كتبت- دنيا هاني
شهدت الشهور الماضية طفرة في مسار العملية التعليمية في مصر، حيث كان لتبعات وباء فيروس كورونا دور ملحوظ في تعميم ثقافة جديدة في التعليم المصري وهي ثقافة التعلم الالكتروني سواء على مستوى المدارس والجامعات مما دفع الوزارات المعنية لمضاعفة الجهود لخلق منصات تعليمية مختلفة للتعليم الالكتروني لاستكمال العملية التعليمية وسد أى فجوة قد تنتج عن تفاقم الأزمة.
وفي ذات السياق، حرصت الكثير من الجامعات المصرية على التعاقد مع منصات مختلفة لتوفير كافة احتياجات الطالب المتعلقة بالمقررات الدراسية مع مراعاة فتح قنوات متعددة للتواصل بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والتوسع في نشر المحتوى كما مكنت تلك المنصات الطلاب من التخلص من العديد من المشاكل المعتادة مثل ظاهرة ارتفاع رسوم الكتب الجامعية وتفادي مشكلة تصحيح الأوراق وتعتبر طفرة في ميكنة الامتحانات وتطبيقها الكترونيا إلى جانب حرص أساتذة الجامعات على تسجيل المحاضرات لتكون مرجع للطلاب في أي وقت ولكن كالمعتاد لا تخلو أى تجربة خاصة في بداية تطبيقها من مشاكل وعوائق مختلفة سواء من جانب الطلاب أو أعضاء هيئة التدريس.
مشاكل مهنية
أشار الطالب محمد الغول، طالب بالفرقة الرابعة في كلية تجارة شعبة انجليزي جامعة طنطا، إلى تنوع المشاكل ما بين مشاكل تقنية ومشاكل مهنية بالإضافة إلى طول مدة المحاضرة بطريقة تصل الطالب إلى حد الملل.
كما أشار الغول إلى عدم تفهم بعض أساتذة الجامعات لطبيعة التعلم الإلكتروني وما يفرضه من تغيرات سواء في طريقة الشرح أوطريقة التفاعل مع الطلاب أثناء المحاضرة، موضحا عدم توافر امكانية تسجيل المحاضرات في بعض تطبيقات التعلم الالكتروني المستخدمة في التدريس وفي حالة التسجيل يتم توقفه بعد مرور ساعة واحدة فقط من وقت المحاضرة.
المحاضرات المسائية
وعلى صعيدا متصل، أوضح الطالب عبدالرحمن جمال، طالب بالفرقة الثانية في كلية إدارة الأعمال الجامعة البريطانية في مصر، أن الهدف الرئيسي من دخول الجامعة الاستفادة من خبرة أساتذة الجامعات والمعيدين ولكن التعليم الالكتروني يقلل من فرص الاستفادة الحقيقية من تلك القامات إلى جانب اقتحام التعليم الالكتروني لحياة الطالب الاجتماعية فزالت الفواصل بين الحياة العلمية والحياة الاجتماعية، بالاضافة إلى المحاضرات المسائية حسب مواعيد الدكاترة المتاحة دون مراعاة مدى مناسبة تلك المواعيد للطلبة.
تأجيل العملي
قالت الطالبة راندا هاني، طالبة بالفرقة الخامسة في كلية الصيدلة الجامعة الألمانية في القاهرة، إن من المستحيل تطبيق العملى إلكترونيا لأن العملى يتطلب التواجد بمعامل الكلية للتجربة والملاحظة والإشراف المباشر من قبل الدكاترة مشيره إلى حرص الجامعة على تأجيل تطبيق العملى لحين العودة مرة أخرى كما حدث في الفصل الدراسي الماضي وتم استكمال العملى بالفعل في اجازة الصيف.
مشاكل تقنية
وأشار الطالب زياد شاهين، طالب بالفرقة الثالثة في كلية إعلام جامعة القاهرة، إلى ضرورة تقسيم جدول المحاضرات بطريقة تساعد الطالب على الحفاظ على تركيزه بسبب طول مدة المحاضرات واستمرار المحاضرات لمدة 6 ساعات متواصل إلى جانب ضياع جزء كبير من وقت المحاضرة في مشاكل تقنية بسبب عدم تدريب وتأهيل القائمين على العملية التعليمية بصورة كافية كما عبر عن استيائه من تطبيق الامتحانات بشكل الكتروني بسبب خاصية عدم اتاحة الدخول مرة أخرى إلى الامتحان في حالة حدوث أى مشكلة تقنية طارئة.
كما أوضحت ميرنا أحمد، طالبة بالفرقة الثالثة في كلية السياسة والاقتصاد جامعة القاهرة، طبيعة المشاكل التقنية التي تواجهها خاصة مع ضعف سرعة الانترنت لأن منصة بلاك بورد تتطلب سرعة نت معينة لتتمكن من الدخول للمحاضرة مشيره إلى طبيعة مقررات الكلية الأدبية النظرية التي لا تحتاج للتدريب العملى بشكل كبير ، كما عبرت عن رضاها من امكانيات منصة بلاك بورد سواء في تسجيل المحاضرات بغض النظر عن عدد الساعات وهو ما يفتقره كثيرا من مواقع وتطبيقات التدريس بالإضافة إلى امكانية تسليم الابحاث وظهور الدرجات بعد اجراء الامتحان مباشرة ولعل من أهم مشاكل المنصة أثناء الامتحانات عدم وجود امكانية العودة إلى سؤال سابق مما يثير مشاعر القلق والتوتر أثناء اجراء الامتحانات.
الأعباء المالية
وأشارت الطالبة نسمة أحمد، طالبة في كلية الصيدلة جامعة القاهرة إلى الأعباء المالية التي يتحملها الطالب بسبب التكلفة الباهظة لأسعار باقات الانترنت للتمكن من الدخول إلى المحاضرة أو تحميلها فضلا عن صعوبة التأقلم بصورة سريعة مع ثقافة التعلم الالكتروني باعتباره شئ جديد سواء بالنسبة للطلاب أو أعضاء هيئة التدريس وبعض المنصات مازالت في مرحلة التجربة وبالفعل تحتاج لتطويربشكل أكبر لمسايرة العملية التعليمية.
صعوبة العملي الكترونيا
وفي إطار ذلك، ذكرت الطالبة أشرقت ماجد، طالبة في كلية العلاج الطبيعي جامعة القاهرة،طبيعة المشاكل التقنية الخاصة بالتعامل مع منصة بلاك بورد مثل ضغط الطلبة على المنصة في نفس الوقت خاصة أثناء اجراء الامتحانات مما يؤدى لحدوث مشاكل فنية بجانب عدم ظهور لينك الامتحان للكل في نفس الوقت وأحيانا تظهر مشاكل تقنية فنية أثناء التسجيل أو الحفظ فضلا عن صعوبة شرح الجزء العملى بشكل الكتروني.
وأضاف الطالب عبدالله السيد، طالب بالفرقة الثالثة في كلية الهندسة الجامعة الألمانية في القاهرة، أن طبيعة دراسته تقتضى التواجد بالكلية والاحتكاك المباشرمع المشرفين بجانب عمل مشاريع جماعية التي يصعب التدريب عليها الكترونيا وهو ما تسبب في تأجيل المشروع لنهاية العام موضحا أن المقررات النظرية فقط هي التي تصلح للتدريس عن بعد.
تضرر الكليات العملية
وفي السياق ذاته، قالت الطالبة علياء أحمد، طالبة بالفرقة الرابعة في كلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان، إن أكثر الكليات تضررا من الاونلاين الكليات العملية التي تتطلب التفاعل المباشر مع الأساتذة ولطبيعة تخصصها قسم تصميم داخلى وأثاث بيحتاج دائما لملاحظات مباشرة وتعديلات يدوية و بالرغم من محاولات الدكاترة لتوجيه الطالب سواء من خلال عمل اجتماعات لايف من خلال تطبيق زوم أو من خلال ميكروسوفت تيمز وحرصهم على مشاركة شاشة share screen لتوضيح الأمور بشكل أكبر للطلاب لكن ذلك لا يساعدهم على الاستيعاب الوافي بقدر استفادهم أثناء التواجد بالكلية.
كما أشارت الطالبة ندى محمد،طالبة بالفرقة الثالثة في كلية الزراعة جامعة عين شمس، إلى الظلم الذي يقع على الطلاب من تطبيق التعليم الالكتروني وهو ما يحرم الطلاب من الاستفادة الحقيقية والاستيعاب الوافي سواء من المقررات العملية أومن التطبيق داخل معامل الكلية مؤكده صعوبة التواصل مع الدكاترة من خلال التعليم عن بعد إلى جانب الاعتماد على تطبيقات ومواقع تدريس فقيرة الامكانيات .
ويذكر أن أهم المنصات التعليمية المستخدمة في الوقت الحالي منصة جامعة القاهرة التعليمية الذكية smart cu التى أحدثت نقلة نوعية من خلال التوظيف الفعال للتقنيات الرقمية الحديثة لتتضمنها مجموعة من الأنظمة المتكاملة من أهمها نظام black board ونظام collaborate للاجتماعات والمؤتمرات ونظام متكامل للمراجع العلمية والمواد التعليمية ونظام الامتحانات Assessment Gourmet بالإضافة إلى أدوات تعليمية أخرى متعددة بجانب اعتماد عدد كبير من الجامعات الخاصة والدولية على مواقع تخص الجامعة ذاتها لتوفير كل ما يحتاجه الطالب لاستكمال العملية التعليمية الكترونيا بالإضافة إلى مواقع وتطبيقات أخرى أكثر شيوعا واستخداما مثل زوم ,google class room Google meet, وMicrosoft Teams وغيرها من المواقع المستخدمة في التدريس عن بعد بما يضمن الحد الأدنى من معايير إتمام المناهج الدراسة.