أولياء الأمور كيفية مواجهة العنف بالمدارس بعد حادثة إجبار مدرسة لطالب بمسح حذائها
أثارت رواية والدة الطالب أدهم مصطفى، حالة من الغضب، لدى أولياء الأمور على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي قالت فيها أنه أثناء تواجد ابنها داخل الفصل يوم الأحد الماضي، طلبت منه المعلمة الكشكول الخاص به وأخبرها بأنه معها، وبالفعل أحضرت المعلمة الكشاكيل ووضعتها أمامها.
وأضافت، قام الطالب بحسن نية، متجها إلى الكشاكيل وسحب كشكوله دون استئذانها، وتابعت قائلة “المدرسة راحت زعقت له وضربته بالكشكول على وشه، وهو راجع يقعد داس على جزمتها بالغلط، راحت زعقت له تاني، وشدته من ودنه، وأجبرته أنه يمسح جزمتها، وهو فعلا عمل كدة، وراحت ضربته بعدها أكتر من قلم على وشه”.
“صدى البلد جامعات” تواصل مع عدد من أولياء الأمور لمعرفة آرائهم حول كيفية تفادي تكرار الواقعة مرة أخرى، وما هي مطالبهم للاطمئنان على أولادهم داخل المدارس.
عداء بين الطالب والأستاذ والمدرس تحول لموظف:
قالت فاطمة فتحي، مسئول جروب “تعليم بلا حدود“، أن المدارس أصبحت تعاني من حالة عدائيه بين المدرس والطالب، بعد أن أصبح الكثير من المعلمين مجرد مدرس، فشتان بين الوصفين فالتعليم أصبح سلعة لمن يدفع، فقد تجرد كلا الأطراف من تبادل الاحترام للآخر فأصبح ولي الأمر يعامل المدرس أن لديك سلعه أدفع ثمنها.
وأضافت فتحي في تصريحات خاصة ل “صدى البلد جامعات” المدرس أصبح مطالب أن تعطي الطالب بالمقابل أعمال السنة كاملة، وأصبح المدرس يعامل الطالب الذي لا يأخذ عنده درس بمنتهي القسوة والإهانة، وكأنه يصب غضبه من قلة مرتبه عليه، فالكثير من الطلاب أصبح لا يحترم المدرس لما يروه من تعامل بين ولي الأمر والمدرس، وفي الجهة الأخرى أيضا مدرسين فقدوا الجانب التربوي في معاملتهم للطلاب.
تعبر عن قطاع كبير من المدرسين:
وتابعت إن حادثة مديرية تعليم الشروق والتي قامت فيها مدرسة بإجبار طالب على مسح حذائها، تعبر عن قطاع كبير من المدرسين أصبحت معاملتهم تتسم بالضرب والتعنيف والإهانة لأتفه الأسباب، بدل التوجيه والتحفيز وهذا أمر مرفوض لولي الأمر، خاصه إذا لم يكن هناك سبب واضح لذلك، فقد فقدت المؤسسات التربوية القيم في تعليم اسس التربية السليمة وهذا من شأنه انهيار المجتمع ووجب على الوزارة إعادة تقييم الوضع الراهن، وتحديد ضوابط للعلاقة بين المدرس والطالب وولي أمره.
تصرف “أحمق” ولابد من تدخل الوزارة
وأشارت هند شاهين مسئول جروب “منارة مصر التعليمية”، عندما تصفحت هذا الموضوع عبر “السوشيال ميديا”، بصراحة أثارت غضبى بشدة هذا المدرسة المفترض أن تكون مربية أجيال تعلم تلاميذها القيم والأخلاق، وليس الإهانة والضرب فهذا تصرف أحمق لا يجب أن يصدر من مدرسين، شأنهم تعليم السلوكيات الإيجابية.
وأكدت شاهين ل “صدى البلد جامعات”، كان على المدرسة أن تدرك أن الطفل “داس على الحذاء بسبب خوف الشديد منها”، وللاسف تصرفها الغير مقبول بأمر الطفل بمسح حذاء لها، فى إهانة كبيرة للتلميذ وهذا سوف يعرضها إلى المسألة القانونية، فنحن نذهب بأولادنا إلى المدرسة هي البيت الثاني للطفل، من أجل تعليم وسلوكيات أفضل وليس الإهانة فالمعلم قدوة للتلاميذ، وعندما تظهر هذه المعلمة بهذا السلوك فلا عيب لتلميذها أن يفعلوا مثلما فعلت المعلمة.
وناشدت شاهين جميع المسؤولين القائمين بوزارة التربية والتعليم، بأخذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة ضد هذه السيدة التي لا تستحق لقب المعلمة المربية، لتكون عبرة لكل من يفعل مثل هذا السلوك الذي لا يليق بوزارة التربية والتعليم.
خضوع المدرس لاختبارات نفسية يقضي على العنف بالمدارس:
واختتمت داليا الحزاوي مؤسسة ائتلاف أولياء أمور مصر، أن المعلم هو أهم وأخطر دور في العملية التعليمية، لذا لابد أن يكون مدرباً ومعد جيداً للتعامل مع الطلاب، فهناك طلاب يتعرضوا لسوء معاملة من المدرس، من الممكن أن يسبب لهؤلاء الطلاب حالة من الخوف من الذهاب للمدرسة فيما بعد، وينفرون من المادة الدراسية له، فيجب أن تقوم الوزارة بعمل دورات تدريبية للمعلم، حتى يكون قادر على احتواء الطالب، وقادر على التوجيه والتعامل مع جميع شخصيات الطلاب و طرق التدريس الحديثة.
وأضافت الحزاوي في تصريحات خاصة ل”صدى البلد جامعات”، المعلم يجب أن يتم اختياره للقيام بهذه المهنة السامية عبر مقاييس معينة، ويخضع لاختبارات نفسية، فمشكلة العنف في المدارس أحد أسبابها عدم الاهتمام بتدريس التربية الدينية، التي تحتوي علي القيم والاخلاق في التعاملات، وكذلك فقدان الطلاب القيم والأخلاق، على رأسها احترام الكبير، وإدراك قيمة المعلم.
دور الأسرة والإعلام:
والأسرة يجب أن يكون لها دور في ذلك والإعلام أيضا الذي دائما يصور المعلم في صورة هزلية مضحكة، ولا يقدم نماذج جيدة من المعلمين، و تضيف الحزاوي مشيرة إلى ضرورة تفعيل دور مجالس الآباء لمد جسور التعاون بين ولي الأمر والمعلم، لمتابعة الأبناء وحل المشاكل التي تحدث بين المعلم والطالب أول بأول، فالعلاقة المشوهة بين المعلم والطالب لابد من إيجاد حل لها، فالمدرسة ليست مجرد فصول ومناهج ولكنها مصنع لإنتاج مواطن صالح
الوزارة تتدخل وتستبعد المعلمة:
ومن جانبه أكد محمد عطية وكيل أول وزارة التربية والتعليم بالقاهرة، إن الشئون القانونية بإدارة الشروق التعليمية تجري حاليا تحقيق موسع فى واقعة إجبار معلمة بمدرسة الجولف الرسمية المتميزة، التابعة لإدارة الشروق التعليمية، للطالب أدهم مصطفى، 10 سنوات، بالصف الخامس الابتدائي، على مسح حذائها.
وأكد عطية، أنه تم استبعاد المعلمة منذ الواقعة عن العمل بالمدرسة، وشدد أنه جاري انتظار نتيجة التحقيقات لإرسالها للمحافظة والوزارة، واتخاذ الإجراء اللازم وفقا للقانون.