يشهد العالم اليوم الأثنين، الموافق 21 من ديسمبر 2020، ظاهرة فلكية لم تحدث منذ عام 1623 عام والتي يطلق عليها ظاهرة ” الإقتران الكبير”
من المنتظر أن يقترب كوكب المشتري وكوكب زحل من بعضهما البعض في السماء، فيما يعرف بالإقتران الكبير، عندها سيكون الكوكبين على بعد 0.1 درجة فقط، و هذا التقارب الشديد هو فقط ظاهريا في السماء.
فى الواقع تبعد الكواكب حوالي 600 مليون كيلومتر عن بعضها وتتكرر هذه الإقترانات الكبيرة بين كوكب المشتري وزحل كل 19.5 سنة. ومع ذلك، فإن هذا هو الأقرب منذ عام 1623 م، ومن المنتظر أن يكون الإقتران التالي بعد 60 عامًا.
والجدير بالذكر ان هذه الإقترانات ليس لها اى تأثير على كوكب الأرض ولا على البشر وذلك لوجود هذه الكواكب على ابعاد شاسعة من الأرض.
متابعة الظاهرة:
يمكن رؤية الكوكبين في مجال رؤية واحدة من خلال تلسكوب صغير أو منظار، إلا أن هذا في الأساس ممكن تمييزه بالعين المجردة، بعد غروب الشمس مباشرة اليوم.
قال الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن من بين تلك الظواهر، اقتران بعض الأجرام مع بعضها، مثل اقتران كوكب المشترى مع كوكب زحل، اثنين من كبار كواكب المجموعة الشمسية، لذا يطلق عليه الاقتران العظيم. والاقتران العظيم بين المشتري وزحل بدءا منذ أيام ويبلغ ذروته اليوم الإثنين بعد غروب الشمس مساء وبداية الليل وبالتزامن مع الانقلاب الشتوي – بالنصف الشمالي للكرة الأرضية- حيث سيفوق اقترابهما لمسافة أقل من0.1 درجة قوسية ألمع نجوم السماء في تلك الليلة.
كما صرح الدكتور أسامة رحومة، رئيس معمل أبحاث الشمس بالمعهد، بأن هذا المشهد سيكون لافتا للنظر بدأ من يوم 17 ديسمبر الحالي حيث يكون زحل على يسار المشتري وحتى اقترانهما التام في 21 ديسمبر الحالي حيث يتبادلا أماكنهما في السماء فيكون المشتري على يسار زحل، ثم متابعة ابتعادهما التدريجي عن بعضهما البعض والذي سيكون ملحوظا بدأ من يوم 25 ديسمبر الحالي وحتى نهاية العام الى ان يبدو انفصالهما واضح للعيان .
وأوضح أنه يمكن للمتابعين من الهواه والمهتمين رؤية الاقتران بالعين المجردة، ولا يوجد خطورة من ذلك، الا ان مشاهدته من خلال التلسكوب فسنتمكن من رؤية أقمار المشتري الأربعة الكبيرة (أوروبا – آيو – كاليستو – جانيميد) .
جدير بالذكر ان هذا الاقتران يتكرر كل فترة 20 عاما، حيث كان أخر اقتران في مايو 2000، ولكن لم يكن الاقتران بهذا القدر من القرب من الأرض سوى من 800 عام، وهذا ما وصف هذا الحدث الفلكي بأنه نادر
وحذر المعهد، من حديث المنجمين الذي سيكثر حول هذا الحدث وما سيتبعه من توقعات كنوع من العلامات أو ما شابهة ، وهنا لا ينبغي الإنصات لهم على الإطلاق فالتنجيم ما هو إلا حرفة تعتمد على مفاهيم ظنية لاستنباط المجهول ، موضحا أنه أمر مكروه في الدين ومرفوض من المجتمع ، فلا تجعل أمرا ما يعكر صفوك أو يفوت عليك الاستمتاع بالجمال المذهل لرؤية تلك الأجرام السماوية في شكلها الجميل في صفحة السماء.
وفي هذا الصدد سيقوم المعهد ممثلا في قسمي الفلك وابحاث الشمس والفضاء بتنظيم أمسية فلكية بمقر المعهد بحلوان يتخللها محاضرة تعريفية بهذا الحدث والإجابة على اي تساؤلات لهذا الاقتران، ثم رصد ومشاهدة الاقتران بالتليسكوبات الخاصة التي يتولى تشغيها متخصصين من المعهد.