القنوات التعليمية افتتحتها وزارة التربية والتعليم لمواجهة مافيا الدروس الخصوصية
بعد مرور 6 أسابيع من العام الدراسي الاستثنائي، بسبب فيروس كورونا، وإتاحة وزارة التربية والتعليم عدة بدائل تعليمية جديدة، مثل المنصات الإلكترونية، والقنوات التعليمية، نظراً لتقليل أيام الحضور في المدارس، ومواجهة “بيزنس” الدروس الخصوصية، يحاور صدى البلد عدد من الخبراء وأولياء الأمور حول مدى تأثير القنوات التعليمية، وهل أصبحت بديل للسناتر التعليمية.
يجب تحديد دورها للحكم عليها:
قال الدكتور عبد الرحمن ناجي، عضو هيئة التدريس بكلية التربية جامعة عين شمس، أن القنوات التعليمية ليست بتجربة جديدة، فجميعنا يتذكر البرامج التعليمية، التي كانت تقدم في باديء الأمر على القنوات الأرضية، ثم لاحقا على القنوات التعليمية المتخصصة، وأعتقد أننا يمكننا الحكم على تلك التجارب ومدى نجاحها من عدمه، وحجم المردود الفعلي منها مقارنة بما كان مأمولا أن تحققه، فماذا ننتظر من تكرار نفس التجربة؟.
وأضاف ناجي ل”صدى البلد جامعات”، لابد من الإشارة إلى عدم اكتمال المحتوى التعليمي لتلك القنوات حتى الآن، أتصور أنه علينا أن نتساءل عن دور البرامج/القنوات التعليمية في منظومة التعليم، لنحدد العناصر التي يمكن أن تعوضه تلك القنوات، فهل هي بديل عن العملية التعليمية برمتها؟، وبالتالي يمكن القول بأن احدى وسائل التنشئة الاجتماعية، ففي تلك الحالة التليفزيون قادر أن يحل محل وسيلة أخرى ألا وهي المدرسة؟.
وفي تلك الحالة فإننا نختزل أهداف المدرسة اختزالا مخلاً، وعدم رضاء المجتمع عن دور المدرسة لا يبرر إلغاء المؤسسة، بل يدعو إلى تطويرها، أما إذا كان وزارة التربية والتعليم ترى أن القنوات التعليمية بديلا غير مكتمل عن مكون وحيد وبطريقة تجاوزتها النظريات التربوية، ألا وهي طريقة الإلقاء فذلك لا بأس به، في ظل موقف الأزمة الحالي المرتبط بفيروس كورونا، ولا يجب علينا الإدعاء بنجاح التجربة لأنها فشلت في عهود سابقة، ولسنا في حاجة لإثبات ذلك.
لا تراعي الفروق الفردية للطلاب وتفتقد التفاعل:
وتابع ناجي أين دور المتعلم واحتياجاته ومراعاة الفروق الفردية، والتعلم النشط من القنوات التعليمية؟ وإذا كنا بصدد السؤال عن كيفية (تعظيم) الاستفادة من القنوات التعليمية، أعتقد أنه علينا أن نضع أمام المسئول الصورة الحقيقية عن محدودية العائد منها، وعدم جدواها على الإطلاق وهو ثابت تاريخيا ولا أعلم تطبيق مثل تلك التجربة ونجاحها، وعلى من يدعمون تلك التصورات أن يقدمون بأنفسهم تصورات حقيقية غير دعائية للاستفادة من تلك القنوات.
لا يعتمد عليها بشكل أساسي والطالب تحول لمتلقي:
ويري الدكتور محمد عبد العزيز الخبير التربوي، أن التربية والتعليم قضية مجتمعية هامة لابد من وضعها أولوية لأنها أساس نهضة الأمم، وأن وزارة التربية والتعليم اتخذت قرارات منفردة بإنشاء القنوات التعليمية، لطلاب مراحل التعليم الأساسي، فلابد من عمل استبيان لأولياء الأمور لمعرفة أوجه القصور والاستفادة لمعالجة المخالفات وتكون أكثر فاعلية.
وأشار عبد العزيز في تصريحات خاصة ل “صدى البلد جامعات”، أن القنوات التعليمية لا يمكن الاعتماد عليها بشكل أساسي في العملية التعليمية، لأن الأساس في التعليم هو التواصل المباشر بين الطالب والأستاذ ليكون هناك تفاعل، ولا يتحول الطالب إلى مجرد متلقي، فليس من المعقول أن يتابع ولي الأمر الطالب ومدى استجابته طوال الوقت للدروس في القناة.
الاستعانة بمتخصصين لتطوير المحتوى:
وتابع إذا أردنا أن تؤتي هذه القنوات ثمارها والاعتماد عليها بشكل مؤقت نظراً لظروف فيروس كورونا، فلابد من تشكيل لجان تقييم حقيقية من متخصصين لمعرفة أسباب عزوف الطلاب عن مشاهدة هذه القنوات التي تم إنشاؤها خصيصاً لمواجهة الدروس الخصوصية، ولم تنجح في ذلك، والاستعانة بأساتذة على قدر عالى من الكفاءة، عرض المحتوى التعليمي بطرق مبتكرة تجذب الطلاب وتزيد التفاعل، وتوفير مناخ مناسب للتعليم بدلا من تغير الشكل فقط.
لم تؤثر على الدروس الخصوصية وتحتاج لتطوير:
وأردفت عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، إن الاتحاد أجري استبيان واستطلاع رأي الأسبوع الماضي، على عينة تبلغ أكثر من 500 ولي أمر من الأمهات، حول مدى مشاهدتهم للقنوات التعليمية من عدمه وهل أثرت في تراجع نسبة الدروس الخصوصية أم لا.
وأوضحت عبير في تصريح لموقع “صدي البلد جامعات”، أن نتيجة استطلاع الرأي كانت 460 ولي أمر يشاهدها ولم تؤثر على الدروس الخصوصية، و50 ولي أمر يشاهدها وأثرت علي الدروس الخصوصية، بينما كشف العشرات من أولياء الأمور أنهم لم يشاهد أبنائهم هذه القنوات ويعتمدون على الدروس الخصوصية، وعدد قليل لم يبحث عنها من الأساس.
وأكدت عبير علي أهمية القنوات التعليمية خاصة في الوقت الحالي في ظل جائحة كورونا، مطالبة بالاهتمام بالمحتوى المقدم فيها والاستعانة بمعلمين ذو مهارة عالية لجذب أولياء الأمور والطلاب علي متابعتها بشكل مستمر، إضافة إلى أنه يجب عمل دروس علي هذه القنوات لطلاب اللغات الذين يطالبون بذلك، كما طالبت بتكثيف الدعاية لهذه القنوات.