المشهد الأول أطباء حول سرائر يحاولون إنقاذ أرواح أنهكها الفيروس التاجي كورونا، أسطوانات الأكسجين لا تلبث ساكنة دون التحرك لإعطاء نفس للحياة لأحد المرضى، ملابس وقائية تصل إلى درجة حروق جسدية في محاولة منع نقل العدوى، حرب طبية من المقام الأول يقف لها بالمرصاد الأطباء والممرضين وكل من يعمل داخل جدران المستشفيات، ويستعد لها أطباء المستقبل.
المشهد الثاني بعض من أطباء المستقبل يضربون قرارات الدولة المصرية في عرض الحائط، حينما قرروا أن ينتهزوا فرحة لحظية دون وعي أو مسئولية، ويضربون بإجراءات الاحترازية عرض الحائط، وهم أهل الطب والدرع الواقي لكل مريض، بل وصل بهم الأمر أن ينسوا أنهم سيقسمون قسمًا سيكون أحد من السيف على رقابهم حتى الموت؛ للحفاظ على الأرواح، ماذا حدث؟
احتفال طلاب طب عين شمس أثناء جائحة كورونا:
الفرق بين المشهدين بين كوضوح الشمس حينما تشرق، المشهد الثاني حدث من الدفعة رقم 21 من خريجي كلية الطب جامعة عين شمس أثناء جائحة كورونا، حينما أجروا حفلة تخرج وكسروا ” قلة“ كأحد مراسم الاحتفالات الطلابية الخاصة بهم، واستقدموا مزمار بلدي، وتراقصوا على موسيقى الدي جي، وتعانقوا وحمل بعضهم الآخر، فرحين بالتخرج متانسين الوباء.
وبالرجوع إلى مسئولي الجامعة، أجابت الدكتورة هبة شاهين، المستشار الإعلامي لجامعة عين شمس، لبيان حقيقة الأمر، في تصريحات خاصة لـ «صدى البلد جامعات»، حيث قالت: «الفيديو لخرجيين من الكلية وليس طلاب، كما أن الجامعة لم توافق علي إقامة حفل تخرج لطلابها الفترة الاخيرة تنفيذًا لقرارات المجلس الأعلى للجامعات واتباع تعليمات وزارة الصحة من التباعد الاجتماعي ومنع التجمعات داخل الحرم الجامعي».
وتابعت: «الخرجيين اتفقوا مع بعضهم وعملوا الحفلة بعيدًا عن الجامعة والجامعة غير مسئولة عنهم».
إن المتأمل فيما فعله خريجي الدفعة رقم 21 في كلية الطب جامعة عين شمس، يجد أن طلابًا مقبلين على حياة عملية في ظروف شديدة القسوة على العالم أجمع، فأرادوا أن يغتلسوا دقائق من الفرحة قبل سنوات من الشقاء، لكن هل تدبر ملائكة الرحمة أن خطأ أهل العلم بألف خطأ، وقد غرهتهم فرحتهم، فأصبحوا محل انتقاد.
لقد مرت هذه الدفعة بالفعل بظروفًا استثنائية بسبب وباء الكورونا وتوابعه الجسدية والنفسية التي لاحقت الجميع، مما خلق مناخا تشاؤميًا، ولكن يبقى السؤال هل ما حدث من طلاب هذه الدفعة سيمر بسلام أم سيكشر الوباء لهم عن أنيابه.