تصدر دار العربي للنشر والتوزيع الترجمة العربية لثلاث روايات جديدة تحت عنوان “بعيون طفل” وهم رواية “ندبات” للكاتبة الفرنسية ذي أصول مالية “دالي ميشا توريه”، ورواية “آزوري” للكاتب الجنوب أفريقي الراحل “ك. سيلو دويكر”، وكذلك رواية “أحلام سعيدة يا صغيري” للكاتب الإيطالي ماسيمو جارميلليني وترجمة مينا شحاتة. وجدير بالذكر أن ما يجمع هذه الروايات أن كل منها يبرز لنا العالم من وجهة نظر طفل. وقد سبق للعربي للنشر والتوزيع أن نشرت من هذا المنطلق رواية “تاتي” لكريستين دوير هيكي و”صيف بارد جدًا” لروي ياكوبسن واللتين تحملان المنظور نفسه ولاقت إعجاب القراء بشدة.
تدور رواية “ندبات” على لسان طفلة من أصول أفريقية صغيرة تحكي لنا قصتها مع عائلتها المكونة من ثلاثة وعشرين فردًا ويعيشون في إحدى ضواحي باريس في 144 صفحة. في هذه الرواية تجسيد لمشاعر الطفلة ولكل ما تمر به وهي تحكي علاقتها مع أخواتها والمقربين منها، علاقتها مع أمها وزوجات أبيها الثلاثة الأخريات، وعلاقتها مع زملائها في المدرسة وأصدقائها، وخصوصًا علاقتها مع أبيها الذي كان له الأثر الأكبر في “ندباتها” النفسية.
أما رواية “آزوري”، فهي عن فتى على وشك أن يتم عامه الثالث عشر، مات أبوه وأمه محترقين قبل 3 أعوام، ولم يجد غير الشارع ليسكنه وينشأ بين أطفال الشوارع والعصابات في جنوب أفريقيا. يحكي لنا الفتى الأحداث على لسانه أيضًا؛ فنرى بعينيه كل ما يعانيه من إساءات البشر له من حوله من كل الطبقات وكيف يحاول أن يتعايش معها ويقاومها، على سبيل المثال كيف يحاول طفل في عمره أن يعتمد على نفسه ويكسب قوت يومه فيضطر لفعل أي شيء مقابل ذلك.
وندرك من خلال قصته المأساوية إلى أي مدى قد تصل بشاعة المجتمع الذي يعيش فيه الذي يغلب عليه الفوضى والانحدار، وإلى أي مدى قد يصل التشابه بين مجتمعاتنا ومجتمع ذلك الطفل الصغير.
بينما تدور رواية “أحلام سعيدة يا صغيري” عن طفل يرى العالم بنظرة واحدة لا تتغير حتى يصير شابًا، ثم رجلًا ناضجًا. رواية شخصية، ألقى المؤلف فيها بأجزاء من حياته ودمجها مع حياة بطلها الصغير الذي يحمل اسمه أيضًا “ماسيمو”.
ويبدأها بجنازة تذكره بأمه وبحياته السابقة. ماتت أمه وهو صغير، وتركته مع والده..
الاثنان في مواجهة عالم جديد يحاولان فهمه والتعايش معه. والده الكتوم الذي لا يفصح عن مشاعره والذي يخفي عنه سرًا ربما يغير حياته كلها تمامًا، وهو الطفل الصغير الذي يفتقد أمه وحنانها، فيحلم بالمربية الجديدة التي ستحتضنه وتحكي له القصص قبل أن ينام، لكنها لم تفعل.
عاملته بجفاء، فكانت تلك هي الصدمة الثانية بعد صدمة وفاة أمه. ينزوي “ماسيمو” إلى عالم بناه لنفسه، عالم ما زالت أمه فيه على قيد الحياة، ويعامله أبوه فيه بحنان ويبتسم له. وهكذا، بين ماضيه وحاضره، ينتقل بنا المؤلف بين “ماسيمو” الطفل الذي ينمو وتتغير شخصيته، و”ماسيمو” الشاب الذي يبحث في كل امرأة يقابلها عن أمه.