خلال يومين أصيب أكثر من 15 تلميذ في حوادث حافلات المدارس
أصبحت حوادث الطرق، “شبح” يهدد أولياء الأمور، خاصة مع تزايدها الفترة الأخيرة، فقد شهدت ال48 ساعة الماضية، حادثين لحافلات المدارس، الأولى كانت في ميدان الرماية بالجيزة والذي شهد انقلاب أتوبيس مدرسة أمام المتحف المصرى، أسفر عن إصابة 13 طفلا ومشرفى الاتوبيس، والثاني كان أعلى الطريق الدائري بالقرب من الأوتوستراد، أدى لإصابة 4 أشخاص في حادث انقلاب الأتوبيس، الذي كان في طريق العودة من رحلة مدرسية وتم نقلهم للمستشفى لتلقي العلاج.
“صدى البلد جامعات” تواصل مع أولياء الأمور والخبراء التربويون للحديث عن الحلول لتقليل عدد الحوادث، والمحافظة على أرواح الطلاب.
مشكلة اجتماعية والحالة السلوكية متردية:
قال الدكتور عبد الرحمن ناجي، عضو هيئة التدريس بكلية التربية جامعة عين شمس، إن حوادث حافلات المدارس لا يمكن تناولها بمعزل عن علاقتها بمنظومة المواصلات والمرور والطرق من ناحية، ودور المدرسة من ناحية أخرى، فنحن نعلم الحالة السلوكية المتردية لنا جميعا في التعامل مع منظومة المرور والطرق، والتي تحتوي على الكثير من المشكلات التي لا تخفى على أحد.
وأضاف ناجي لابد من التساؤل هل يتم منح تراخيص القيادة وتجديدها وفقا لمعايير حقيقية؟ وهل هناك فئة ترخيص محددة لسائقي حافلات المدارس، فلابد في النهاية عدم التعامل معه كسائق حافلة دون مراعاة العوامل النفسية الاستثنائية التي يعمل في كنفها، مع مراعاة اختبارات الثبات الانفعالي والتحكم في الأداء في ظل وجود أطفال يلعبون ويصرخون طوال الوقت، بحكم تكوينهم العمري والنفسي والذي لا يجدي معهم محاولات السيطرة غالبا.
اختبارات الثبات الانفعالي والعمل تحت ضغط:
وكذالك لابد من عمل اختبارات للثبات الانفعالي والتحكم في الأداء في ظل ضغط عامل الوقت على السائق لأنه ملتزم بالوصول إلى المدرسة في موعد محدد وقد يتعرض لعقوبة ما إذا ما وصل متأخراً، وعلى الجانب الآخر لابد من اهتمام المدرسة بالتأكيد على وصول الأطفال آمنين بصفه أولوية، ا تتضاءل أمامها أية أولويات أخرى مثل الوصول في الموعد، أو تمارس ضغطاً على السائق وتتركه بين مطرقة مخاطر الطريق وسندان عدم التأخر على الموعد.
وتابع الأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، لابد من توفير المدارس حافلات آمنة وملائمة للأطفال وتتوافر بها عوامل الأمن والسلامة، وتخضع لفحص مروري دقيق يراعي طبيعة عمل تلك الحافلات، وتقوم المدرسة وإدارات المرور بحملات توعية لسائقي حافلات المدارس، بطبيعة الدور الهام الذي يقومون به والتأميد على سلامة الأطفال كاولوية أولى ووحيدة، وكذلك ممارسة المدرسة دورها في الرقابة والمتابعة للسائقين أثناء رحلاتهم اليومية، وإلزام المدارس بتفعيل التكنولوجيا الحديثة من حيث استخدام أجهزة تتبع الحافلات الخاصة بها، ومتابعة السرعات وأداء السائقين وفي حالة وجود سلوك ملفت يتم التدخل في الحال بالتواصل مع السائق أو إبلاغ أقرب نقطة شرطة للتوجه إليه مباشرة وتقديم المساعدة، أو الرقابة عليه من خلال إجراء تحاليل تكشف مدى تعاطيه مواد مخدرة مثلا.
تأهيل الطرق وتحديد حارات محددة:
وأردف هذا فيما يخص المدرسة ولكن هناك بعد آخر يجب مراعاته عند تناول تلك القضية ألا وهو هندسة وتصميم وتخطيط الطرق، فلا يعني تمهيد الطريق أنه آمن وممهد للاستخدام، وهل توجد لوحات إرشادية تحدد السرعة المطلوبة أم الأمر متروك لتقدير السائق؟، والأمر ذاته ينطبق على الحارات المرورية وهل تم تخطيطها بشكل مدروس أم عشوائي، ومدى خطورة المنحنيات العنيفة على الطرق السريعة.
ويمكن أيضا طرح التساؤل حول الإجراءات التي يتم اتخاذها بعد وقوع الحادث، لأنه درب من الخيال أن نتوهم بأن هناك إجراءات من شأنها منع وقوع حوادث الطرق تمام، ولكن علينا الأخذ بجميع التدابير القبلية وأثناء رحلة الحافلة التي من شأنها تقليل احتمال وقوع الحادث، وكذلك الإجراءات البعدية التي تهدف إلى تقليل الأثار الناتجة عن الحوادث، فلا يمكن اختزال الأمر في عنصر بشري يمثل الحلقة الأضعف في منظومة أكثر تعقيداً.
وضع شروط واختبارات صارمة لسائقي الحافلات المدرسية.
قالت عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، وائتلاف أولياء أمور المدارس الخاصة، إن هناك عدة إجراءات لابد من إتخاذها للحد وتقليل حوداث “أتوبيسات المدارس”.
أضافت عبير، في تصريح خاص ل” صدي البلد جامعات”، أنه يجب وضع شروط واختبارات صارمة في من يتم إختيارهم سائقين للحافلات المدرسية، علي أن تتضمن التأكد من تمتع الشخص بالقدرة علي القيادة بشكل جيد، وحسن السير والسلوك، والتأكد من عدم تعاطيه للمخدرات، من خلال إجراء التحاليل الدورية لهم، وكذلك ضرورة عمل تحاليل نفسية للتأكد من قواه العقلية، مستطردة: ” حياة الطلاب وأرواحهم مش لعبة”
مراقبة السائق وتفعيل أرقام الشكاوى:
وأكدت عبير، علي ضرورة التشديد عليهم السير في الطرق الآمنة، وبدون أن يتعدي حدود السرعة المسموح بها والتي يجب تحديدها من قبل الوزارة والأدارات التعليمية والمدارس، علي أن تتولي مشرفة الحافلة عملية المراقبة علي السائقين وآدائهم وسلوكهم خلال عملية توصيل الطلاب .
وأشارت عبير، إلي أن هناك بعض المدارس تقوم بوضع ملصق خلف باص المدرسة يتضمن رقم المدرسة ويتلقي أي شكاوي من الماره في حالة عدم إنضباط السائق وتجاوزه السرعه المسموح بها، مطالبة بتعميمها في جميع المدارس .
إصدار لائحة خاصة بأتوبيسات المدارس
قالت داليا الحزاوي مؤسسة ائتلاف أولياء أمور مصر، إن تكرار حوادث أتوبيسات نقل الطلاب المتكررة يثير تخوفات أولياء الأمور، فلم يمر وقت طويل حتى حدث انقلاب جديدة لأتوبيس المدرسة، فلابد من التفكير في وسيلة لوقف نزيف الأسفلت وحماية أرواح الطلاب الأبرياء.
وترى الحزاوي، أن هناك ضرورة لاصدار لائحة خاصة بأتوبيسات المدارس، و لا يترك الامر لإدارات المدارس، حيث يلزم الإشراف ومتابعة السائقين وتوقيع الكشف عليهم من تعاطي المخدرات من قبل جهات أخرى غير إدارة المدرسة، وذلك لتحقيق مزيد من الانضباط والأمان لأولادنا، فهناك الكثير من الآسر تعتمد على “باص المدرسة” كوسيلة انتقال الأبناء نظراً لعمل الأب والأم، وصعوبة توصيل الأبناء بأنفسهم.
كما تناشد مؤسسة ائتلاف أولياء أمور مصر ضرورة اهتمام أصحاب المدارس بكتابة رقم الشكاوي ( hotline) من مخالفات السائق على الباص نفسه، حتى يسهل على من يجد أن هناك تجاوز من أحد الأتوبيسات في الطريق الإبلاغ، وهذا سوف يحد إلى حد كبير الحوادث عندما يعرف السائق أن أي مخالفة سواء في عدم الالتزام بقواعد المرور أو السرعة الزائدة سوف يتم الابلاغ عنها، بالإضافة إلى الايجابية من المواطنين والإبلاغ عندما يجدوا أتوبيس مدرسة متجاوز.