العالم الدكتور هاني الناظر.. رجل حفر اسمه بين عامة الناس ودخل القلوب سريعًا، بعد أن اتخذ الخير طريقًا له في تلبية احتياجات الصغير قبل الكبير، والفقير قبل الغني، بمجاله الذي رفع فيه شعار الإنسانية أولًا، طبيب البسطاء ذائع الصيت، والذي تفرد بمكانة خاصة بمجاله الفريد في الطب بعد أن استطاع أن يحظى بشعبية كبيرة وضعته في مصاف رجالات الطب.
“الناظر”… الذي خطواته الأولى باحثًا في المركز القومي للبحوث عام 1976، يحتفل اليوم بعيده ميلاده السبعين، هو من مواليد محافظة الجيزة عام 1950، وسخر حياته وعمله لخدمة مهنته الذي دائمًا ما يعتز به وراحة المرضى، لذا نجح في أن ينال لقبًا ضمن ألقاب عدة أشهرها “طبيب الغلابة – طبيب السوشيال ميديا – الإنسان” بما يسخره من مساعدات للمرضى الفقراء في الحصول على العلاج والدعم معنويًا ونفسيًا إلى الجانب الطبي، كذلك الاستشارات الطبية عن طريق الباب الأوسع انتشارًا في عصرنا الحالي وهو منصات مواقع التواصل الاجتماعي”فيسبوك”.
لم يأخذ الناظر، وقتًا طويلًا حتى يصبح أشهر طبيب عبر “السوشيال ميديا”، بعد أن كرس مجهوده لخدمة متابعيه من المرضى والتجاوب مع سيل أسئلتهم التي يتم طرحها عبر صفحته الشخصية، التي يعرفها الآلاف بل الملايين دون مقابل، ليحجز مكانة خاصة لدى العامة من المصريين.. خاصة أنه لا يألو جهدًا في التفاعل مع أي استشارة طبية تأتي من رواد التواصل الاجتماعي عبر المنصات الفيسبوكية، فكان من الطبيعي أن يمن الله عليه باكتشاف علاجًا لمرض الصدفية الذي استفاد منه الآلاف.
إن المتأمل لصفحة الدكتور هاني الناظر عبر الفيسبوك، يجد أن الطبيب الشهير يتعامل مع آلاف الأسئلة والاستشارات الطبية بكل جدية، حيث تشعر وكأنك في عيادة طبيب بالفعل، فيناقش السائل والطالب ويدون كل ملاحظاتهم وشكاواهم، ثم بكل إنسانية تبدأ أنامله في الضغط على الزر الإلكتروني ليكتب الأدوية بكل دقة دون أن ينتظر أي شيء، لم يتوقف عند هذا الحد بل أنشأ مركزًا لعلاج المرضى غير القادرين بالمجان.
خلاف ما يسطره الطبيب الناظر في مهنته وتخصصه فإنه إن لم يستطع تشخيص الحالة عن قرب عبر منصات “السوشيال ميديا” يطلب الحضور إلى عيادته دون حجز أو الوقوف في الطابور في انتظار الدور، ليضرب مثلًا حيًا في تطبيق “في خدمة المريض” دون تجاهل، بل متفاخرًا بأن ما وهبه الله من نعمة العلم والطب سيسخرها مساعدًا ليس أكثر في تضميد جراح المرضى وعلاجهم.
يتمتع الناظر، بفطنة كبيرة في مجاله والاتسام بالهدوء في التشخيص وتحليل أي أزمة طبية، وهو ما أظهره خلال أزمة جائحة كورونا الحالية في كتاباته وعبر القنوات الفضائية أو حسابه الخاص الذي يتابعه أكثر من مليون شخص عبر موقع التواصل الاجتماعي الشهير “فيسبوك”، فهو دائم الحضور لأي تحليل علمي طبي، فأصبح طبيب البسطاء والأغنياء عبر السوشيال ميديا.
الناظر الطبيب، هو أستاذ باحث في شعبة البحوث الطبية في المركز القومي للبحوث منذ عام 2009، وأول من اكتشف برنامج علاج مرضى الصدفية في سفاجا بالبحر الأحمر، وهو أحد من أستاتذة الجلدية، ويعد واحدًا من المشاركين في ملحمة العبور بحرب 6 أكتوبر 1973، الذي انتصر فيها الجيش المصري لكرامة شعبه ورفع العلم المصري على سيناء مجددا وإعادة الأرض التي اغتصبها العدو المحتل.
شغل الناظر، عدة مناصب في المركز القومي للبحوث فعمل في البداية كمساعد باحث في قسم الفارماكولوجي، ثم مدرسا مساعدا في ذات القسم وباحثا، ثم أستاذًا باحثًا ثم رئيسًا للمركز في الفترة من 2001 وحتى 2009، كما أنه شارك في صياغة مواد البحث العلمي بالدستور الجديد، وأنشأ مركزًا لعلاج المرضى غير القادرين بالمجان، كما أن له الفضل في تحضير مصل إنفلونزا الطيور عام 2006.
وتكللت مسيرة الطبيب الناظر، بالعديد من الجوائز منها جائزة التقدير العلمي من المركز القومي للبحوث عام 2009، وجائزة العام من رابطة علماء المصريين في أمريكا وكندا عام 2008، كما أنه نال أكثر من درع وتكريم من أكاديمية البحث العلمي في عيد العلم ثم جائزة التفوق العلمي في العلوم الطبية من المجلس الأعلى للثقافة والعديد من الجوائز.
لم يملك “صدى البلد جامعات” إلا هذه الكلمات ليعبر عن تقديره للدكتور هاني الناظر، أحد قامات مصر الطبية، ليهنئه بعيده ميلاده، متمنيا له موفور الصحة والنجاح وأن يكون دائمًا مساعدًا وملبيًا لخدمة عامة الناس.