من نشر القصص والثقافة الصينية في المستقبل”.
وقد أخبر محمد الكاتب بأنه لديه على حسابه بالفيسبوك الآلاف من المعجبين، من بينهم ليس فقط زملائه السابقين ولكن معلميه في قسم اللغة الصينية بالجامعة، مضيفًا: «أنهم يتعلمون اللغة الصينية معي، وهذا يجعلني أشعر بالفخر ولدي إحساس بالإنجاز».
محمد جهاد: «الصين هي مسقط رأسي الثاني»
حول انطباع محمد حول العلاقات بين الصين ومصر، فقد أكد أنها تتسم بالودية، قائلاً: «يمكن أن يحتفل العديد من المصريين بالأعياد التقليدية الصينية مثل عيد الربيع الصيني ومهرجان قوارب التنين وغيرهم، وسيشاهد الجميع معًا أيضًا مهرجان ليلة عيد الربيع الصيني، ويأكلون زلابية الأرز، وسباق قوارب التنين». بالإضافة إلى ذلك، هناك أيضًا الحي الصيني في مصر، حيث يمكنك مشاهدة بط بكين المشوي الأصيل، وطبق سيتشوان الساخن وغيرها من الأطباق الشهية، فكل هذه الأشياء بالنسبة له ذكريات جميلة.
وأثناء تفشي وباء الالتهاب الرئوي التاجي الجديد «كورونا»، شعر محمد حقًا أن الصين ومصر شقيقان وشريكان جيدان. وقال: «خلال الفترة الصعبة من مكافحة الصين للوباء، زودت مصر الصين بمواد مضادة للوباء؛ وعندما كانت مصر تكافح الوباء، قدمت الصين لمصر المساعدة في حدود طاقتها، وعملوا معًا وتعاونوا لمكافحة الوباء».
وفي أعقاب تفشي الجائحة، غادر العديد من الأجانب الصين، لكن محمد وأصدقائه على عكس ذلك اختاروا البقاء في الصين، قائلًا: «نحن نعتبر الصين مسقط رأسنا الثاني، ونأمل في المساهمة بقوتنا الضئيلة من أجل الصين، ونؤمن أيضًا أن الصين يمكنها السيطرة على الوباء».
أغنية «املأ العالم بالحب»:
وفي خلال فترة الوباء، لم يغني محمد أغنية «املأ العالم بالحب» مع المطربين الصينيين والأجانب للتعبير عن الثقة في الحرب ضد الوباء فقط، بل أصبح أيضًا متطوعًا في المجتمع الذي يعيش فيه. وقال: «الموظفون الأساسيون في المجتمع كبراء في السن؛ فمن الصعب عليهم قياس درجة حرارتنا وارتداء الأقنعة كل يوم، فانضممت أنا وأصدقائي إلى فريق الوقاية من الوباء ومكافحته كمتطوعين». وأضاف: «آمل أن نعبر عن مشاعرنا تجاه الصين من خلال هذا النموذج».
المساهمة في تعزيز التواصل بين الصين ومصر:
تظهر الإحصاءات ذات الصلة، أنه مع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصين، يختار المزيد والمزيد من الأصدقاء الأجانب مثل محمد الدراسة في الصين. فقد قال محمد: «في الماضي كان يعتقد الجميع أنه ليس من السهل على الأجانب تعلم اللغة الصينية، ولكن عند رؤية أن المعلم دا شان من كندا، الذي ليس فقط يستطيع التحدث بالحوار الهزلي، ولكنه أيضًا يستطيع اللعب بالكلام أو ما يسمى بـ إعصار اللسان، حيث اكتشف الجميع لاحقًا أنه يمكن للأجانب أيضًا تحدي الأوبرا الصينية والإذاعة وما إلى ذلك، لذلك فإن دراسة اللغة الصينية بالنسبة للأجانب بها جوانب ومعرفة جديدة».
في السنوات القليلة الماضية من دراسته في الصين، تعلم محمد الحوار الهزلي والعزف على الطبل، وشارك أيضًا في العديد من البرامج التلفزيونية. وأخيرًا قال محمد: «إذا كان بإمكاني التطور في الصين في المستقبل، آمل أن أتمكن من إنشاء برنامج أو إنشاء منصة اتصال لإخبار المصريين قصصًا عن الصين باللغة العربية والإجابة على فضول الجمهور الصيني حول مصر باللغة الصينية، وأن ذلك سيؤدي إلى علاقات وثيقة بين شعبي مصر والصين، وأن يساهم بنفسه في تعزيز التواصل بين البلدين».