كتب- هدير علاء الدين
مع ترقب الجميع لنتائج لقاحات فيروس كورونا المستجد، والتي بدأت عمليات التطعيم بها في العديد من دول العالم، تتجه الأنظار حاليًا لدواء “إيفيرمكتين”، الذي تكاثرت عنه الأقاويل في الآونة الأخيرة، بأنه قادر على دخول حلبة المنافسة، لمواجهة انتشار فيروس كورونا، مما يجعلنا في حالة انتظار لتقييم منظمة الصحة العالمية، الشهر المقبل، لهذا الأمر، فهل سيتم اعتماده حقًا؟ أم سينضم لنظيره عقار “هيدروكسي كلوروكين”، الذي لم تثبت فاعليته لعلاج فيروس كورونا؟
ومن هنا، يرصد لكم “صدى البلد جامعات” في هذا التقرير، أهم المعلومات عن دواء “ايفيرمكتين” المتوقع اعتماده كدواء رسمي لعلاج فيروس كورونا المستجد.
دواء “إيفيرمكتين”
يعتبر “ايفيرمكتين” دواء مضاد للعديد من الطفيليات، منها: علاج داء الأسطونات الشعرية، الجرب، القمل، داء كلابية الذنب، داء المسلكات، داء الأسكارس، داء الفيل، العد الوردي، بالإضافة إلى مواجهته لبعض الفيروسات مثل: فيروس الإنفلونزا، وفيروس حمى الضنك، وفيروس الزيكا، ما جعل الباحثون يعتقدوا أنه قد يثبت فعالية في علاج فيروس كورونا المستجد.
و يمكن تناول دواء “إيفيرمكتين”عن طريق الفم في هذه الحالات السابق ذكرها، أو وضعه على الجلد في حالة الإصابة الخارجية، ليقوم باستهداف الطفيليات، ومن ثم القضاء عليها.
موانع استخدام “إيفيرمكتين”
يمنع استخدامه للأطفال دون سن الخامسة، أو الذين يقل وزنهم عن 15 كيلوغرامًا، والنساء الحوامل والمرضعات، والأفراد المصابين بأمراض الكبد أو الكلى، كما ينتج عنه بعض الآثار الجانبية، والتي تعد أمرًا شائعًا، يصاحب العديد من الأدوية، وتتمثل هذه الآثار في: الحمى، والحكة، والطفح الجلدي، عند تناوله عن طريق الفم، واحمرار العين، وجفاف الجلد وحرقه، عند استخدامه موضعيًا لقمل الرأس.
جدل واسع حول “إيفيرمكتين”
انقسم العالم إلى فريقين، منهم ما يؤيد استخدام دواء “إيفيرمكتين”، كدواء رسمي لعلاج فيروس كورونا، والبعض الآخر يعارض الأمر بل ويحذر من استخدامه، لحين إجراء تجارب كافية على الحيوانات، أو مجموعات قليلة من البشر.
وعلي الرغم من عدم اعتماده، كدواء رسمي حتى الآن، فقد وصف أحد الأطباء في الولايات المتحدة الدواء، خلال جلسة استماع في الكونغرس ، بـ”المعجزة”، بالإضافة إلى تأييد بعض دول العالم، لاستخدامه، مثل: البرازيل، والتي أرجع رئيسها (جايرو بولسونارو)، انخفاض أعداد الإصابات في البرازيل، بسبب هذا الدواء، بالإضافة إلى اعتماد فرنسا، وجنوب أفريقيا، وكوريا الجنوبية، وبوليفيا، ومصر، التي أدرجته وزارة الصحة المصرية ضمن البروتوكول الجديد لعلاج فيروس كورونا.
وقد أظهرت دراسة، تم نشرها، في المجلة الطبية للأبحاث المضادة للفيروسات، في أبريل الماضي، أن دواء “إيفيرمكتين” أثبت فعاليته في علاج فيروس كورونا، وذلك في الخلايا التي تم اختبارها معمليًا، ولكن لم يتم إعطاء الدواء للأشخاص، أو الحيوانات في هذه الدراسة.
كما نُشرت دراسة أخرى، على موقع bioRxiv، اعتمد الباحثون من خلالها، على رصد تأثيرات دواء “إيفيرمكتين” باستخدام نموذج الفئران من نوع الهامستر الذهبي، وكشفت الدراسة أن الحيوانات المصابة بفيروس كورونا، والتي تم حقنها بدواء “إيفيرمكتين”، انخفضت شدة الأعراض لديها، عن ذي قبل، وكان حوالي 66.7 % من الحيوانات الوهمية مصابة بنقص حاسة الشم أو فقدان الشم ، مقارنة بـ 22.2 % فقط لدى الذين تلقوا الدواء، ولذلك ذكر الباحثون، أنه يمكن اعتبار دواء “ايفيرمكتين” كدواء لعلاج فيروس كورونا، موضحين، أنه يمكن أن يساعد في تحسين تشخيص المرضى، لأنه يؤدي إلى تعديل جين السيتوكين المعبر عنه في الشعب الهوائية.
تحذيرات حول “إيفيرمكتين”
وعلى الجانب الآخر، حذرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، الشهر الماضي، من خلال موقعها على الإنترنت، من أن هذا الدواء لم تتم الموافقة عليه لمنع أو لعلاج فيروس كورونا، على الرغم من انتشار عملية استخدامه في الفترة الحالية بين البشر والحيوانات، موضحةً أنه لا يجب استخدام أي منتجات يتم الترويج لها، باعتبارها أدوية لعلاج فيروس كورونا، قبل اعتمادها بشكل رسمي، وإعلان إجازة استخدامها على البشر، من جهات موثوق بها، لأن كل ما يُثار حاليًا هي أمور مازالت بمرحلة التجربة
كما ذكرت وكالة الأدوية الجنوب أفريقية “ساهبرا”، في بيان رسمي لها، إنه لا يمكن التوصية باستخدام دواء “إيفيرمكتين” لعلاج فيروس كورونا المستجد، قائلةً: “من الأدلة المتاحة لتجربة المراقبة العشوائية، لا يتفوق إيفيرمكتين على الدواء الوهمي من حيث تقليل الحمل الفيروسي أو التقدم السريري، ولا يوجد دليل من تجارب المراقبة العشوائية على أي انخفاض في معدل الوفيات”.