كتب: هدير علاء الدين
عندما تجتمع اللغة العربية بلغة الفن
إذا أردت إيصال فكرة ما لعدد كبير من الأشخاص بأبسط وأسرع الوسائل، فعليك بالفن، فلغة الفن هي لغة قائمة بذاتها، تهدف إلى الإرتقاء بالنفس البشرية، لذلك لا يختلف الكثير من الناس حولها، وإنما يسعون جميعًا لاستشعار ما بها من جمال ومعاني واضحة أو خفية.
في تجربة فريدة من نوعها، استطاع الشاعر محمود موسى، أن يجمع ما بين لغة الفن، واللغة العربية في آن واحد، ليقدم إلينا من على خشبة المسرح عمل فني ذو طابع تعليمي وتثقيفي، يتوجه للجمهور العام ككل، تحت مسمى “عيادة اللغة العربية”.
“عيادة” لعلاج مشكلات اللغة
تهدف “عيادة اللغة العربية” إلى كسر الحاجز بين الناس وبين اللغة العربية، وخاصةً شريحة الشباب، من خلال التقرب إليهم بهذا العمل الفني المسرحي، الذي يضم طاقم عمل كامل من الشباب، ويحاول الوقوف على أبرز أخطاء اللغة العربية الشائعة، ويسعى جاهدًا لتقديم الصواب في صورة مبسطة، باستخدام قوالب متعددة منها: “التمثيل، والغناء، وغيرها الكثير”.
مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة
وفي السياق ذاته، صرح الشاعر محمود موسى، لـ«صدى البلد جامعات»، بأن الفكرة قد جاءته في البداية عندما شعر بوجود حاجز يحول بين الناس وبين الشعر وتذوقه، فأدرك أن السبب الرئيسي يتمثل في الحاجز اللغوي، ومن هنا جاءت الفكرة في البداية بإنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” تحت اسم “كبسولات لغوية” عام 2010، لمحاولة إعادة إحياء اللغة العربية من جديد بشكل مواكب لمستجدات العصر التكنولوجي الذي نشهده الآن.
وتابع موسى، أنه مع زيادة إقبال رواد مواقع التواصل الاجتماعي على الصفحة، أخذ النشاط يمتد تدريجيًا، ليتم إطلاق ورش تدريبية بالجامعات، ثم أتت تجربة المسرح.
محمود موسى: “الخلل اللغوي أول الطريق إلى الخلل المعرفي”
وأشار موسى في حديثه، إلى أن قضية اللغة العربية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بقضية الوعي، فالتراث والتاريخ العربي بأكمله مستمد من اللغة العربية، بالتالي لا يمكن أن نتعرف علي أي منهم، بدون لغة عربية صحيحة، كما لا يمكن أن تؤدى العبادات اليومية بدون معرفة جيدة باللغة، لذلك الخلل اللغوي يصحبه دائمًا خلل معرفي.
صعوبات وتحديات
وعن العقبات والتحديات، قال “موسى”، إن أهم الصعوبات التي يواجهها تتمثل في اعتراض الناس على أسلوب تقديم القواعد باللغة العامية، ولغة الكوميكس، والكاريكاتير أحيانًا، وفي هذا الشأن علل “موسى” ذلك، بأن التقرب لجيل الشباب، لن يتم إلا باستخدام لغتهم، وذلك لاستقطابهم مرة أخرى لحب اللغة العربية.
انضمام فنانين مصريين لعيادة اللغة العربية
وعن المشروعات المستقبلية، صرح “موسى” لأول مرة بشروعه في تنفيذ فقرة جديدة بـ”عيادة اللغة العربية” تحت مسمى “تحدي الفصاحة”، ليتعاون من خلالها مع عدد من الفنانين المصريين، الذين لم يسبق لهم التمثيل باللغة العربية الفصحى، لإنتاج مشاهد مشتركة، تهدف لتعليم الناس قواعد اللغة بشكل فني بسيط.
وبسؤاله عن آماله، أجاب “موسى”، أن أكثر ما يأمله، هو أن تسلط الدولة والجهات المعنية الضوء على قضية نشر اللغة العربية، ومواجهة الخلل اللغوي الذي يعاني منه الجيل الحالي.