منذ شهر مارس الماضى، يواجه التعليم آفاقًا جديدة – التعلم عن بعد – حيث بدأ المعلمون والطلاب وأولياء الأمور في التساؤل عما إذا كانت هذه هي بداية تغيير جذري في نظام التعليم؟ بجانب كيفية إستخدام التكنولوجيا في التعلم؟
يقول الدكتور إيهاب فوزى البديوى أستاذ بجامعة طنطا، ” لقد أصبح من الواضح أن هذه الأوقات الصعبة قد زادت بشكل كبير من الاهتمام بخيارات التعلم عن بعد، وتعد تطبيقات الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR) من الخيارات البارزة التي يتم النظر فيها.
لقد أصبح الطلاب الآن على دراية كاملة بفصول Zoom، لكن بعضهم بدأ أيضًا في اعتماد تطبيقات AR / VR للحصول على تجربة تعليمية تفاعلية سواء في التعليم ما قبل الجامعى والجامعى.
ويضيف فوزى، هل تعلم أنه يمكن إعادة إنشاء المعابد المصرية في بيئة ثلاثية الأبعاد وأنه من الممكن السير فيه كبيئة محيطة حقيقية دون مغادرة الفصل؟ أو اعرض على شاشتك منزلًا رومانيًا كاملاً بكل غرفه، وحرك شكله لترى كل محتوياته؛ مشاهدة نفسك مرتديًا زي قائد رومانى، الانتقال إلى أيمكان في العالم والشعور بدرجة حرارته ورائحته؛ يمكنك أيضاً أن تتنزه على طول قاع البحر محاطًا بالشعب المرجانية والأسماك، أو مشاهدة دقات قلب كاملة في منتصف الفصل الدراسي …
وتابع الدكتور إيهاب فوزى، الأستاذ فى جامعة طنطا، هذه ليست سوى بعض الاحتمالات التي توفرها التقنيات لعالم التعليم الإفتراضى والمعزز. لقد توقف بالفعل عن كونه خيال علمي ولكنه ممكن تمامًا إذا كان لديك الأجهزة المناسبة، هذه التقنيات تسمح للمعلم بسرعة وبتكلفة معقولة شرح كمية كبيرة من المواد النظرية، ولكي يتعلم الطلاب بشكل فعال ويطور لديهم التفكير الإبداعي ويعزز الدافع للتعلم.
الواقع الإفتراضى
ويكشف فوزى أن الواقع الافتراضي VR، هو أحد مجالات تكنولوجيا المعلومات الشائعة (IT) التي توفر تجربة غير مباشرة من خلال إنشاء مساحة افتراضية تتفاعل مع حواس الإنسان ويتغلب على القيود المكانية والمادية للعالم الحقيقي، وعلى الرغم من أن الواقع الافتراضي كان موجه بشكل كبير للألعاب في البداية (وُلد من أجل صناعة ألعاب الفيديو)، إلا أنه يمكن أن يكون له مساحة كبيرة في التعليم والتدريب، يسمح لك بإدخال لقطة فيديو 360 درجة أو إنشاء بيئة ثلاثية الأبعاد، وعلى سبيل المثال، لقد ثبت بالفعل أنه مفيد للغاية. حيث يتم إحراز تقدم في البيئات لتكون تعاونية، ومن ثم سنتمكن من الاتصال بالعديد من المتعلمين في نفس المساحة الافتراضية“.
أن الواقع الافتراضي يعمل مع جهاز لوحي يقوم فيه المعلم بتنشيط السيناريوهات التي سيشاهدها الطلاب من خلال نظارات الواقع الافتراضي، “لا توجد كتب، يتم عرض كل لمحتوى بخلاف ذلك. باستخدام الكمبيوتر اللوحي، يعرف المعلم من يرى وما يظهر على الشاشة. يمكنك أن تسأل الأطفال ما هي الحيوانات الفقارية واللافقارية على سبيل المثال، ويجب على الأطفال توجيههم من خلال النظر إليها. وفي نهاية النشاط، يمكن للمدرس أن يعرف من شاهده ومن لم يراه “. (Lafuente López, 2016).
الواقع المعزز
الواقع المعزز (AR) فيوضحه الدكتور إيهاب فوزى أنه وسيط جديد، يجمع بين جوانب من الحوسبة في كل مكان، والحوسبة الملموسة، والحوسبة الاجتماعية. وتوفر هذه الوسيلة مزايا فريدة، تجمع بين العالمين المادي والافتراضي، مع تحكم المستخدم المستمر والضمني في وجهة النظر والتفاعل.
ومما سبق، يمكن أن يساعد الواقع الافتراضي في تغيير نموذج وطريقة التعلم، لكنه سيستغرق وقتًا وفترة نضج. وللبدء لابد من حل جميع مشكلات البنية التحتية وتجهيز كل شيء للعرض وعلى سبيل المثال: (شبكة قوية وسريعة للإنترنت، الأجهزة، سماعات الرأس المتاحة، الهواتف الذكية محدثة، تطبيقات جاهزة للعمل ، ومحتويات جاهزة). ثم بعد ذلك عليك التركيز فقط على العرض.
كما أن الواقع المعزز لديه القدرة على تغيير كيفية استخدامنا لأجهزة الكمبيوتر. كما انه يجعل المستحيل ممكن وقد بدأت للتو إمكاناته في التعليم حيث توفر واجهات الواقع المعزز تفاعلًا سلسًا بين العالم الحقيقي والافتراضي. باستخدام أنظمة الواقع المعزز، ومن خلاله يتفاعل المتعلمون مع المعلومات ثلاثية الأبعاد، الأشياء والأحداث بطريقة طبيعية. هذه هى النقطة الرئيسية في التكنولوجيا في التعليم. ولا سيما الاستمرار هو أمر بالغ الأهمية. حيث يجب أن تكون التكنولوجيا بسيطة وسريعة.