كتب: رضوى محمد
بحر واسع المعرفة، نهر يفيض لا ينفد ولا يفرغ، ركنًا من أركان التنوع الثقافي للبشرية بأكملها، الأكثر استخدامًا وانتشارًا في العالم، إنها لغة الضاد.
حيث يحتفل العالم بأكمله اليوم الثامن عشر من كانون الأول/ديسمبر باليوم العالمي للغة الضاد، اللغة التي يتحدثها يوميًا ما يزيد على 400 مليون نسمة في منطقة الوطن العربي، بالإضافة إلى كونها من بين اللغات الأكثر استخدامًا في الإنترنت.
ويعتبر اليوم العالمي للغة العربية علامة في تاريخها، اليوم الذي قررت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة إدراج اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية، وذلك بعد اقتراح قدمته المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية للمجلس التنفيذي لليونيسكو خلال دورته الـ190، وتأكد ذلك في ديسمبر عام 1973م باعتماد اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة.
ولعل ما تميزت به اللغة العربية هو السبب وراء تسميتها بلغة الضاد، حيث لا توجد لغة في العالم تحتوي على حرف الضاد سوى اللغة العربية، وهو حرف صعب على أية لغة أخرى، ورغم وجود 28 حرف في اللغة العربية، عجز غيرهم عن إيجاد بديل لهذا الحرف.
ولأن العرب يميلون دائمًا للتميز، فكانت لغتهم من اللغات السامية، ويكفي اللغة رفعًة ذكر أنها لغة القرآن الكريم كما يستخدمها المسلمون في صلاتهم.
وظهر في الفترة من نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث العلماء المهتمين بدراسة اللغة وحروفها ومنهم “سيبويه، الأصمعي والخليل”، والذين أكدوا على جدارة اللغة العربية بحصولها على لقب لغة الضاد.
الجدير بالذكر أن عُمر اللغة العربية يبلغ 1700 عام على الأقل، وتغنى بها مختلف الأدباء والشعراء على مر العصور والتواريخ وذكرها أحمد شوقي قائلاً: “إن الذي ملأ اللغات محاسناً جعل الجمال وسره في الضاد”.