قضت المحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة، اليوم السبت، بتوقيع عقوبة الفصل من الخدمة لسكرتير مكتب وكيل كلية الصيدلة لشئون التعليم والطلاب جامعة القاهرة.
صدر الحكم برئاسة المستشار عادل بريك، نائب رئيس مجلس الدولة، وعضوية المستشارين صلاح هلال والدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي ونبيل عطاالله وأحمد ماهر نواب رئيس مجلس الدولة.
وتضمنت لائحة الاتهام للموظف (م.ن.إ.ط) أنه أثناء الاحتفال باليوبيل الفضي للكلية، وحفل تكريم خريجي الدراسات العليا، دخل دورة المياه الخاصة بوكلاء الكلية، رغم وجود زميلته (ي.ف.م) سكرتيرة بذات المكتب بدورة المياه الخاصة بوكلاء الكلية، لظروفها الصحية، وكان الباب مغلقًا عليهمًا لمدة تزيد على نصف ساعة.
وحينما قامت زميلاته بقرع الباب ودفعه بعد الإلحاح عليه، وجدن زميلتهن المذكورة ملقاة على الأرض في حالة إغماء، منزوعة البنطال إلى الركبة لحالتها الصحية بسبب ضيق في الصمام المترالي، وانخفاض ضغط الدم، وباقي ملابسها العلوية كاملة، وهو في وضع غير لائق يهم برفع بنطاله.
وقالت المحكمة، إنه يتعين على الموظف العام ومن بينهم العاملين في الجامعات المصرية ومعاهدها الالتزام بمدونات السلوك وأخلاقيات الخدمة المدنية، وأن الالتزام بها شرط للاستمرار بالخدمة، ويحظر عليه بصفة خاصة مباشرة الأعمال التي تتنافى مع الحيدة والتجرد والالتزام الوظيفي أثناء ساعات العمل الرسمية، كما يحظر عليه مباشرة أي نشاط أو إتيان أي سلوك من شأنه تكدير الأمن العام أو التأثير على السلام الاجتماعي، أو أي فعل يفقده حسن السمعة وطيب السيرة اللازمين لشغل الوظائف العامة أو الاستمرار في شغلها.
كما أكدت المحكمة، أن القيم الأخلاقية ضرورةٌ في المجتمع بحسبانها ركيزةً أساسيّة لسلامة العلاقات الاجتماعيّة خاصة في مجال الوظيفة العامة، لما لها من بالغ الأثر في تماسك المجتمع وقوته، ليحيا بها على الفطرة السليمة التي تتوافق مع الرسالات السماوية التي كرمت الإنسان، وأن الموظف العام بات ملزماً بمدونات السلوك وأخلاقيات الخدمة المدنية، فإذا ما ارتكب فعلا معيبًا من النواقص الأخلاقيّة والخصال الذميمة، فقد حسن السمعة وطيب السيرة اللازمين لشغل الوظائف العامة أو الاستمرار في شغلها.
واختتمت المحكمة، أن الثابت بالأوراق قيام الطاعن (م.ن.إ.ط) بصفته سكرتير مكتب وكيل كلية الصيدلة لشئون التعليم والطلاب جامعة القاهرة، بالتواجد مع زميلته ي.ف.م سكرتيرة بذات المكتب بدورة المياه الخاصة بوكلاء الكلية التي سبق لها وجودها بالحمام لظروفها الصحية، وكان الباب مغلقا عليهما أثناء احتفال الكلية باليوبيل الفضي وبخريجين الدراسات العليا وتواجدا بمفردهما داخل الحمام لمدة تزيد على نصف ساعة ونادت عليه زميلاته أكثر من مرة ليفتح الباب فتحجج بأنه يعدل رابطة العنق الخاصة به، وأنه لحظة خروجه من الحمام بعد الإلحاح عليه ودفع الباب، وجدن زميلتهن المذكورة في حالة إغماء ملقاة على الأرض.