جامعة سوهاج تقدم تقرير اشتعال النيران في بئر بالمنطقة الصحراوية بقرية بيت خلاف لوزير التعليم العالي
كشف الدكتور أحمد عزيز عبد المنعم رئيس جامعة سوهاج، عن تشكيل لجنة من كلية العلوم بقسمي “الجيولوجيا والكيمياء” لمعرفة احتمالية سبب اشتعال نيران في بئر مياه، بالمنطقة الصحراوية بقرية بيت خلاف دائرة مركز شرطة جرجا جنوبي محافظة سوهاج، وذلك يوم الخميس الموافق 24/9/2020 م.
وذلك وبناءا على تكليف الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي لجامعة سوهاج لعمل تقرير مفصل عن الاشتعال في البئر المذكور.
حيث ضمت اللجنة كل من الدكتور أحمد عزيز عبدالمنعم أستاذ المياه الجوفية بقسم الجيولوجيا ورئيس الجامعة، والدكتور كمال محمد السيد خليل أستاذ الكيمياء الغير عضوية بقسم الكيمياء وعميد كلية العلوم، والدكتور عبدالباسط محمد أبوضيف أستاذ الجيوفيزياء بقسم الجيولوجيا ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور فاروق عبدالرحمن محمود أستاذ الجيوفيزياء المتفرغ بقسم الجيولوجيا، والدكتور توفيق محمد مهران أستاذ الرسوبيات المتفرغ بقسم الجيولوجيا.
وقد قامت اللجنة اليوم بزيارة الموقع على الطبيعة لمعاينة الحدث على الطبيعة، وبعد المعاينة أشارت اللجنة إلى أن المنطقة التى يقع فيها البئر تحتوى على نوعين من التكوينات الصخرية تتراوح أعمارها بين:
1- الزمن الثالث (الأيوسين) هذا التتابع متكون درنكه ويتآلف من صخور الحجر الجيري الأحفوري وهى رسوبيات من أصل بحرى وتتكون من رواسب جيرية سميكة تحوى العديد من الشقوق والكسور، ويتراوح سمكها ما بين 130 و 200 متر.
2- تتابع الزمن الرابع (البليو- بليستوسين)، وتشمل متكون أرمنت ويتألف من فتاتيات سليسية دقيقة (الرمل، الغرين، الطين)، يتداخل معها رواسب رملية متوسطة إلى خشنة الحبيبات تزداد في السمك إلى أسفل، ويعلوها غطاء من الحجر الجيري الكيميائي (الترافرتين) وهى رسوبيات تكونت في بحيرات ضحلة أثناء مراحل تكون نهر النيل، ويتراوح سمكها ما بين 100 و 200 متر.
وأوضحت اللجنة، أن دراسة قد أجريت سنة 2001 على منطقة غرب سوهاج ابتداءا من الكوامل شمالا إلى أولاد سلامة جنوبا عن طريق فريق عمل من قسم الجيولوجيا وقد تبين من هذه الدراسة احتمالية تواجد خزانات بترولية نظرا حوض ترسيبي عميق حيث أن سمك الغطاء الرسوبى يتراوح ما بين 1200 إلى 1500 م وكذلك وجود تراكيب جيولوجية تحت سطحية مثل الفوالق العادية والطيات المحدبة التى تعتبر من أهم المصايد البترولية.
وذكرت اللجنة، أنه قد تبين أن النيران قد اشتعلت فى غاز كان متواجدا تحت ضغط مع وجود كميات من المياه المحيطة به.
كما أوضحت اللجنة، أن هناك احتمالين لوجود هذا الغاز:
الاحتمال الأول: هو تسرب غازي من مكمن هيدروكربونات احتمالية تواجده فى صخور الطفلة الزيتية التى تتبع متكون الداخلة التابعة للزمن الطباشيرى العلوى والتى تقع على عمق 600 إلى 800 متر تقريبا وقد يتحث تسرب إلى أعلى خلال الشقوق والفواصل في الصخور التي تعلوه وتتجمع فى طبقات الحجر الرملى الخاصة بالزمن الرابع إلى أن وصل إلى الموقع المشار إليه وهو بالتالي غاز من أصل بترولي ولا بد أن يتكون من الغازات البترولية الطبيعية.
الاحتمال الثاني: هو غاز ناتج عن تحلل مواد نباتية وأشجار دفنت من ملايين السنين على عمق حوالى 200 متر تحت سطح الأرض وهو غاز الميثان CH4 المصاحب للرواسب الفحمية، وهو غاز سريع الاشتعال، وعندما كانت البريمة تحفر وصلت درجة الحرارة إلى أكثر من 50 درجة مئوية، علاوة على الحرارة الناتجة عن الاحتكاك، أدت إلى انفجار هذا الغاز، كما يحدث فى مناجم الفحم، مما أدى إلى طرد المياه الموجودة معه بمجرد وصول ثقب الحفار إليه، وهذا الغاز ليس من الغازات البترولية الطبيعية .
وعلى هذا أوصت اللجنة بما يلي: سرعة حفر بئران اختباريان باتجاه الجنوب الموازى له واتجاه الغرب ناحية الهضبة من البئر المشار إليه وذلك لوصف العينات الصخرية اللبية وصفا دقيقا ومراقبة احتمالية تواجد الغاز بها وعمل مسوحات سيزمية انعكاسية عميقة من خلال شركات البترول لدراسة التتابع الطبقي بدقة وكذلك التراكيب الجيولوجية تحت السطحية وإمكانية تواجد الهيدروكربونات بها.