خبير تربوي: حوادث حافلات المدارس لا يمكن تناولها بمعزل عن علاقتها بمنظومة المواصلات والمرور والطرق
قال الدكتور عبد الرحمن ناجي، عضو هيئة التدريس بكلية التربية جامعة عين شمس، إن حوادث حافلات المدارس لا يمكن تناولها بمعزل عن علاقتها بمنظومة المواصلات والمرور والطرق من ناحية، ودور المدرسة من ناحية أخرى، فنحن نعلم الحالة السلوكية المتردية لنا جميعا في التعامل مع منظومة المرور والطرق، والتي تحتوي على الكثير من المشكلات التي لا تخفى على أحد.
وأضاف ناجي لابد من التساؤل هل يتم منح تراخيص القيادة وتجديدها وفقا لمعايير حقيقية؟ وهل هناك فئة ترخيص محددة لسائقي حافلات المدارس، فلابد في النهاية عدم التعامل معه كسائق حافلة دون مراعاة العوامل النفسية الاستثنائية التي يعمل في كنفها، مع مراعاة اختبارات الثبات الانفعالي والتحكم في الأداء في ظل وجود أطفال يلعبون ويصرخون طوال الوقت، بحكم تكوينهم العمري والنفسي والذي لا يجدي معهم محاولات السيطرة غالبا.
وكذالك لابد من عمل اختبارات للثبات الانفعالي والتحكم في الأداء في ظل ضغط عامل الوقت على السائق لأنه ملتزم بالوصول إلى المدرسة في موعد محدد وقد يتعرض لعقوبة ما إذا ما وصل متأخراً، وعلى الجانب الآخر لابد من اهتمام المدرسة بالتأكيد على وصول الأطفال آمنين بصفه أولوية، ا تتضاءل أمامها أية أولويات أخرى مثل الوصول في الموعد، أو تمارس ضغطاً على السائق وتتركه بين مطرقة مخاطر الطريق وسندان عدم التأخر على الموعد.
وتابع الأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، لابد من توفير المدارس حافلات آمنة وملائمة للأطفال وتتوافر بها عوامل الأمن والسلامة، وتخضع لفحص مروري دقيق يراعي طبيعة عمل تلك الحافلات، وتقوم المدرسة وإدارات المرور بحملات توعية لسائقي حافلات المدارس، بطبيعة الدور الهام الذي يقومون به والتأميد على سلامة الأطفال كاولوية أولى ووحيدة، وكذلك ممارسة المدرسة دورها في الرقابة والمتابعة للسائقين أثناء رحلاتهم اليومية، وإلزام المدارس بتفعيل التكنولوجيا الحديثة من حيث استخدام أجهزة تتبع الحافلات الخاصة بها، ومتابعة السرعات وأداء السائقين وفي حالة وجود سلوك ملفت يتم التدخل في الحال بالتواصل مع السائق أو إبلاغ أقرب نقطة شرطة للتوجه إليه مباشرة وتقديم المساعدة، أو الرقابة عليه من خلال إجراء تحاليل تكشف مدى تعاطيه مواد مخدرة مثلا.
وأردف هذا فيما يخص المدرسة ولكن هناك بعد آخر يجب مراعاته عند تناول تلك القضية ألا وهو هندسة وتصميم وتخطيط الطرق، فلا يعني تمهيد الطريق أنه آمن وممهد للاستخدام، وهل توجد لوحات إرشادية تحدد السرعة المطلوبة أم الأمر متروك لتقدير السائق؟، والأمر ذاته ينطبق على الحارات المرورية وهل تم تخطيطها بشكل مدروس أم عشوائي، ومدى خطورة المنحنيات العنيفة على الطرق السريعة.
ويمكن أيضا طرح التساؤل حول الإجراءات التي يتم اتخاذها بعد وقوع الحادث، لأنه درب من الخيال أن نتوهم بأن هناك إجراءات من شأنها منع وقوع حوادث الطرق تمام، ولكن علينا الأخذ بجميع التدابير القبلية وأثناء رحلة الحافلة التي من شأنها تقليل احتمال وقوع الحادث، وكذلك الإجراءات البعدية التي تهدف إلى تقليل الأثار الناتجة عن الحوادث، فلا يمكن اختزال الأمر في عنصر بشري يمثل الحلقة الأضعف في منظومة أكثر تعقيداً.