التعديل الأخير على نظام الثانوية العامة ليس الأول فالشهادة الثانوية مرت بالعديد من التعديلات على مدار تاريخاها
كتب: هدير علاء الدين
محاربة الدروس الخصوصية، وتطوير نظم التعليم، وتقليل الأعباء الواقعة على كاهل أولياء الأمور، لاطالما كانت الأهداف الرئيسية لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في مصر، والتي عملت جاهدةً على تحقيقها على مدار السنوات الماضية خاصةً بشأن الثانوية العامة، وذلك بما يتناسب مع طبيعة ومتغيرات المرحلة، من خلال تطبيق القوانين ووضع خطط تعليمية شاملة تسهم في النهوض بمستوى التعليم في مصر، وتؤهل الطلاب للالتحاق بسوق العمل فيما بعد.
تاريخ الثانوية العامة، حافل بالتغييرات، بدايةً من تغير وتطوير المناهج الدراسية وصولًا لتغير أدوات ووسائل التعليم؛ لذلك يرصد إليكم “صدى البلد جامعات” أبرز التغييرات التي طرأت على نظام الثانوية العامة منذ نشأته.
بداية الثانوية العامة.
بدأ التعليم الثانوي بمسمى التعليم “التجهيزي” في مصر عام 1825، لإعداد الطلاب للالتحاق بالمدارس العليا كالطب والمهندسخانة “الهندسة”، والحقوق وغيرها، وكان التعليم في هذه المراحل يتم بشكل منفصل في كل حكمدارية “مديرية”.
تعديل مدة الدراسة:
بدأت التغيرات تتوالى على نظام الثانوية العامة، فبحلول عام 1877 تم عقد أول امتحان موحد لعدد من المدارس، وأطلق عليه “الشهادة العمومية”، وذلك لعمومية الامتحانات بها، وكانت مدة التعليم بها 4 سنوات.
وفي عام 1891، تحولت مدة الدراسة إلى 5 سنوات، ثم تحولت إلى 3 سنوات في 1897؛ لحاجة الحكومة للمتعلمين لشغل الوظائف العامة، ثم عادت في 1905 إلى 4 سنوات مرة أخرى، مقسمة إلى مرحلتين: الأولى تستمر لمدة عامين وتسمى “الكفاءة”، وهي شهادة مستقلة، يأتي بعدها المرحلة الثانية، وهي مرحلة التخصص في أحد القسمين “العلمي والأدبي”وتستمر لمدة عامين أيضًا، ثم يحصل بعدها الطالب على شهادة البكالوريا.
العودة لنظام الخمس سنوات مرة أخرى..
ولكن في عام 1907، تم إلغاء شهادة الكفاءة، وسميت “القسم الأول من الشهادة الثانوية”، وظلت هكذا حتى 1928م، ولكن زادت مدة الدراسة لتصبح 5 سنوات مقسمة على مرحلتين:
الأولى عامة لجميع التلاميذ الذين اجتازوا الشهادة الإبتدائية، وتستمر لمدة ثلاث سنوات.-
– والثانية تتفرع فيها الثانوية العامة إلى قسمين هما: “العلمي والأدبي”، وكانت مدة الدراسة بها سنتين، وظل هذا النظام قائم حتى عام 1935.
نظام جديد يشمل البنين والبنات معًا..
و في عام 1935 ، تم تعديل نظام الثانوية العامة لتصبح 5 سنوات دراسية للبنين و6 سنوات للبنات، كما تم إضافة مواد تخص الفتيات فقط، وقسم هذا النظام الثانوية العامة إلى قسمين:
– القسم العام، وتستمر مدة الدراسة فيها 4 سنوات للبنين، و5 للفتيات.
– القسم التوجيهي، وتستمر مدة الدراسة فيه عام واحد للجنسين، والذي يعتبر عام التخصص، حيث يختار الطالب فيه إحدى الشعب الثلاثة إما الآداب أو العلوم أو الرياضيات، وكانت شهادة الثانوية العامة في ذلك الوقت تسمى بـ”التوجيهية”.
العودة لنظام الثلاث سنوات من جديد:
تغير النظام مرة أخرى عام1977 لتصبح مدة الدراسة ثلاث سنوات، تنقسم إلى قسمين: القسم العام ومدته عام واحد وهو الصف الأول الثانوي، والقسم الثاني هو قسم الشهادة، وكان يضم عامين دراسيين، كان يختار فيهما الطالب التخصص في أحد القسمين العلمي أو الأدبي، وكان الطالب يؤدي امتحانًا عامًا في نهاية العامين، للحصول على الشهادة.
تصنيف قسم الأدبي إلى شعبتين:
وفي عام 1981 بدأ العمل بنظام جديد للثانوية العامة، ولكنه لم يستمر طويلًا حيث تم تصنيف القسم الأدبي إلى شعبتين أيضًا؛ ليبدأ التخصص منذ الصف الأول الثانوي، ولكنه سرعان ما تم إلغائه بحلول عام 1988، وعادت الثانوية إلى نظام السنة الواحدة، فكان الصف الأول والثاني الثانوي دراسة عامة تؤهل الطالب للصف الثالث، ثم يبدأ الطالب في اختيار تخصصه في الصف الثالث.
استحداث نظام المواد الاختيارية:
وفي عام 1991، تم تعديل نظام الدراسة بالثانوية العامة، ليتم إدخال المواد الاختيارية التي أسهمت في قياس ميول وقدرات الطلاب، وأيضًا تم تدريس مادة المستوى الرفيع للطلاب لأول
مرة، لتكسبهم معرفة جديدة وتساعدهم أيضًا في زيادة مجموعهم بشكل عام.
نظام الثانوية العامة على مرحلتين و فرصة “تحسين المجموع”..
أما عن عام 1994، فدخلت فيه الثانوية العامة نظام المرحلتين، وتحولت الدراسة الثانوية إلى النظام الممتد بين العامين الثاني والثالث الثانوي، وكان النظام يشمل تدريس الطلاب مواد إجبارية ومواد اختيارية يختارها الطالب عند التخصص في الصف الثاني الثانوي، وتُحسب درجة الطالب في النهاية بمتوسط ما حصل عليه من درجات في العامين الثاني والثالث للثانوية العامة معًا، وظهر لأول مرة نظام “تحسين المجموع”، فأصبح يحق للطالب دخول الامتحان خمس مرات إذا أراد تحسين ما حصل عليه من درجات.
إلغاء فرصة “تحسين المجموع”..
و في عام 1996 ، تم إلغاء نظام “تحسين المجموع” وأيضًا نظام “المواد الاختيارية” ، وظلت الثانوية العامة تُدرس بنظام العامين وبنظام الشعبتين حتى عام 2012.
تطورات وتغيرات الألفية الجديدة
وبدخول الألفية الجديدة طرأت العديد من التغييرات على نظام الثانوية العامة التي كان هدفها الدائم هو النهوض بالعملية التعليمية ومحاولة مواكبة التقدم والتطور الذي يشهده العالم، تمثل أبرزها في الآتي:
مرحلة واحدة للثانوية العامة..
في عام 2013 بدأ العمل بنظام جديد للثانوية العامة، يقوم على إلغاء نظام العامين، لتكون الثانوية العامة عام واحد فقط، مع وجود 3 شعب للتخصص هما: أدبي، و علمي علوم، وعلمي رياضة.
نظام “البوكليت”
تم العمل بنظام “البوكليت” بعام 2017، وهو عبارة عن كراسة امتحانية تضم ورقة لـ”الأسئلة والأجوبة” في ورقة واحدة معًا؛ و يتم وضع النموذج نفسه على الموقع الإلكتروني للوزارة، كنموذج استرشادي للطلاب قبل اجتياز الامتحانات ، ويضم “البوكليت” 5 نماذج للامتحانات، وبداخل كل نموذج يوجد 4 نسخ مختلفة، تتضمن الورقة في حدود 40-50 سؤالًا غير متشابهين، وموزعين بشكل عشوائي.
نظام “التابلت” وامتحان “الأوبن بوك”
في العام الحالي 2020 تم العمل بنظام “التابلت” الجديد؛ ليرسم خارطة طريق جديدة لشكل النظام التعليمي بمصر بما يتناسب مع تغيرات العصر واحتياجات سوق العمل، فقد تم تسليم أجهزة “التابلت” لطلاب الصف الأول الثانوي؛ ليتم تدريبهم على نظام التعليم الجديد خلال الصف الأول والثاني الثانوي الذي يعتمد بشكل أساسي على الفهم والاستيعاب وليس الحفظ والتلقين، استعدادًا لإجراء امتحانات الصف الثالث الثانوي بشكل إلكتروني تام، يعتمد على أسئلة اختيار من متعدد، وأسئلة صح وخطأ فقط، ويحق للطالب أن يستعين بالكتب المدرسية أثناء الامتحان فيما يعرف ب “الأوبن بوك”، و يتم تصحيح هذه الامتحانات إلكترونيًا دوت تدخل عنصر بشري؛ لتظهر النتيجة للطالب تلقائيًا فور انتهائه من الامتحان؛ وذلك لتفادي الأخطاء الناتجة عن عمليات التصحيح.
عودة التراكمية وتحسين المجموع:
أعلنت الوزارة عن عودة نظام الثانوية التراكمية، والذي يقضي بإضافة المجموع التراكمي للطالب خلال السنوات الثلاث للثانوية العامة، والسماح بفرصة تحسين المجموع لمن أراد تحسين مجموعه في مادة أو أكثر.
وذلك بداية من العام الدراسي القادم 2021- 2022، فمن المنتظر أن يتم تطبيق نظام “الثانوية التراكمية” الجديد، على طلاب الصف الأول الثانوي الملتحقين بالعام الدراسي القادم حيث يتم احتساب مجموع الطلاب بموجب ما يحصلوا عليه من درجات في نهاية كل سنة دراسية من تلك السنوات عن كافة المرات التي أدوا فيها الامتحان بكل سنة ؛ وذلك أسوةً بنظام التقييم بالجامعات، كما يحق للطالب دخول الامتحان أكثر من مرة ليختار النتيجة التي يرغب في أن تُحتسب له في النهاية ضمن مجموعه.