“بأي ذنب قٌتل”.. عبارة تلخص الحادث المأساوي الذي تعرض له الدكتور شهاب عبدالرحمن، أستاذ الهندسة في الجامعة الكندية بفرع الشيخ زايد، على طريق الواحات، بعد أن أقدم سائق سيارة نقل على قتله عمدا بالطريق الصحراوي لمجرد اعتراض الأستاذ الجامعي على رعونة سائق النقل وحيده المستمر عن الطريق.
البداية كانت بتعرض الدكتور شهاب وزوجته على الطريق لاصطدام مع سائق سيارة نقل يسير برعونة على الطريق، وعلى الفور ارتجل الأستاذ الجامعي ليطالب السائق بالاتزان والهدوء في القيادة، إلا أن الأخير لم يبال لحديثه وتحدث معه بأسلوب غير لائق.
وكعادة حوادث الاصطدام، تجمع عدد من قائدي السيارات لمحاولة احتواء الموقف، فما كان من سائق النقل إلا التحرك بسيارته بعد معاتبة الجميع له محاولا الهرب، قبل أن يتعلق الأستاذ الجامعي بمرآة الشاحنة في محاولة لمنعه من الفرار.
لم يبال سائق النقل بالرجل المعلق بسيارته وأسرع بها في ملف الصعود على الطريق الدائري ليسقط المجني عليه، أسفل العجلات الخلفية فتدهسه ويلقي مصرعه في الحال.
واستطاعت الأجهزة الأمنية في اليوم التالي، من ضبط الجاني بأحد الأكمنة، لتتولى المباحث التحقيقات في الواقعة، وسط مطالبة عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا بمحاسبة الجاني، بعد أن استباحة دماء الدكتور شهاب.
لم تكن حادثة الدكتور شهاب الأخيرة، فقبلها تعرضت الفتاة العشرينية “مريم محمد” المعروفة إعلاميا بـ”فتاة المعادي”، للدهس والسحل تحت عجلات سيارة ميكروباص بعد محاولة سرقتها كرها وعمدا من قبل سائقين.
وحركت القضية حينها الرأي العام وأصابته بالغضب العارم الذي طالب بالقصاص العاجل من المتهمين ليكونوا عبرة ورادع لكل من تسول نفسه في اقتراف مثل تلك الأعمال.
ارتبطت الحادثتان معًا بعدما تطوع المستشار القانوني هشام عمر المحامي بالنقض، محامي قضية مريم “فتاة المعادي”، لتولي مسئولية قضية الدكتور شهاب وأخذ حق دمائه التي سالت على الأسفلت.
وانتفض طلاب الجامعة الكندية، بعد العلم بالحادث المروع، وتم إطلاق “هاشتاج.. حق الدكتور شهاب لازم يرجع”، ليتصدر مواقع التواصل الاجتماعي وسط غليان عارم من الواقعة، من أجل الوصول للجناه.
وأكد الطلاب، أن الدكتور شهاب يتمتع بدسم الخلق وحسن معاملة طلابه، مطالبين بعودة حقه وتسليم الجناه للعدالة وأخذ حقه بعد أن فقد عمره ضحية لأشخاص يتعاطون ويتعاملون تحت تأثير المخدرات حسب روايات الطلاب عبر السوشيال ميديا.
حملت منصات التواصل الاجتماعي، مطالب طلابية من أجل تدخل النائب العام وفتح تحقيقات عاجلة في القضية والأخذ بحق الأستاذ الجامعي، بعد العلم بنبأ مصرعه في ظل ما يتمتع به سمعة طيبة وتعرضه للسحل والدهس تحت أسفل عجلات السيارة دون أن يقترف أي ذنب إلا أنه قام بتوجيه بالقيادة السليمة واحترمه للطريق.