نستكمل الجزء الثانى من حوارنا مع د أحمد بهاء الدين خيرى الأب الروحى للجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا التى افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسى الأسبوع الماضى ..واستعرضنا فى الجزء الاول حكاية الجامعة وفكرة انشائها وجهود كل من ساهم فى خروجها للنور
ومازلت فى استعراض مسيرة ذلك الصرح العلمى الكبير ونستكمل الحوار مع أول رئيس للجامعة والمؤسس لها .. د أحمد بهاء الدين خيرى
عثرات وانفراجة:
– كانت هناك عثرات ومعوقات تعرضت لها الجامعة فى بداية عملها ..كيف تم التغلب عليها ؟
-كانت هناك حرب من أجل التواجد والإستمرار فهناك من كانوا لايرغبون فى خروج هذه الجامعة الى النور وهناك من كان يحاربنا لمجرد إستغلال النفوذ، وكانت مرحلة تواجد الجامعة داخل مقر مدينة مبارك للأبحاث العلمية ببرج العرب لمدة عامين نموذج لتلك الحرب والضغوط التى كانت تمارس على كيان الجامعة فلم يكن هناك أى دعم إدارى ولا مالى من الجانب المصرى ولجأت لصديقى رجل الأعمال د. عباس حلمى ود. شيرين حلمي اصحاب إحدى القلاع الصناعية المعروفة ببرج العرب وكان لديهما أربع عمارات للضيافة ببرج العرب، طلبت منه ان تستخدمهم الجامعة كمقر مؤقت وكى نبدأ بهم العمل خاصة ان الشريك الياباني يراقب كل شئ، ووافق وكانت البداية.
ويضيف د خيرى قائلا:
تشاء الأقدار بعدها ان عثرت علي مجموعة عمارات جديدة خالية فى منطقة بالقرب من برج العرب وعلمت انها للإسكان الحر للشباب وعددها 28 عمارة 14 منها جاهزة التشطيب و14 أخرى تحت التشطيب على الفور توجهت مع وزير التعليم العالي لوزير الاسكان وقتها وبالفعل حصلنا على موافقة بتخصيصها للجامعة اليابانية، ولجأت مرة أخرى لصديقى عباس حلمى لمساعدتى فى أعادة تهيأتها وتكلفت وقتها 15 مليون جنيه تبرع بها للجامعة.
ومتى تم تخصيص ال200 فدان لإنشاء الجامعة وماهى البرامج التى بدأت بها ؟
هيئة التنمية العمرانية خصصت لنا 200 فدان فى برج العرب الجديدة ثم اتفقت معهم علي اضافة ٢٠ فدان بعد الانتهاء من إجراء مسابقة معمارية دولية فازت بها أحد المكاتب اليابانية المتخصصة في أنشاء الجامعات عبر العالم ، وعلى مدار خمس سنوات استطعنا إقناع الجانب اليابانى بكل طلباتنا من 2009 الى 2014 مع ملاحظة أنه كانت هناك دول بعينها فى الجوار يزعجها تماما تطور هذه الجامعة وتترقب كل حركة فيها ، وبالذات البحوث والإجهزة المتطورة التى كانت تأتى الينا من اليابان، وبدأنا ب12 برنامجا للهندسة و4 للعلوم التطبيقية وكان يدرس بالجامعة 400 طالب ماجستير و 120 دكتوراه خلال السنة الأولي.
– وماذا عن حكاية مصاعب تجديد الإتفاقية مع اليابان والتى كادت تطيح بالحلم كله؟
بالفعل كانت قد مرت على اتفاقية الإعلان الأولى خمس سنوات وقاربت على الإنتهاء ولابد من تجديدها وشكلت لجنة للتفاوض مع الجانب اليابانى لكن للاسف اللجنة لم تستطع انجاز المهمة
والوقت لم يكن فى صالحنا لكن طلبت مقابلة نائبة رئيس هيئة الجايكا قبل عودتها لبلدها بيوم وكررت عرض مطالبنا كلها وقرأت عليها كل ما نريد أضافته للجامعة من معامل وتدريب وسفريات وكليات جديدة ولم تقاطعنى ولم تعترض وعقبت قائلة سنوافق على أى شىء يطلبه د. خيرى.
ماهى ظروف تركك لرئاسة الجامعة بعد كل هذا المشوار والحلم الذى تحقق ؟
الحقيقة طلبت من مجلس الأمناء ترك منصب رئيس الجامعة تطبيقاً لمبدأ انا أؤمن به وهو أن أى منصب قيادى لا يصح ان يستمر الشخص فيه أكثر من خمس سنوات في أي عمل تنفيذي لأن بعد هذه المدة تتحول الى مسار فى غير صالح العمل
بالإضافة الى أن ابنى الكبير قرر أنه يعمل مع إحدى الشركات الكبرى فى مصر والتى لها اعمال فى مجال التعليم الخاص فى مصر وبالتالى هناك تعارض مصالح أو شبهات فآثرت ترك مكانى مع إستمرار دعمى للجامعة لأنه كان عملاً خالصاً لوجه الله ولمصلحة بلدي وكان حلم حياتى ان نوفر لأبناءنا فرصة ومناخ جيد للبحث العلمى وهو ما فعلناه فقد كانت البيئة مهيئة للطلاب في السكن فى قلب الجامعة و تلقي وجبات الطعام والرعاية الصحية متاحة والحصول على راتب مناسب فكان يجتهد فى البحث تماما ولذلك كنت أجد طلاباً بالبيجامات أحيانا الساعة 3 الفجر فى المعامل فقد كان شرط حصول الباحث على الدرجة العلمية هو النشر الدولى المتميز وكان الطلبة يتنافسون على ذلك فيما بينهم ووصلنا الى ان بعض الطلاب نشر 19 بحثا دولىا فى 2014 منشورة فى اعلى المجلات العلمية العالمية والمؤتمرات الدولية ..
لقد كانت الجامعة اليابانية وستظل تحدياً كبيراً وحلم لأولادنا للوصول للعالمية والتميز .