كتب: هدير علاء الدين
تعد اللغة العربية ركيزة أساسية من ركائز الهوية العربية، وبحر من المترادفات والتراكيب اللغوية الباهرة، التي تركها لنا الأجداد، لتكن منارة نستنير بها في رحلة فهمنا لتراثنا العربي، وعاداتنا وحتى أداء العبادات اليومية.
حيث يزعم البعض أن اللغة العربية، لغة لا تواكب العصر الحالي، بما شهده من متغيرات وتقدم تكنولوجي في شتى المجالات، وبما فيه أيضًا من انحدار للمستوى اللغوي، خاصةً بين الأوساط الشبابية.
اللغة العربية في رداء جديد
ومن هنا تصدرت مبادرات شبابية جديدة المشهد على مواقع التواصل الاجتماعي، لتدحض كافة الإدعاءات والمزاعم، التي روجها البعض عن عدم صلاحية أو ملائمة اللغة العربية للجيل الحالي “جيل السوشال ميديا”، من خلال قيامها بالاستفادة من التطورات التكنولوجية الحالية لإعادة إحياء اللغة العربية من جديد، مستهدفة بذلك جيل الشباب، وأيضًا كل محبي اللغة العربية.
شعاع الأمل ينبعث من بعيد
فجاءت مبادرة “اكتب صح” للكاتب الصحفي حسام مصطفى إبراهيم، والتي تم تأسيسها عام 2013، من خلال إنشاء صفحة تحمل نفس الاسم على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، ليستهدف من خلالها شريحة رواد مواقع التواصل الاجتماعي من الشباب، وذلك بالابتعاد عن الألفاظ والقواعد المهجورة للغة، والاعتماد على تقديم القواعد بشكل عملي مبسط من خلال قالب القصة والفيديو وأحيانًا “الكوميكس”، بالإضافة إلى تقديمه للعديد من الورش التدريبية، لتعليم اللغة العربية.
حسام مصطفى إبراهيم: “المشكلة في توصيل اللغة”
وصرح الكاتب الصحفي حسام مصطفى إبراهيم لـ«صدى البلد جامعات»، بأن الفكرة قد جاءته في البداية عندما عمل كرئيس ديسك صحفي في عدد من المؤسسات الصحفية، فاستطاع في خلال تلك الفترة أن يرصد الأخطاء اللغوية والمعلوماتية للصحفيين عن كثب، ويوجه كل منهم للصواب بشكل فردي، فلاحظ استجابة كبيرة منهم، وأصبح السبب جليًا أمام عينيه، وهو أن المشكلة الأساسية التي كانت تقف حائلًا بين الناس واللغة، هي طريقة توصيلها.
اللغة العربية والهوية
وتابع حسام، قائلًا: “اللغة العربية مش مجرد لغة، هي هوية، الشخص اللي مقرأش هو شخص منقطع عن عاداتنا وثقاليدنا وتراثنا”، مؤكدًا أن الاتجاه الحالي نحو تعلم اللغات هو أمر جيد، فتعلم اللغة العربية لا يعني عدم إتقان اللغات الأجنبية، ولكن إذا طغت اللغة الأجنبية عن اللغة الأم -خاصةً في المدارس الأجنبية التي يقبل عليها الكثير من أولياء الأمور- فكيف لهذا الجيل القادم أن يتقلد المناصب العليا من غير علم وإتقان بلغته الأصلية!، واستشهد في هذا الموضع برواية “يوتوبيا” للكاتب الراحل أحمد خالد توفيق، عندما شبه شريحة من المجتمع بالمنعزلين عن أحواله وعن باقي الفئات الأخرى.
وبخصوص العقبات والتحديات، قال حسام، إن الصورة الذهنية الخاطئة لدى الكثيرعن اللغة العربية، هي من أبرز التحديات التي واجهها عند تأسيسه للمبادرة، فكان عليه إقناع تلك الشريحة بأن اللغة العربية هي لغة سلسة وملائمة لكافة الأزمنة، وأن الخطأ اللغوي الصغير الذي يتداوله البعض فيما بينهم، كالحسنة الجارية، حيث يبدأ في الانتشار تدريجيًا حتى يتحول لكارثة لغوية.
وفي ختام حديثه، أكد على استمرار الورش التدريبية التي يقدمها من خلال مبادرته، ولكن بشكل إلكتروني، اتباعًا لقواعد التباعد الاجتماعي التي فرضتها أزمة فيروس كورونا، والتي يتم تقديمها بشكل مجاني تمامًا، على صفحة مبادرة “اكتب صح” على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، والموقع الرسمي للمبادرة، وقناة اليوتيوب الخاصة بها، وأيضًا صفحته الشخصية على موقع “فيس بوك”.