استضافت كلية الإعلام بالجامعة العربية المفتوحة بمصر الفنان سامح الصريطي ، في ندوة مفتوحة تناولت العلاقة بين الثقافة والإعلام ، والدور الذي يمكن أن تلعبه وسائل الإعلام في ظل التحديات التي تواجهها الدولة المصرية في المرحلة الراهنة ، ودور الفن في تنمية المجتمع وتدعيم قيمه وثقافته ، وذلك بمشاركة د عبدالحي عبيد مدير الجامعة ودكتورة نرمين خضر عميدة الكلية.
قال الفنان سامح الصريطي الثقافة هي منتج شعبي ، وهي خط الدفاع الأول عن الأمة ، فهي نمط حياة شعب ، وإذا حدث خلل فيها يسهل على أي عدو أن يسيطر على الدولة ، مشيرا إلى أن مصر بحضارتها شكلت مصدر ثراء ثقافي وفكري وحضاري للعالم بأسره .
وأضاف أن الإعلام يمكن أن يسهم بدور كبير في بناء الإنسان من خلال تسليحه بالعلم والمعرفة ، وغرس القيم الأصيلة ، ومساندة وحماية ثقافة المجتمع ، والتعبير عن هموم أفراده ، وأن ينقل نبضه ، وأن يساهم في الارتقاء بوعيه ، أما أن يكون الإعلام في واد والناس في واد آخر ، فهذا يعني أنه لم يعد معبرا عنهم .
الإعلامى لايقل دوره عن الجندى المحارب :
وشدد الصريطي على أن التطورات المتلاحقة التي أتاحتها تكنولوجيا الاتصال والمعلومات ساهمت في تقريب المسافات بين التاس حول العالم ، إلا أنها يمكن أن تُستخدم في تفتيت الدول ، وتقسيمها ، مشيرا إلى أن الحروب الإعلامية ، وما يسمى بــ ” حروب الجيل الرابع ” تفوق في تأثيراتها الحروب والمعارك التي تشارك فيها الجيوش
وتابع أن الإعلام مطالب بلعب دور قوي في مواجهة التحديات التي تواجهها مصر ، وان يعمل على ترسيخ القيم المصرية الأصيلة ، مشددا على أن وسائل الإعلام الناجحة هي تلك التي تساهم في بناء الدولة ، وليس تلك التي تسعى من أجل ” الإثارة والمكسب والبحث عن التريند ” ، فالإعلامي لا يقل دوره عن الجندي الذي يحارب من أجل حماية بلده .
وأضاف أنه يجب التركيز على الاستثمار في مصادر قوتنا الناعمة بما يساعد في نقل الصورة الحقيقية عن مصر في الخارج ، مطالبا الدولة بتقديم تسهيلات لمنتجي الأفلام المصريين ، والعرب ، والأجانب الراغبين في التصوير في الأماكن السياحية في مصر ، لأن ذلك يفوق في تأثيره أضعاف ما يمكن تحقيقه من خلال الحملات الترويجية للمقاصد السياحية المصرية في الخارج .
وأضاف أن الفن يجب ألا يسعى فقط من أجل تحقيق الربح ، وأنه يجب ألا تكون الإثارة على حساب قيم المجتمع وأعرافه ومثله ، مشيرا إلى أنه في حالة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها أي دولة يظهر رأس المال الذي يسعى إلى تحقيق أرباح مالية بغض النظر عما يقدمه من مضامين وهذا يؤدي إلى انتشار الفن الذي يركز على مخاطبة الغرائز ، والتركيز على العنف.
وأكد الصريطي أن مؤسسات الدولة الثقافية ، والأعمال التي تقدمها تبقي هي رمانة الميزان ، حيث تتعامل مع الفن كخدمة ثقافية ذات رسالة تنويرية ، مطالبا بدعم حكومي لتلك المؤسسات ومن بينها قصور الثقافة ، وقطاع الإنتاج .
وأضاف أنه يجب على الدولة كذلك أن تدعم الطبقة المتوسطة التي ساهمت بدور كبير خلال تاريخ مصر على حماية الذوق العام بفضل وعيها الفكري والثقافي ، ودورها الحضاري .
ونصح الصريطي الشباب قائلاً:الموهبة هي التي تفرض نفسها مهما واجهت الشخص من عقبات في طريقه ، وأن الفنان الجيد هو الذي يكون في الصدارة وأن يصبح دائما ” استثناء الاستثناء ” وليس مجرد رقم بالنسبة لأي شخص. وفي نهاية الندوة ، قام أ .د عبدالحي عبيد بمنح الفنان سامح الصريطي درع الجامعة تكريما له على مشاركته في الندوة ، كما تم تكريم طلاب مشروع ” المقابلة ” وهو من إنتاج طلاب قسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام بالجامعة العربية المفتوحة ، والذي فاز بالمركز الأول في مهرجان الشارقة الجامعي الدولي للأفلام .
http://www.aou.edu.eg/Pages/default.aspx