كتب – سلمى عنان
أسس مجموعة من الأساتذة الجامعيين والباحثين في جامعة إيكس-مارسيليا الفرنسية، نظام دراسة يجمع بين العلوم الأدبية والعلوم الطبيعية، فأسسوا ليسانس العلوم والإنسانيات، بعد أن قاموا بإعداده لمدة ثلاث سنوات.
هذا البرنامج الجديد، يتيح للطلاب التخصص، في العام الثالث في علم من العلوم مثل الرياضيات أو الكيمياء أو الفلسفة أو الاجتماع، ويهدف أن يصبح الطالب أكثر انفتاحًا وأكثر قدرةً على تحليل كافة التطورات العلمية أو الأدبية ونقدها، حيث يدرس ظاهرة علمية ويقوم بربطها بالأدب وعلم الاجتماع على عكس زملائه في النظام الأحادي (التي يُدَرَس فيه تخصص واحد). على سبيل المثال، يدرس الطالب في الكيمياء كيف كان يقوم المصريون القدماء بتحضير اللون الأزرق، ثم يدرس من الجانب التاريخي، علاقة هذا اللون وارتباطه بالملكية في العصور الوسطى في أوروبا.
تحدٍ لطلاب الشعبة «الأدبية»:
لوحظ أن أغلبية الطلاب الملتحقين بالبرنامج، هم الحاصلين على شهادة البكالوريا «الثانوية العامة» – الشعبة العلمية، علي الرغم أن المفترض تواجد إقبالًا من الشعب الأخرى، خاصة مع دخول الطلاب الحاصلين على البكالوريا بالنظام الجديد، الذي يقدم هجينًا بين التخصصات العلمية والأدبية.
آراء الطلاب:
وتنوعت آراء الطلاب الدراسين في البرنامج، ما بين مؤيد ومعارض، ولكن يبدو أن الفضول للتعلم هو العامل المشترك بين هؤلاء الطلاب.
ترى جولييت كارير، 18 عامًا، الحاصلة على بكالوريا الشعبة العلمية، أن فهم العالم من خلال نظرة هجينة بين العلم و الأدب يمثل قمة التحضر، في حين يقول بول ايسنو، الحاصل على ثانوية عامة الشعبة الأدبية- إنه واجه صعوبات عديدة في البداية لكن إرادته القوية دفعته لتجاوزها، أما ليلان كريسكيولو، 25 عامًا، فتذكر أن المحتوى كان في غاية الثراء وأن الأساتذة كانوا متفانين في مساعدة الطلاب خاصة في الرياضيات، حيث قالت إنها كانت تحصل على درجات منخفضة ولكنها بدأت تتحسن لاحقًا.
ووفقًا لجايتان هاجل، المسؤول عن الشئون التربوية، فإن طلاب الشعبة الأدبية يحتاجون إلى المساعدة في هذا النظام؛ لهذا يقوم الأساتذة بتخصيص محاضرات تقوية للطلاب المتعثرين، وهو ما تطلب تقليل عدد الطلاب المسموح بهم من الشعبة الأدبية، والذي تقرر أن لا يتجاوز 40 طالب فقط، بينما يبلغ متوسط عدد الطلاب الجادين الراغبين في الالتحاق بهذا النظام سنويًا، 160 طالبًا.
وأشار ألبيرتو فارجا، أستاذ الفيزياء الكمية بالفرقة الثالثة، إلى أن طلاب الشعبة الأدبية قد أبدوا أداءً فوق المتوسط أثناء دراستهم، باستثناء المسائل الحسابية التي تستوجب مهارات في الرياضيات، مشيدا في الوقت ذاته بمثابرتهم وإصرارهم على التعلم. ووفقًا لمسؤولي هذا البرنامج، تراوحت نسبة النجاح في الفرقة الأولى بين 85% و 90% و 90% و 95% في الفرقة الثانية.