«طب نيو جيزة» يجب أن يكون للكلية دور فاعل للمشاركة فى إيجاد حلول للمشاكلات والتحديات محليًا وعالميًا
استضافت كلية الطب البشري في جامعة نيو جيزة Newgiza، ولأول مرة في مصر منتدى Lancet Countdown Report on Health and Climate Change والذي قام بتنظيمه طلاب كلية الطب البشري بالجامعة، إيمانًا من قيادات الجامعة وطلابها بأهمية المشاركة وتسليط الضوء على الموضوعات الطبية والبيئية المختلفة والتي تخص المجتمع الدولي.
وقد شارك في انطلاق المنتدى الأبرز سنويًا في مجال التغير المناخي والصحة العامة كل من الدكتور سامح فريد رئيس جامعة نيو جيزة، والدكتورة لميس رجب نائب رئيس جامعة نيو جيزة، والدكتورة لمياء محسن عميد كلية الطب بجامعة نيو جيزة، إلى جانب العديد من القيادات والشخصيات المرموقة والمؤثرة في مجالات البيئة والمناخ والصحة على رأسهم الدكتورة مواهب أبو العزم الرئيس التنفيذي السابق لجهاز شئون البيئة المصري، والدكتورة أليس ماكجوشين مديرة برنامج The Lancet Countdown والدكتورة مها العدوي مديرة الحفاظ على الصحة وتعزيزها في منظمة الصحة العالمية، وقد ضمت المناقشات أيضاً الطالبة أمنية العمراني وهي بالسنة الأخيرة بكلية الطب البشري جامعة عين شمس، ورئيس اللجنة الدائمة للصحة العامة في الاتحاد الدولي لجمعيات طلاب الطب.
وتناول المنتدى الإلكتروني العديد من الموضوعات الهامة والملحة فيما يخص التغيرات المناخية ومنها المشاكل الصحية المترتبة على تغير المناخ، وتأثير التغير المناخي على الاقتصاد والزراعة والصحة العامة وصولاً إلى نقص منسوب مياه نهر النيل وزيادة حدة الكوارث الطبيعية.
وقال الدكتور أحمد سامح فريد، إن العالم يجب أن يكون مستعد في الحقبة القادمة لأن لدينا تحديًا كبيرًا في هذه القضية، لافتا إلى أن تغير المناخ هو قضية صحية عامة قد تم ربطها بالحالات المرضية المزمنة مثل أمراض الكلى والاكتئاب ومرض الانسداد الرئوي المزمن، وهو ما قد يدفع استجابة جسم الانسان للاعتداءات البيئية الحالية إلى أقصى الحدود.
وأضاف رئيس جامعة نيو جيزة، أن تغير المناخ يؤثر على المحددات الاجتماعية والبيئية للصحة والهواء النظيف ومياه الشرب الآمنة والغذاء الكافي والمأوى الآمن، موضحًا أنه على الصعيد العالمي هناك تضاعف في عدد الكوارث الطبيعية المتعلقة بالطقس، وتتسبب هذه الكوارث كل عام في وفاة أكثر من 60 ألف شخص، معظمهم في البلدان النامية، وأن التغير المناخي سيؤدي إلى ارتفاع مستويات سطح البحر والظواهر الجوية السيئة بشكل متزايد مما يتسبب في تدمير المنازل والمرافق الطبية وغيرها من الخدمات الأساسية.
وأشار رئيس جامعة نيو جيزة، إلى أن جميع السكان سيتأثرون بتغير المناخ وخاصة الأطفال الذين يعيشون في البلدان الفقيرة، مشددا على أنهم أكثر الفئات عرضة للمخاطر الصحية ومن المتوقع أيضًا أن تكون الآثار الصحية أكثر حدة على كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مزمنة.
من جانبها، قالت الدكتورة مواهب أبو العزم، إن مصر لديها استراتيجية وطنية تهتم بالموارد المائية والمحاصيل الزراعية، وأنها تعتمد على 95٪ من المياه العذبة لنهر النيل، لافتة أن مياه نهر النيل ستتأثر بشكل كبير.
وشددت مواهب على أهمية خلق آليات للتكيف في مصر لمنع أي تأثير مناخي على الصحة، وأن التغير المناخي سيكون له تأثير سلبي كبير على الاقتصاد المصري نظرًا لأن الزراعة تتأثر بدرجة كبيرة بتغير المناخ.
فيما أكدت الدكتورة لميس رجب، أن تغير المناخ يُعد أكبر تهديد للصحة العالمية في القرن الحادي والعشرين، والذي يمثل تهديد جاد وخطير على أصول الصحة العامة والبنية التحتية، لافتة أنه سيصعب على البشرية التكيف مع المخاطر البيئية المدمرة التي قد تحدث نتيجة تغير المناخ.
وشددت على أهمية إدراج تغير المناخ وعواقبه المحتملة في المناهج الدراسية لكليات العلوم الصحية لتخريج أجيال أفضل من مقدمي الخدمة الصحية قادرين على التعامل مع المشاكل البيئية خاصة مع زيادة اهتمام الطلبة بتلك المستحدثات.
من ناحيتها، أعربت الدكتورة لمياء محسن، عن سعادتها بأن تكون كلية الطب بجامعة نيو جيزة هي المنصة الأولى في مصر التي تقوم بإطلاق منتدى مناقشة تقرير Lancet Countdown المتميز والفعال.
وأوضحت أن استضافة هذا المنتدى يعزز إيمان الجامعة بأهمية كونها جزء لا يتجزأ من المجتمع، مؤكدة على ضرورة أن تكون كلية الطب بالجامعة ذات دور فاعل للتوعية والمشاركة فى محاولة إيجاد الحلول للمشاكل والتحديات على المستوى المحلي والمستوى العالمي أيضًا.
فيما أوضحت الدكتورة أليس ماكجوشين، أنها منذ عام 2015 قدمت تقارير سنوية تتعقب تغير المناخ كخطوة لتحويل تغير المناخ من تهديد لصحة الإنسان إلى الاستجابة لتغير المناخ.
وأضافت، أن هناك 43 مؤشراً تضمنه تقرير Lancet Countdown لعام 2020 منها مؤشرات تشمل الوفيات المرتبطة بالحرارة والهجرة ونزوح السكان، وصعوبة الوصول إلى المساحات الخضراء والفوائد الصحية للأنظمة الغذائية منخفضة الكربون والتكاليف الاقتصادية الظواهر القصوى للحرارة وفقدان قدرة العمل، وإلى أي مدى تشارك اتفاقية إطار الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (UNFCCC) في تحسين الصحة العامة.
فيما أكدت الدكتورة مها العدوي، أن المشكلة الرئيسية للتدهور المناخي هي أن العاملين في المجال الصحي على مستوى العالم لا يحسمون القضايا بوضوح، وأن هذا التقرير في هذا التوقيت يعد أحد أهم الممارسات المبذولة في المزيد من الاهتمام بقضايا البيئة والمشاكل الصحية الناتجة عنها.
وتعد لانست (Lancet Countdown) من المجلات الطبية الرائدة على مستوى العالم، وقد تأسست عام 1823 والمصنفة في المرتبة الثانية حاليًا من أصل 165 مجلة متخصصة في مختلف المجالات الطبية.
ويهدف المنتدى إلى تسليط الضوء على الروابط بين الصحة وتغير المناخ والتي لا يمكن إنكارها ومناقشة التقرير السنوي للعام 2020، وقد شارك في وضع هذا التقرير 120 خبيرًا عالميًا من 38 مؤسسة أكاديمية ووكالات تابعة للأمم المتحدة وقد نظروا وبحثوا في أكثر من 40 مؤشر من كل قارة لنشر تقرير لانسيت لعام 2020 عن الصحة وتغير المناخ.