قالت الدكتورة نهى القارح، استشاري الصحة العامة بمكتب منظمة الصحة العالمية في مصر، إنه منذ بداية العام شهد العالم تحديًا جديدًا من نوعه، وهو جائحة كوفيد19 التي فرضت على العالم تأثيرات سلبية على مختلف جوانب الحياة، مشيرة إلى وجود مخاوف من انتشار العدوى المرتبطة بتجمع الطلاب، مناشدة الجامعات بتعزيز ثقافة غسل الأيدي بالماء والصابون، وعدم التزاحم، وتجنب التجمعات، والحرص على التباعد، وتطهير الأيدي بالكحول، مع أخذ قسط واف من النوم، والغذاء الصحي، والتريض يوميًا.
وأشارت الدكتورة نهى القارح إلى الدور الحيوي الذي يؤديه الإعلام في تقديم المعلومات السليمة للجمهور، وتقصي مصادرها الدقيقة والمتخصصة، موضحة أن منظمة الصحة العالمية تتبع الأمم المتحدة، ويقع مكتبها الإقليمي في جمهورية مصر العربية، وتعمل على توفير الدعم لوزارة الصحة المصرية، في ضوء القوانين المصرية.
وأضافت أن ركائز الاستجابة للأزمة تتضمن عدة محاور، كان أحدها التواصل مع المجتمعات، مشيرة إلى أن تسمية “كورونا” تعني أن الفيروس ينتمي إلى عائلة الفيروسات التاجية، أي المحاطة أجسادها ببروتينات على شكل تيجان، لافتة إلى أن التجارب الإكلينيكية تجري حاليا في أغلب دول العالم، ومنها مصر، للتوصل إلى لقاح ضد هذا الفيروس، وهو الأمر الذي سيستغرق وقتا ليس بالقليل، ربما يكون عاما أو أكثر.
ونبهت الدكتورة نهى القارح، إلى خطورة الفزع من أرقام الإصابات، أو اتخاذها مبررا لإهمال طرق الوقاية، داعية طلاب الإعلام إلي معرفة كيفية نقل هذه الأرقام إلى الجمهور، بالطريقة الصحيحة، ومواجهة الوصمة الاجتماعية للإصابة بالمرض.مؤكدة مسئولية الإعلام عن نقل الحقائق وكشف المزيف منها.
وأوضحت أن الأزمة شملت “جائحة معلوماتية” تمثلت في المعلومات الخطأ والشائعات، منها ما انتشر بحسن نية، وبعضها بغرض التضليل، مشددة على ضرورة تحري دقة مصدر المعلومة، مثل موقع منظمة الصحة العالمية أو وزارة الصحة، وعدم الاكتفاء بالعناوين خصوصا المخادعة، والبحث عن كاتبها أو مروجها، وتاريخ نشأتها، والأدلة الداعمة كالأبحاث والإحصاءات، وتحيزات المصادر، مع الاستعانة بالجهات القادرة على تحري دقة المعلومات، هذا بخلاف فصل الرأي عن المعلومات، وتحقيق التوازن بين إفزاع الجمهور، وإشعارهم بالأمان الزائف، التنبيه الدائم على أهمية ارتداء الكمامة، وذلك لأن “الصحة للجميع وبالجميع”.
جاء ذلك خلال ندوة “المناعة والوقاية من عدوى الفيروسات”، التي نظمتها كلية الإعلام جامعة القاهرة، في إطار مبادرة الجامعة “صحتك ثروتك”، برعاية الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، والدكتورة هويدا مصطفى، عميدة الكلية، وإشراف الدكتورة حنان جنيد، وكيلة الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، ومشاركة الدكتور مجدي بدران، استشاري المناعة والحساسية وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، والدكتورة نهى القارح، استشاري الصحة العامة بمكتب منظمة الصحة العالمية في مصر، التي حضرت الندوة نيابة عن الدكتورة نعيمة القصير، ممثل المنظمة في مصر، وبحضور عدد من أساتذة الكلية وطلابها.