كتب – هدير علاء الدين
يجلب الحديث عن التحرش الجنسي دائمًا معه الحديث عن أشكاله، فيتطرق الناس في حديثهم للتحرش الجنسي اللفظي أو الجسدي، ولكن قلما ما يذكرون التحرش الإلكتروني! على الرغم من انتشاره في الآونة الأخيرة بسبب التطور التكنولوجي والتقدم الذي شهده العصر.
التحرش الإلكتروني وأشكاله:
هو استخدام الوسائل الإلكترونية ووسائل التواصل في توجيه الرسائل التي تحتوي على مواد تسبب الإزعاج للمتلقي، سواء كانت هذه المواد تلميحًا للرغبة بالتعرف على المتلقي، لأهداف جنسية، أو كانت تحتوي على عبارات جنسية، أو صور، أو لقطات فيديو، أو التهديد والابتزاز باستخدام صور الضحية، أو استخدامها فعلاً دون موافقة صاحبها أو دون علمه، ومشاركتها عبر وسائل التواصل الالكتروني المختلفة.
الأطفال والمراهقين والتحرش الإلكتروني:
يقضي الأطفال والمراهقين معظم أوقاتهم يوميًا على الإنترنت، سواء بغرض الدراسة أو بغرض الترفيه، ولذلك هم أكثر الفئات عرضة للتحرش الإلكتروني والمضايقات، فالمعتدون يستهدفون دائمًا الفئات العمرية الأصغر لسهولة السيطرة عليهم، والخروج منهم بأي معلومات بكل سهولة؛ فهم عرضة للتأثر بكل ما يشاهدونه وبكل من يتفاعلون وبتعاملون معه.
ومن هنا، يأتي دور الآباء في أهمية الحديث عن “الأمان على مواقع الإنترنت”، الحديث عن الأمان وحماية البيانات وخصوصيتها، من أهم الموضوعات التي يتحتم على الآباء التطرق إليها مع أبنائهم؛ فيتم التحدث عن عدم البوح بأي معلومات شخصية لغرباء على الإنترنت، ونطمأنهم بوجودنا إلى جوارهم دائمًا ففي حالة إذا ما تعرضوا للمضايقة على الإنترنت، يجب أن يبلغونا بذلك لنناقش الحلول معًا.
دور الآباء في الحد من التحرش الإلكتروني بالأطفال:
ولكن عندما يأتي الأمر للطفل الذي مازال لا يستطيع إدراك تلك الموضوعات، من الأفضل تطبيق الرقابة الأبوية على استخدام الإنترنت، من خلال عدة طرق منها:
- تقييد استخدام الإنترنت من خلال الرجوع لمزودي خدمة الإنترنت، و حظر المواقع غير الملائمة للطفل تلقائيًا دون الحاجة للبقاء بجانب الطفل دائمًأ عند استخدامه للإنترنت، أو استخدام العديد من التطبيقات المجانية للتحكم في ذلك مثل: Net Nanny, Bark, Google Family Link, OurPact, Goya-Move
- استخدام خاصية “تحديد الفئة العمرية” عند تسجيل حساب جديد للطفل على أي موقع من مواقع التواصل الاجتماعي، فتحديد الفئة العمرية جيدًا، يساعد على تحديد المحتوى أيضًا المتاح لهذا الحساب، فبدوره أن يقوم بحظر المواد غير الملائمة للفئة العمرية السابق تحديدها عند إنشاء الحساب.
مثال: عند إنشاء بريد إلكتروني على ” Gmail “، يمكن تحديد “وضع الطفل” أثناء استخدام محرك البحث “Google”، فذلك يتيح لك حساب محدود الوظائف ملائم للطفل. - استخدام برنامج حماية على جهاز الكمبيوتر في نظام “ويندوز” المسؤول عن وضع “الطفل” هو “Microsoft Family Safety” مجموعة العائلة.
- متابعة التطبيقات أو غرف الدردشة التي يرتادها الطفل، و قد أتاح لنا “فيسبوك” تطبيق يدعى “Messenger Kids” مثله مثل تطبيق “Messenger” المعروف، ولكنه يتيح للآباء التحكم في معرفة الأشخاص الذين يتحدث معهم أبنائهم بكل سهولة.
- متابعة الألعاب التي يلعبها الآبناء والتأكد من ملائمتها لفئتهم العمرية، وإذا كان الطفل في عمر صغير، فلابد من التأكد من غرف الدردشة الخاصة ببعض الألعاب؛ فأحيانًا ما تتضمن تلك الغرف رسائل ومحتوى غير لائق للمشاهدة من قبل الطفل.
دور الآباء في توعية المراهقين حول التحرش الإلكتروني:
تتعدد طرق وأشكال حماية الآبناء من التحرش الإلكتروني ما بين الحوار المفتوح والنقاش البناء مع الطفل أو المراهق-إذا كان عمره- يسمح بذلك، وسماع آرائه ووجهات نظره حول الموضوع، وما بين التقرب إليه بصورة “غير أبوية” معه؛ فعلاقة الصداقة بين الآباء والآبناء تجعل دائمًا هناك رباط قوي بينهم، فلا يخجل المراهق من الاعتراف بأخطائه أو التحدث عما يجول في خاطره بحرية، لأنه يعرف في داخله أن حب أبويه له، هو حب غير مشروط.