بكل تحدي وإصرار، نجح وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي، في العبور بامتحانات الثانوية العامة إلى بر الأمان في عام دراسي استثنائي شهد تحديات عديدة بسبب جائحة فيروس كورونا. حيث كانت مصر الدولة الوحيدة التي أجرت الامتحانات لـ 653 ألفا 389 طالب وطالبة في ظل انتشار الوباء.
وكان الوزير أكد إنه في الوقت الذي نجحت مصر، في العبور بنظامها التعليمي بسلام خلال انتشار جائحة كورونا حول العام، فإن الكثير من نظم التعليم العالمية المرموقة عانت مشاكل كبرى، ومن بينها الشهادتين البريطانية والامريكية.
طارق شوقي.. وزير بدرجة امتياز
أشاد عدد من الخبراء والأساتذة بدور وزير التربية والتعليم في تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية لضمان صحة وسلامة الطلاب وكافة أعضاء المنظومة التعليمية خلال عقد امتحانات الثانوية العامة. وأشاروا إلى أن الدكتور طارق شوقي نجح بامتياز في هذه المهمة الصعبة.
وقد شملت الإجراءات الاحترازية، تقليل أعداد الطلاب داخل اللجان الفرعية ليصبح (14) طالبًا، وتشكيل لجنة عليا للطوارئ لحل المشكلات، وكذلك تعقيم اللجان قبل وبعد الامتحان، وتعقيم الكنترولات وورق الامتحانات وصناديق نقل الأسئلة يوميًا، مع تسليم الطلاب كافة أدوات التعقيم من كمامات وماسكات للرأس والقدم ومطهرات. علاوة على قياس درجة حرارة الطلاب قبل دخول اللجنة، ومنع التجمعات داخل اللجان ومنع تجمع أولياء الأمور خارجها.
إلغاء امتحان الـ«SAT» يهدد 200 طالب حول العالم
تسبب إلغاء امتحان الدبلومة الأمريكية الـ«SAT» الذي كان مقرر عقده السبت الماضي، حالة من الغضب بين طلاب الدبلومة الأمريكية في مصر وأولياء أمورهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وكانت الهيئة الأمريكية المسؤولة عن امتحان الـ SAT وهي الـ «College Board» ألغت الامتحان بعد وجود دلائل على تسريبه. الأمر الذي يهدد مصير نحو 200 ألف طالبة وطالبة من الدبلومة الأمريكية، والذين ما زالوا في انتظار تحديد مصيرهم.
وفي مصر دشن الطلاب هاشتاج عبر موقع فيسبوك تحت عنوان “اغيثوا طلبة الدبلومة الأمريكية من الكولدج بورد”، وقال الطلاب إنهم تلقوا بريدا إلكترونيا من هيئة الامتحانات الأمريكية “College Board”، أعلنت فيه إلغاء امتحان السات الذي كان مقررا عقده السبت في جميع المراكز الامتحانية الموجودة في مصر. وأكد الطلاب أنه لا ذنب لهم في إلغاء الامتحان بهذا الشكل المفاجئ؛ ما يهدد مستقبلهم خاصة مع بدء التنسيق للجامعات سواء الحكومية أو الخاصة.
فيما علق وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي، أن الوزارة تقوم حاليا بمخاطبة كافة الجهات المعنية لحل هذه المشكلة حفاظا على مستقبل الطلاب، موضحًا أنه سيعلن البدائل خلال ٤٨-٧٢ ساعة بعد إتمام هذه المناقشات.
وطالب شوقي الجميع بالتزام الهدوء وطمأن الطلاب وأولياء أمورهم بأن الدولة لا تدخر وسعا لحماية مستقبل طلبة الدبلومة الأمريكية.
كما أشار إلى أن وزارة التربية والتعليم ليست منوطة بهذا الامتحان ويقتصر دورها على تقييم المناهج وإخطار وزارة التعليم العالي باعتماده لتنسيق الجامعات، أما الامتحان نفسه فهو مسؤولية الهيئة الأمريكية (حول العالم) ويتم تنفيذه في مصر عن طريق مؤسسة الـ AMIDEAST.
اللعنة على خوارزمية (IGCSE)
عندما شرعت المملكة المتحدة لأول مرة في البحث عن بديل لإجراء اختبارات الثانوية، لجأ مكتب شؤون المؤهلات وتنظيم الامتحانات (أفكوال) إلى استخدام خوارزمية. وبعد ذلك، سارت الأمور بشكل خاطئ تماماً. حيث انتهى المطاف بحصول ما يقرب من 40% من الطلاب على درجات مُخفضة عن توقعات معلميهم، الأمر الذي يهدد بخسارة مقاعدهم الجامعية.
كما كشف تحليل للخوارزمية أنها أضرت على نحو غير متناسب بالطلاب المنتمين للطبقة العاملة والمجتمعات المحرومة، وضخمت درجات طلاب المدارس الخاصة. وفي 16 أغسطس، ردد المئات هتاف “اللعنة على الخوارزمية” أمام مبنى وزارة التعليم البريطانية في لندن احتجاجاً على النتائج. وبحلول اليوم التالي، كان (أفكوال) قد تراجع عن قراره.
وفي مصر، أثار ذلك الأمر غضبا كبيرا بين أولياء الأمور في مصر بسبب مشاكل تقييم أبنائهم، حيث فوجئوا بتقديرات متدنية لا تمثل الحقيقة فقد تم التقييم بناءً على تقديرات الأعوام السابقة للمدرسة وليس تقييما للطالب، دون النظر لمجهود الطلاب أو التقديرات المرسلة من المعلمين.
وتدخل الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم لإنقاذ مستقبل الطلاب المصريين بمخاطبة الجهات المعنية، قائلاً: ” لقد شكا طلاب وأولياء أمور الشهادة البريطانية من إجحاف وظلم التقييم الذي قامت به كامبريدج في أعقاب الجائحة، وقد أرسلت خطابا رسميا باسم حكومة جمهورية مصر العربية إلى هيئة الامتحانات والتقييم البريطانية للإعراب عن عدم رضا مجتمع التعليم المصري عن الدرجات الظالمة لأبنائنا الذين يدرسون شهادة الثانوية البريطانية، وقد جاء رد المملكة المتحدة سريعا ليصب في صالح الطلاب والعدالة”.