قال الدكتور محمود محي الدين المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي، إن جائحة فيروس كورونا كانت لها تأثيرات سلبية اقتصادية واجتماعية و بيئية عالميا، مضيفا أن سبب انتشارها جاء نتيجة تجاهل تطبيق الهدف الثالث للتنمية المستدامة المتعلق بصحة ورفاهية الأفراد.
ندوة نقاشية افتراضية عبر شبكة الإنترنت
وأضاف محيي الدين، خلال ندوة نقاشية افتراضية عبر شبكة الإنترنت webinar ، نظمتها الجامعة الألمانية بالقاهرة، حضرها طلاب وأعضاء هيئة تدريس كليتي تكنولوجيا الإدارة و إدارة الأعمال بالجامعة الألمانية بالقاهرة GUC و الجامعة الألمانية الدولية GIU بالعاصمة الإدارية ، انعقدت الندوة بعنوان ” الأقتصاد السياسي العالمي : المخاطر و الفرص “.
و أشرف على تنظيمها السفيرة نهاد زكري مسئول تخطيط السياسات الدولية بالجامعة، و أدارتها كل من الدكتورة نهى البسيوني وكيل كلية تكنولوجيا الإدارة للشئون الأكاديمية ورئيس قسم التسويق بكلية تكنولوجيا الإدارة، و الدكتورة دينا يسري الأستاذ المساعد للاقتصاد والإحصاء بالكلية .
وتأتي هذه الندوة في إطار حرص الجامعة أن تكون شريك رئيسي في مناقشة التحديات المحلية و الأقليمية و العالمية المشتركة التى تواجه العالم خلال تلك الحقبة الزمنية من أثار تداعيات جائحة كورونا مع الخبراء و المتخصصين المحليين و الدوليين بغرض تقديم رؤية شاملة للأبعاد المختلفة لهذه التحديات مع طرح الحلول لمجابهتها .
وذلك بحضور الدكتور ياسر جمال حجازي رئيس الجامعة ، الدكتور إيهاب كامل أبو الخير نائب رئيس الجامعة للشئون الطلابية وعميد كلية تكنولوجيا الإدارة ، و الدكتور إيهاب ياسين نائب عميد الكلية للشئون الطلابية.
وأشار إلى أن هذه الأزمة التي ألمت بشعوب العالم دفعت الدول وخاصة مصر و الدول النامية أن تتضامن معا بتكثيف جهودها في إعادة ترتيب أولوياتها و الإستثمار في العديد من المجالات الحيوية ويأتى فى مقدمتها تجويد ـدوات التعليم والتعلم في العلوم التطبيقية ، إجادة الإعتناء برأس المال البشري ، حسن إدارة منظومات الرعاية الصحية الشاملة، الاستمرار فى دعم الأساليب التي تقودها البلدان لتخطيط وتنفيذ ومتابعة تقييم برامج للبنية التحتية مستدامة وشاملة وقادرة على الصمود ، دعم سبل الاستثمار في الرقمنة و التكنولوجيا و الذكاء الاصطناعي و دمجهم في النشاط الاقتصادي لتعزيز التعافي من جائحة فيروس كورونا مع ضرورة إتقان مجموعة أدوات المهارات الرقمية ، فالشعوب حاليا تعيش فى خضم ثورة رقمية يستعملون الأجهزة والخدمات الرقمية في العمل وفي جميع جوانب حياتهم.
وأوضح محيي الدين، أن هناك اتجاهات كبرى تشكل مستقبل الاقتصاد العالمي منها التحولات الديموجرافية المرتبطة بمعدل النمو السكاني ، التغير المناخي ، التوسع الحضري السريع ، تطوير البنية التحتية ، مضيفا بأن على كل دولة رسم خطتها الخاصة التى تواكب أهداف التنمية المستدامة بالمعايير اللازمة والتمويل الملائم.
وفى السياق ذاته استعرض محي الدين نماذج تطبيقية لدول استطاعت احتواء هذه الأزمة و إدارتها بكفاءة نتيجة لاستثمارهم المسبق في مجالات الصحة و التعليم و رأس المال البشري وهم كوريا الجنوبية و اليابان و الصين، مشيرا إلى برنامج الإصلاح الإقتصادي الذي وضعته مصر وأعتمدته منذ 2016 ساهم في تعزيز صلابة الاقتصاد ، ومساندته في التغلب على أي تداعيات سلبية جرّاء الأزمات التي قد تواجهه، لاسيما أزمة جائحة كورونا التي يشهدها العالم حاليا، مشددا على أهمية مواصلة النمو الاقتصادي دون انقطاع للوصول إلى الأهداف المنشودة.
يذكر أن الدكتور محمود محيي الدين شغل مناصب محلية و دولية متعددة كان آخرها عمله السابق في البنك الدولي نائبا أول لرئيس مجموعة البنك الدولي للتنمية المستدامة و العلاقات مع الأمم المتحدة و المشاركات؛ ثم تولى منصبه الحالي مبعوثاً للأمين العام للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة وبذلك احتفظت مصر بهذا المنصب من خلال انتخابه لتمثيل مصر والدول العربية في صندوق النقد لدعم أهداف الدول العربية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs) في المنطقة العربية من خلال تلبية أجندة الأمم المتحدة 2030 ، واستكشاف التحديات والفرص لمستقبل المجتمعات العربية ، وتوفير إطار عربي شامل لمناقشة قضايا التنمية المستدامة في العالم العربي.