كتب – هدير علاء الدين
فن “الكاليجرافيتي”، هو فن إبداعي معاصر جمع بين أصالة اللغة العربية وحروفها وبين الفن والتصميم الحر على الجدران أو حتى على قطع الأثاث؛ بهدف إيصال رسالة معينة، أو تخليد بطولات وأمجاد، أو لتجميل المكان بشكل عام، من خلال هذا الفن الفريد من نوعه.
تم استعمال هذا مصطلح في البداية، من قبل الخطاط الألماني المعاصر (نيلز شوو مولمان) في عام 2007، أما بالنسبة لفن “الكاليجرافيتي” العربي على وجه التحديد، فقد ابتكره الفنان (إل سيد) وهو فنان فرنسي من أصل تونسي، زينت أعماله جدران المباني حول العالم.
بداية فن “الكاليجرافيتي“:
يرجح البعض أن فن “الكاليجرافيتي” جاء انطلاقًا من فن “الجرافيتي” أو ما يعرف بـ “فن الشارع”، الذي ينطوى على القيام برسم التصاميم، والنقش على الحوائط والجدران بالشوارع، باستخدام أدوات مختلفة.
“الكاليجرافيتي” والخط العربي:
استطاع هذا الفن أن يجمع ما بين العديد من الصفات والخصائص غير المألوفة في عمل إبداعي واحد يخرج إلينا بصورة غير اعتيادية تسر كافة الناظرين؛ فجمع ما بين التقليدية التي تتمثل في الاعتماد الكلي على اللغة العربية وحروفها، وما بين الحداثة التي تتمثل في التصميمات الملونة المبهرة، وأيضًا جمع بين الدقة الشديدة في انتقاء الكلمات والحروف، وما بين العفوية والتلقائية الشديدة في الابتكار بحرية دون تقيد بقواعد الخط العربي المعتادة.
طريقة انتقاء الحروف والكلمات:
يلجأ دائمًا “الكاليجرافيتي” إلى البساطة والتعقيد في آن واحد، فنراه يستخدم الحروف العربية بطرق مختلفة، تارة مجمعة في صورة كلمات أو عبارات معينة توصل رسالة ما، وتارةً أخرى في صورة حروف مفككة لزخرفة التصاميم، فالأساس في هذا الفن هو محاولة إبراز جمال اللغة العربية، والتأكيد على أنها من أهم ركائز الهوية الثقافية للأمة العربية ككل.