عميدة إعلام القاهرة: حماية أنفسنا تبدأ باتباع الإجراءات الاحترازية وتحمل المسئولية
وكيلة إعلام القاهرة: الجامعة تتصدر نظائرها في الاهتمام بالطب الوقائي
مجدي بدران: المناعة حصانة برلمانية للإنسان.. ونسبة الشفاء من الكورونا في مصر بلغت 93.1%
نهى القارح: الإعلام يقدم دورًا حيويًا بشأن جائحة كورونا
نظمت كلية الإعلام جامعة القاهرة ندوة “المناعة والوقاية من عدوى الفيروسات” في إطار مبادرة الجامعة “صحتك ثروتك”، برعاية الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، والدكتورة هويدا مصطفى، عميدة الكلية، وإشراف الدكتورة حنان جنيد، وكيلة الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، ومشاركة الدكتور مجدي بدران، استشاري المناعة والحساسية وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، والدكتورة نهى القارح، استشاري الصحة العامة بمكتب منظمة الصحة العالمية في مصر، التي حضرت الندوة نيابة عن الدكتورة نعيمة القصير، ممثل المنظمة في مصر، وبحضور عدد من أساتذة الكلية وطلابها.
وافتتحت الندوة الدكتورة هويدا مصطفى، عميدة كلية الإعلام جامعة القاهرة، قائلة إنه من المهم الحصول على المعلومات من مصادرها ولاسيما فيما يتعلق بالأمور الصحية، داعية إلى الالتزام واتباع القواعد والإرشادات الاحترازية والوقائية، والتحلي بالمسئولية الفردية حيال الأزمة، التى يواجهها المجتمع لنحمي أنفسنا، والمحيطين بنا .
وأضافت عميدة كلية الإعلام أن هذه الندوة هي الثانية في سلسلة فعاليات حملة “صحتك ثروتك” التي بدأت بالكشف المبكر عن سرطان الثدي للإناث في الكلية مجانًا.
وقالت الدكتورة حنان جنيد، وكيل كلية الإعلام جامعة القاهرة لخدمة المجتمع، إن ندوة “المناعة والوقاية من عدوى الفيروسات” تمثل موضوع الساعة، وهي لا تركز على فيروس كورونا فقط، وإنما يمتد اهتمامها إلى جميع الفيروسات التي تنتشر في فصل الشتاء.
وأشارت جنيد، إلى أن جامعة القاهرة تتصدر الجامعات المصرية والعربية في الاهتمام بالطب الوقائي، مطالبة الطلاب بالالتزام بالإجراءات الاحترازية كارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي، بوصفهم قادة رأي مؤثرين في المجتمع، موضحة أن هذه الأزمة لا تخلو من الإيجابيات، ومنها الحرص على النظافة الشخصية، والأكل الصحي، والتعجيل بدخولنا العصر الرقمي.
ومن ناحيته، قال الدكتور مجدي بدران، استشاري المناعة والحساسية وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إن المناعة هي الأساس في الوقاية من الأمراض، مشبهًا إياها بالحصانة البرلمانية، وشدد بدران على أن الفيروسات تستجد يوميًا، وتوجد منها عشرات ومئات الأنواع، وهي تختار ضحاياها، وقد تكون أكثر فتكًا مع كل طفرة جينية تحدث لها، مشيرًا إلى أن فيروس الإيدز قضى على أكثر من ٣٦ مليون نسمة، ولم تتوصل البشرية إلى تطعيم يقى منه رغم كل التقدم الذي وصلت إليه.
وحذر استشاري المناعة من الإفراط في تناول المضادات الحيوية، وخصوصا في حالة الإصابة بالفيروسات، لأنها فعالة ضد البكتيريا لا الفيروسات، والإفراط في تناولها قد يؤدي إلى الحساسية، بخلاف أن الجسم يخسر قدرا من مناعته الطبيعية، بسبب القضاء على البكتيريا الصديقة، لافتا إلى أن تناول الفول والحلبة وغيرها من البقوليات المستنبتة يعزز مناعة الجسم.
وحذر بدران من أن الفيروسات قد تستخدم كسلاح ضد بعض الدول، فهي الأرخص سعرًا، والأكثر فتكًا، مشيرا إلى أن حيوان الخفاش يمثل حاضنة للفيروسات، وأن خطرها يزداد بوجودها في نفس المكان مع القوارض، حيث تختلط الفيروسات وتنتج عنها فيروسات أكثر حداثة.
وقال الدكتور مجدي بدران، استشاري المناعة والحساسية وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إن نسبة الشفاء من الكورونا في مصر بلغت 93.1%، وهو ما يعد دليلًا على نجاح مصر في “تسطيح” معدل الإصابة بالكورونا، كما حدث في الصين، وهو ما لم تنجح فيه دول أخرى متقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، ولكن هذا يجب ألا يغرينا بالإهمال وعدم الوقاية، مشيرا إلى أن الموجة الثانية لكورونا تتضمن الإصابة بالإسهال وغيرها من الأعراض المستجدة، ناصحا بعدم الحديث داخل المصاعد الكهربائية أو المصافحة، وتوجيه الوجه بعيدا عن الآخرين، وإغلاق غطاء المرحاض قبل طرد المخلفات.
وأشار إلى أن حملة “100مليون صحة” وغيرها من الجهود عملت على التخلص من “فيروس سي”، مما أنقذ أصحاب الأمراض المزمنة من الشعب المصري لأنهم الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا، لافتا إلى أن هناك علاقة بين الإصابة بالبرد والربو، والكورونا وأمراض القلب، محذرا من أضرار التدخين على الصحة والمناعة، ومشددًا على أهمية غسل الأيدي بشكل سليم، وانعكاساته على الصحة العامة، والصحة النفسية أيضًا.
قالت الدكتورة نهى القارح، استشاري الصحة العامة بمكتب منظمة الصحة العالمية في مصر، إنه منذ بداية العام شهد العالم تحديًا جديدًا من نوعه، وهو جائحة كوفيد19 التي فرضت على العالم تأثيرات سلبية على مختلف جوانب الحياة، مشيرة إلى وجود مخاوف من انتشار العدوى المرتبطة بتجمع الطلاب، مناشدة الجامعات بتعزيز ثقافة غسل الأيدي بالماء والصابون، وعدم التزاحم، وتجنب التجمعات، والحرص على التباعد، وتطهير الأيدي بالكحول، مع أخذ قسط واف من النوم، والغذاء الصحي، والتريض يوميًا.
وأشارت الدكتورة نهى القارح إلى الدور الحيوي الذي يؤديه الإعلام في تقديم المعلومات السليمة للجمهور، وتقصي مصادرها الدقيقة والمتخصصة، موضحة أن منظمة الصحة العالمية تتبع الأمم المتحدة، ويقع مكتبها الإقليمي في جمهورية مصر العربية، وتعمل على توفير الدعم لوزارة الصحة المصرية، في ضوء القوانين المصرية.
وأضافت أن ركائز الاستجابة للأزمة تتضمن عدة محاور، كان أحدها التواصل مع المجتمعات، مشيرة إلى أن تسمية “كورونا” تعني أن الفيروس ينتمي إلى عائلة الفيروسات التاجية، أي المحاطة أجسادها ببروتينات على شكل تيجان، لافتة إلى أن التجارب الإكلينيكية تجري حاليا في أغلب دول العالم، ومنها مصر، للتوصل إلى لقاح ضد هذا الفيروس، وهو الأمر الذي سيستغرق وقتا ليس بالقليل، ربما يكون عاما أو أكثر.
ونبهت الدكتورة نهى القارح، إلى خطورة الفزع من أرقام الإصابات، أو اتخاذها مبررا لإهمال طرق الوقاية، داعية طلاب الإعلام إلي معرفة كيفية نقل هذه الأرقام إلى الجمهور، بالطريقة الصحيحة، ومواجهة الوصمة الاجتماعية للإصابة بالمرض.مؤكدة مسئولية الإعلام عن نقل الحقائق وكشف المزيف منها.
وأوضحت أن الأزمة شملت “جائحة معلوماتية” تمثلت في المعلومات الخطأ والشائعات، منها ما انتشر بحسن نية، وبعضها بغرض التضليل، مشددة على ضرورة تحري دقة مصدر المعلومة، مثل موقع منظمة الصحة العالمية أو وزارة الصحة، وعدم الاكتفاء بالعناوين خصوصا المخادعة، والبحث عن كاتبها أو مروجها، وتاريخ نشأتها، والأدلة الداعمة كالأبحاث والإحصاءات، وتحيزات المصادر، مع الاستعانة بالجهات القادرة على تحري دقة المعلومات، هذا بخلاف فصل الرأي عن المعلومات، وتحقيق التوازن بين إفزاع الجمهور، وإشعارهم بالأمان الزائف، التنبيه الدائم على أهمية ارتداء الكمامة، وذلك لأن “الصحة للجميع وبالجميع”.
وأعربت الدكتورة منى الحديدي، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، عن تفضيلها استخدام مصطلح “التباعد الجسماني” على مصطلح “التباعد الاجتماعي”، لافتة إلى دور التكنولوجيا الحديثة في تجاوز هذه الأزمة، وتقديم بدائل مهمة، وأشارت إلى ماأقدم عليه أعضاء مجلس الشيوخ، الذين ظهروا خلال جلسة حلف اليمين بدون كمامات، مع ممارسة المصافحة والعناق بحميمية، بما يخالف الإجراءات الاحترازية.
ودعا الدكتور حمادة هنيد ، خبير الإعلام الأمني، إلى تبني مشروع بحثي ضخم من المؤسسات الأكاديمية حول الآثار الاجتماعية والنفسية لجائحة كورونا، في إطار مواجهة “الإرهاب الفيروسي”.
وفي مداخلة عبر الإنترنت، قال الدكتورة عبدالصادق حسن، والدكتورة فهيمة محمد، أستاذا الإعلام بالجامعة الأهلية بمملكة البحرين، إن وزارة الصحة البحرينية توفر الكمامات والمطهرات في جميع الأماكن، ويلتزم جميع المواطنين بالإجراءات الاحترازية، وفي الجامعة يتم تعقيم القاعات يوميًا.